رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طلعت عبدالقوى: تكلفة «حياة كريمة» تصل إلى تريليون جنيه

الدكتور طلعت عبدالقوى
الدكتور طلعت عبدالقوى

كشف الدكتور طلعت عبدالقوى، رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، عن وصول حجم إنفاق التحالف فى العام المنقضى «٢٠٢٣» إلى ما يقرب من ٢٠ مليار جنيه، متوقعًا أن يصل هذا الرقم إلى ٢٥ مليار جنيه فى العام الجارى ٢٠٢٤.

وتطرق «عبدالقوى»، فى حواره التالى مع «الدستور»، إلى حجم المبالغ المالية المخصصة لتنفيذ المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بمراحلها الثلاث، مبينًا أن موازنة المبادرة ستصل إلى تريليون جنيه بنهاية تنفيذ المرحلة الثالثة.

واستعرض رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية حجم المساعدات المقدمة من التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى إلى قطاع غزة، التى وصلت إلى أكثر من ١٣ ألف طن، فى إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بتوفير الدعم الكامل للأشقاء الفلسطينيين.

■ كم يبلغ حجم المساعدات المقدمة من التحالف الوطنى للعمل الأهلى إلى قطاع غزة؟ 

- منذ اندلاع الأحداث فى غزة، يعمل التحالف الوطنى للعمل الأهلى على إرسال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطينى، وفقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتقديم الدعم الفورى والإغاثى الإنسانى للأشقاء فى القطاع.

وأرسل التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى حتى الأسبوع الماضى، أكثر من ١٠٠٠ قافلة، تشمل أكثر من ١٣ ألف طن من المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية، إلى جانب المياه والملابس والخيام والوقود، بالإضافة إلى مساعدات «الجمعية الشرعية» و«الهلال الأحمر المصرى»، وغيرها من مساعدات الجمعيات القاعدية.

وتمثل المساعدات المصرية المقدمة إلى غزة نحو ٨٠٪ من حجم المساعدات المرسلة من كل دول العالم إلى القطاع، لذا لا توجد دولة على مستوى العالم كله وقفت مع الشعب الفلسطينى وقدمت له دعمًا مثل مصر، شعبًا وقيادة.

■ كيف تتعاملون مع الجرحى والمصابين القادمين من غزة؟

- وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية، أقامت وزارة الصحة والسكان مستشفى ميدانيًا فى مدينة العريش لاستقبال عدد من المصابين، بالتزامن مع تحويل بعض الحالات إلى مستشفيات القناة، وأخرى إلى مستشفيات القاهرة، سواء كانوا مصابين بالحروق أو الجروح، أو حتى الأطفال المبتسرين، مع توفير كل الخدمات الصحية لهم.

■ ما رأيك فى توجيه القيادة السياسية بإنشاء «مخيم إغاثى» فى مدينة «خان يونس»؟

- هذا المخيم يأتى فى إطار استمرار مساندة القيادة السياسية الأشقاء الفلسطينيين، وأى توجيه من القيادة السياسية يُلبى من المجتمع الأهلى فورًا، فالتحالف الوطنى فى إطار إمكاناته الكبيرة حريص على المساهمة فى كل ما تطلبه الدولة، كما أن المواطنين البسطاء على أتم الاستعداد للمساهمة فى دعم احتياجات الإخوة الفلسطينيين.

■ إلى أين وصلت مبادرات التحالف الوطنى لدعم الأسر الأولى بالرعاية؟

- نشارك فى كل المبادرات على مستوى الجمهورية من خلال قاعدة بيانات مدققة، تُراجع بصفة منتظمة من قِبل وزارة التضامن الاجتماعى وهيئة الرقابة الإدارية، ومن بينها مبادرة «خيرك سابق» على سبيل المثال، التى تستهدف الأسر الأولى بالرعاية والفئات المستحقة فى كل المحافظات.

وتعمل مبادرة «خيرك سابق» على توفير الدعم الغذائى لنحو ٥ ملايين أسرة على مدار العام، من خلال ٣ مستويات، الأول هو توزيع «كارت الخير» على الأسر المستفيدة، والثانى توزيع الوجبات الساخنة من خلال مطابخ التحالف بكل محافظات الجمهورية، فى حين يعمل المستوى الثالث على توزيع كراتين المواد الغذائية على الأسر المستحقة فى منازلها، وفق قاعدة البيانات المتاحة للتحالف الوطنى.

هناك، أيضًا، مبادرة «ستر وعافية» التى تهدف إلى تقديم الاحتياجات الأساسية من الملابس والبطاطين، وغيرهما من المساعدات إلى الأسر الأولى بالرعاية، بالإضافة إلى القوافل التى يتم إطلاقها على مستوى القرى، لتقديم كل الخدمات والمساعدات الإنسانية والغذائية والنقدية، بالتعاون مع عدد من الجمعيات والمؤسسات أعضاء التحالف؛ بهدف توسيع دائرة الحماية الاجتماعية، ودخول شرائح جديدة مستحقة للدعم.

■ وماذا عن «حياة كريمة»؟

- «حياة كريمة» مبادرة رئاسية من أهم المبادرات التنموية التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأرى أنها «مبادرة القرن»، لأنها تقدم خدمات غير مسبوقة لا يمكن مقارنتها بأى مبادرة أخرى.

والمبادرة الرئاسية «حياة كريمة» تستهدف تحسين حياة ٥٨ مليون مواطن من أبناء الريف فى ٤٦٠٠ قرية، وذلك على ٣ مراحل، الأولى استهدفت ١٦٠٠ قرية بتكلفة ٣٥٠ مليار جنيه، والثانية التى يتم تنفيذها حاليًا بتكلفة إجمالية تصل إلى ٦٥٠ مليار جنيه، وصولًا إلى تريليون جنيه مع نهاية المرحلة الثالثة.

■ ما حجم الدعم الذى قدمه التحالف للمستحقين خلال العام الماضى؟ وما المستهدف خلال ٢٠٢٤؟ 

- التحالف أنفق نحو ١٤ مليار جنيه لدعم الأسر الأولى بالرعاية فى عام ٢٠٢٢، وبنهاية ٢٠٢٣ وصلنا إلى ٢٠ مليار جنيه، وخلال ٢٠٢٤ من المتوقع أن يصل حجم الإنفاق إلى ٢٥ مليار جنيه.

كما قدمنا العديد من أوجه الدعم للمستحقين فى مختلف المجالات، واستهدفنا ٣٠ مليون مواطن، وجاء على رأس الأولويات الدعم الغذائى، حيث استفاد منه نحو ٢٥ مليون مواطن، و٥ ملايين مواطن من المساعدات الطبية.

وأيضًا دعم المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر لنحو ١٤٩ ألف مشروع، وتوفير ٤٠ ألف فرصة عمل، والعمل على إطلاق سراح عدد من الغارمات، وتوفير سكن كريم للأسر الأولى بالرعاية، مع دعم طلاب الجامعات.

كما أطلق التحالف مبادرة «ازرع»؛ لدعم صغار الفلاحين وزيادة مساحة الأراضى المزروعة بالمحاصيل الاستراتيجية التى استفاد منها ١٠٠ ألف مزارع، لاستصلاح ١٥٠ ألف فدان وزراعتها بالقمح والفول الصويا، وخلال المرحلة الثانية نستهدف الوصول إلى ٥٠٠ ألف مزارع واستصلاح مليون فدان، إضافة إلى توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة التضامن لتقديم الدعم النقدى لـ٦٠٠ ألف سرة ببرنامجى «تكافل وكرامة» بموازنة تتخطى الـ٣ مليارات جنيه.

■ ما الذى قدمه العمل الأهلى تجاه قضية الزيادة السكانية؟

- القضة السكانية لها العديد من الأبعاد، ولا تقتصر على زيادة معدل النمو السكانى، لكنها ترتبط أيضًا بتدنى خصائص السكان وسوء التوزيع السكانى، لذلك استهدفنا عدة محاور لمواجهتها، منها زيادة خدمات تنظيم الأسرة، وتجفيف منابع ارتفاع معدل المواليد بتعليم المرأة وتمكينها اقتصاديًا واجتماعيًا ومنع زواجها المبكر وزيادة الوعى، والتواصل المجتمعى بإطلاق قوافل طبية طوال العام لتقديم خدمات المشورة للمراهقين والشباب المقبل على الزواج.

كما أنه بعد دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لانعقاد المؤتمر العالمى للصحة والسكان، الذى استضافته مصر مؤخرًا، جرى تعديل الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية التى كانت تعديلًا للاستراتيجية الوطنية «٢٠١٥- ٢٠٣٠»، بإضافة عدة عناصر أهمها الحوكمة.

ووقعنا بروتوكول تعاون مع وزارة التضامن لافتتاح ١٥٠ عيادة أهلية لتوفير خدمات تنظيم الأسرة للفئات الأولى بالرعاية، وقد جرى الانتهاء من ٣٠ عيادة حتى الآن.

ونعمل على التصدى الحاسم للزواج المبكر؛ باعتباره من أخطر الأشياء التى تتعرض لها الفتاة، ومن أهم أسباب الزيادة السكانية.

■ كيف استعد التحالف لشهر رمضان المقبل؟

- بدأنا فى تجهيز المساعدات للأسر الأولى بالرعاية، وتقوم كل جمعية بتوفير المواد الغذائية والشنط الرمضانية، من خلال قاعدة بيانات مدققة لاستهداف الأسر المستحقة، لأن توزيع هذه المساعدات لا يتم بشكل عشوائى، بل تتولى الجمعيات جمع بيانات الأسر الأولى بالرعاية وحصر أعدادها، بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى والاتحادات الإقليمية.

وقد نجحنا فى توزيع ٦ ملايين كرتونة على ٦ ملايين أسرة، من خلال مبادرة «كتف فى كتف»، ونستهدف عددًا أكبر خلال رمضان ٢٠٢٤، لتغطية جميع الأسر الأكثر احتياجًا فى جميع المحافظات على مستوى الجمهورية، لتخفيف العبء عن كاهل الأسر الأولى بالرعاية والأكثر احتياجًا.

ما الذى سيقدمه التحالف للشعب الفلسطينى خلال الفترة المقبلة؟ 

- أقمنا جسرًا بريًا يستمر حتى انتهاء الأزمة، بالتنسيق بين التحالف الوطنى و«الهلال الأحمر المصرى» والجانب الفلسطينى، لتلبية جميع احتياجات سكان قطاع غزة، وتقديم كل المساعدات والخدمات الإغاثية والإنسانية لهم، ما يدل على اهتمام المصريين، شعبًا وقيادة، بالقضية الفلسطينية. وبصفة عامة، المجتمع الأهلى على أهبة الاستعداد لخدمة ما يطلبه الوطن، ويشارك فى كل الأحداث الطارئة، بما فيها الأحداث فى غزة، فمنذ اللحظة الأولى لهذه الأزمة أعلنا عن حالة الطوارئ من أجل تجهيز أكبر عدد من المساعدات، مع التركيز على أولويات القطاع، خاصة المستلزمات الطبية والأدوية، على رأسها المضادات الحيوية ومسكنات الجروح.