رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العالم يحتفل بلغة "برايل".. مبدعون أكفاء قادوا رحلة تنوير عقول الأجيال

العمى
العمى

نادرة هي الأعمال التي تتحدث عن “العمى”، والأكثر ندرة هي تلك  التي أنتجها “مكفوفين”، وأصبحت بمثابة مصابيح  تنيرالطريق لجيلنا والأجيال القادمة، ومنها ما قدمه عميد الأدب العربي طه حسين، ومن قبله أبي العلا المعري، وكذلك ما قدمه بورخيس.

وفي التقرير التالي وبالتزامن مع احتفال العالم بـ "برايل " كلغة رسمية لتعليم المكفوفين، نرصد في السطور التالية أبرزالأعمال الإبداعية التي تناولت العمي:

 

مع أبو العلاء في سجنه 

كتاب “ مع أبي العلاء في سجنه “ لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، ليس مجرد دراسة حول أبي العلاء المعري، بل هو حالة  فنية وابداعية خالصة  فكلاهما أخلصا لمعنى وقيمة الفن والأدب، كما عانا كلاهما من ”العمى”، ومع ذلك كانا نبراسا للأجيال.

وكتبت الكثير من الكتب والدراسات التي تناولت جوانب متعددة من حياة وفلسفة "أبي العلاء المعري " وتضاربت آراء الدارسين الذين تناولوه؛ فحُكم عليه بالإلحاد حينا وبالكفر أحيانا، بينما رفعه آخرون إلى مصاف كبار المبدعين وعظماء الفلاسفة، واعتبروه من أيقونات الفكر التحرري والثوري.

ولا يعد كتاب "طه حسين " تعمقا في سيرة أبى العلاء الشخصية أو تحليلا لأفكاره الفلسفية، بقد ما هو مشاركة نقدية وجدانية من إنسان تشابهت خصائصه العقلية  وظروف حياته مع إنسان من عصر آخر.

وفي معرض حديث طه حسين عن أبي العلاء المعري يقول: "لن يكون هذا إلا نحوًا من حديث النفس تعرض فيه - كما تريد - ذكرياتي، والآراء المختلفة التي كونتها لنفسي في شخص ممتاز شاذ، فنان عظيم، قاس، قوي الإرادة قبل كل شيء، له ذكاء نادر يقظ دقيق قلق، يخفي من وراء الآراء المطلقة، والأحكام الصارمة لا أدري أي شك في نفسه، وأي يأس من إرضائها - شعورًا شديد المرارة، عظيم الشرف، كان يثيره في نفسه علمه الدقيق بأساتذة الفن، وتهالكه على ما كان يزعم لهم من أسرار النبوغ، وما كان يُحضر ذهنه دائما من ألوان تفوقهم المتناقضة.

وتابع: " لم يكن يرى في الفن إلا نوعا من مسائل الرياضة أدق وألطف من الرياضة المألوفة، لم يستطع أحد أن يردها إلى الوضوح، ولا يستطيع إلا قليل جدا من الناس أن يفترضوا وجودها. كان كثيرا ما يتحدث عن الفن العالم، وكان يقول: إن صورة من الصور نتيجة لطائفة من أعمال العقل.

رواية " العمى " لجوزيه ساراماجوا 

"العمى " هي الرواية الأشهر للكاتب البرتغالي الشهير جوزيه  ساراماجوا، وتدور أحداث رواية "العمى" في إحدى المدن التي يصيبها وباء يتسبب في عمى كل سكان المدينة -تقريبًا- وحتى أصحاب المناصب لم يسلموا منه مع عدم وجود سبب واضح لذلك مما يخلق موجة من الذعر، لذا لم تستطع السلطات فعل شيء سوى وضع المُصابين في مصحة عقلية فارغة، سيطرت عليها الدولة في البداية لكن سرعان ما تخلت الدولة وظهر الوجه الحقيقي لبعض المصابين وبدأوا يسيطرون على الموارد المتوفرة ويعتدون على النساء مقابل إعطائهم حصة من الطعام والشراب.

مسرحية احتباس العسل 

يعرض النص المسرحي " احتباس العسل "للكاتبة القاصة والمسرحية نهى صبحي، لأول مرة حياة  الكاتبة الأمريكية هيلين كلير، والتي لم تأخذ حقها في الكتابة عنها  منذ عقد الستينيات، صحيح أن هيلين كلير يعرفها أغلب الناس في العالم، ولكن ثمة شخصية أخرى تبدو مطمورة ولا يعرفها الكثيرين وهي معلمتها "سوليفان " وعلاقتها الخاصة بها، وكيف عاشت في ظروف  مقاربة لما مرت به هيلين كلير.

وقالت “صبحي” في تصريحات سابقة لـ"لدستور"، ناقشت عبر النص مدى تأثر وفهم وإدراك ووعي  فاقدي الحواس " السمع والبصر والكلام " بمعنى العلاقة الحميمة، وبماذا تشير في مخيلتهم.