رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالفحم والرصاص.. كيف منح مصطفى غانم رسوماته قبلة الحياة؟ (صور)

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

قادر على منح قبلة الحياة لرسوماته وتحويلها إلى مشاهد نابضة بالحياة باستخدام الرصاص، تارة يرسم أب يحتضن ابنته الصغيرة ويُعانقها وكأنَّها فراشته الحيَّة، وأخرى يرسم الإبن العجوز وهو يتكئ على رُكبتي والدتهُ المُسنّة بين نظرة الأم الحنون، وثالثة يُجسّد حنان المرآة الصعيدية على ابنها صاحب الشال الأبيض والجلباب الصعيدي.

رسومات خطها المبدع "مصطفى غانم" صاحب الـ 26 عامًا، والذي علّم نفسه بنفسه، واستطاع تحويل موهبته إلى لوحات فنية.

ورغم أنَّ "غانم" لم يرَ الكثير من حنان الأبوين- فقد فقدهما وهو في سن مبكرة- لكن كان دائمًا شغوفًا بالآباء ومعاملتهم مع أبنائهم، حيثُ رسم تلك الصور النابضة وكأنَّه يعيشها أو على الأقل مرَّ بها، مُكتشفًا في النهاية بأنَّه يعيش الرسمة وكأنَّها حقيقية.

ويقول “غانم" لـ" الدستور" إنَّ تقنية الرسم بالرصاص تعلمها لأول مرة في الصف الأول الإعدادي وقضى سنوات في إتقانها حيث يتساءل بعض الناس الآن عما إذا كانت رسوماته الفنية شديدة الواقعية مرسومة باليد أم صورة فوتوغرافية.

ويستخدم "غانم" عدة أدوات تتمثّل في أقلام الفحم التي يرسم بها وبعض الفرش للحصول على تفاصيل ناعمة، ولكن هناك أداة واحدة يعتمد عليها أكثر من غيرها وهي المقسم النسبي، والذي يستخدمه للحصول على كل نسبة في الرسم دقيقة قدر الإمكان.

وتمكن الشاب من تقديم شخصيات كاملة الحجم، والتي عادةً ليس لها وجود، ولكن عندما يعطي الرسومات ملامح، تظهر وكأنَّها حيّة لأشخاص على قيد الحياة، فترى الفتاة تجلس على الأرض أو تعانق ركبها أحيانًا، أو أشخاص يقفون وأذرعهم متقاطعة، أو الطفلة التي تتشبّث في "أكتاف أبيها"، وغيرها من الملامح.

وبحسب "غانم"، تستغرق كل رسمة فنية حوالي 5 ساعات لإكمالها، وبينما يركز على كل التفاصيل الدقيقة، فهو يجتهد حقًا في العيون لأنها تجذب المشاهد وتلفت انتباهه، موضحًا: "الناس يشعرون بكل شيء ويقرءون العيون والنظرات".

ويتمنّى الفنان الشاب أن تصل رسومات لأبعد المشاهدين وأن يكون واحدًا من الأشخاص المؤثرين بلوحاتهم الفنية في جميع أنحاء العالم.