رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عودة داعش.. فى إيران!

أصابع الاتهام وجهها مسئولون إيرانيون كبار، ووسائل إعلام رسمية، إلى إسرائيل والولايات المتحدة. ثم أعلن تنظيم «داعش» الإرهابى، أمس الأول الخميس، فى بيان نشره على شبكة «تليجرام»، مسئوليته عن التفجيرين، اللذين شهدتهما مدينة كرمان الإيرانية، يوم الأربعاء الماضى، خلال إحياء الذكرى الرابعة لرحيل قاسم سليمانى، قائد «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثورى الإيرانى»، الذى اغتالته الولايات المتحدة، فى العاصمة العراقية بغداد، سنة ٢٠٢٠، بأمر مباشر من الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب. 

عشر دقائق فصلت بين التفجيرين، اللذين وقع أولهما على بعد ٧٠٠ متر من قبر سليمانى، والثانى على بعد كيلومتر واحد. ورجّحت مصادر إيرانية أن يكونا نتيجة عمليتين انتحاريتين، وهو ما أكده بيان «داعش» بإشارته إلى أن عضوين فى التنظيم قاما بتفجير أحزمتهما الناسفة. وبعد أن ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن الهجومين أسفرا عن مقتل ١٠٣ أشخاص، قالت السلطات، لاحقًا، إن عدد القتلى ٨٤ فقط. وكان لافتًا إعلان وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن إلغاء زيارة كان مقررًا أن يقوم بها الرئيس إبراهيم رئيسى إلى تركيا، الخميس، موضحةً أن «الزيارة ستجرى فى وقت مناسب»!.

بـ«أشد العبارات» أدانت مصر هذا «العمل الإرهابى»، وقدمت «خالص التعازى لحكومة وشعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية». وبـ«أشد العبارات»، أيضًا، ندد مجلس الأمن بـ«الهجوم الإرهابى الجبان»، وأكد أن «الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين». كما أدان الهجوم، أيضًا، الأمين العام للأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبى، و«منظمة التعاون الإسلامى» ومجلس التعاون الخليجى، و... و... وندّد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بالانفجارين «الصادمين بوحشيتهما»، مؤكدًا إدانة روسيا الإرهاب بجميع أشكاله، والتزامها بمحاربة هذا الشر بلا هوادة.

المهم، هو أن قناة «العالم» الإيرانية ذكرت، مساء الأربعاء، أن الرئيس رئيسى اتهم إسرائيل بالمسئولية عن الهجوم، وقالت إنه «توعّد الكيان الصهيونى بأنه سيدفع ثمن جريمة كرمان غاليًا». كما ذكرت جريدة «كيهان»، التابعة لمكتب المرشد الإيرانى، فى افتتاحية عددها الصادر، أمس الأول الخميس، أن هناك الكثير من الأسباب لاتهام «الصهاينة بأنهم متورطون فى التفجيرات الإرهابية». وكرّر الاتهام نفسه أحمد وحيدى، وزير الداخلية، بقوله إن «الأعداء لم يتحملوا الصفعة التى تلقوها من محور المقاومة». وأظهر التليفزيون الرسمى متظاهرين فى عشرات المدن، وهم يهتفون: «الموت لإسرائيل.. الموت لأمريكا».

اتهم إسرائيل، أيضًا، محمد مخبر، نائب الرئيس الإيرانى، وهدّد بـ«انتقام قوى جدًا من جنود سليمانى». كما وجّه إسماعيل قاآنى، القائد الحالى لـ«فيلق القدس»، الاتهام إلى «أشخاص متعطشين للدماء ممولين من الولايات المتحدة والنظام الصهيونى»، وربط التفجيرين باغتيال صالح العارورى، نائب رئيس حركة حماس، فى بيروت، ورضى موسوى، القيادى بالحرس الثورى، قرب دمشق. أما «المجلس الأعلى للأمن القومى»، فاتّهم من سمّاهم «أعداء وحدة وتلاحم الشعب الإيرانى»، لافتًا إلى «العقول الفاسدة التى لعبت دورًا دائمًا فى دعم الإرهابيين والاستهداف الأعمى للرجال والنساء والأطفال الأبرياء».

ردًا على هذه الاتهامات، أكدت الخارجية الأمريكية، فى بيان، أن الولايات المتحدة «ليست ضالعة بأى شكل فى انفجارات إيران»، وقالت إنها لا ترى سببًا للاعتقاد بضلوع إسرائيل فيها، واصفة قيام طهران بتحميل واشنطن أو تل أبيب مسئولية التفجيرين بأنه «أمر سخيف». ولاحقًا، أو بعد بيان تنظيم «داعش»، أعلن جون كيربى، المتحدث باسم البيت الأبيض، فى مؤتمر صحفى، أن الولايات المتحدة ليست فى وضع يسمح لها بالتشكيك فى إعلان «داعش» مسئوليته عن الانفجارات.

.. وتبقى الإشارة إلى أن تنظيم «داعش» سبق أن أعلن مسئوليته، فى يونيو ٢٠١٧، عن تفجيرين مزدوجين استهدفا البرلمان الإيرانى وضريح آية الله الخمينى، مؤسس الجمهورية الإسلامية، وأسفرا عن مقتل ١٦ شخصًا، وقيل إن إيران ردّت، وقتها، بهجوم صاروخى على مواقع للتنظيم فى مدينة دير الزور السورية. وفى ٢٢ نوفمبر من السنة نفسها، أعلنت الخارجية الإيرانية، فى بيان، عن «انتهاء دولة داعش المزعومة والإرهابية»، مؤكدة أن «فصلًا جديدًا من فصول التحولات قد بدأ فى منطقة غرب آسيا بعد تعاون قوى المقاومة مع دول المنطقة فى محاربة الإرهاب والتطرف والجرائم الإنسانية».