رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد وصفها بـ"الانتصار الكبير".. هل ينجح "نتنياهو" فى استغلال اغتيال العارورى سياسيًا؟

نتنياهو
نتنياهو

تأتي عملية اغتيال القيادي الفلسطيني صالح العاروري، في اليوم التالي على هجوم  وسائل الإعلام الإسرائيلية على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، والمطالبة بعزله وإنهاء مسيرته السياسية.

ورأى محللون وأعضاء سابقون في الكنيست الإسرائيلي أن سبب استمرار الحرب على قطاع غزة هدفه -من وجهة النظر الرسمية- هو المحافظة على الائتلاف الحكومي وبقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في السلطة، والتغطية على فشل الحكومة وعنفها.

الفشل يُلاحق “نتنياهو”  

من جهته، انتقد غاي بيلج،  محلل الشئون القضائية في القناة 12 الإسرائيلية، أمس الإثنين، إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب على قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه مع كل اجتماع لمجلس الحرب يتم استعراض أهداف العملية العسكرية في القطاع وهي: إنهاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والقضاء على قدراتها العسكرية وإعادة المخطوفين وأهداف إضافية، ولكن نتنياهو يرى هدفًا إضافيًا، وهو المحافظة على ائتلافه الحكومي والمحافظة على سلطته.

وأضاف "بيلج" أن نتنياهو خطر على إسرائيل، لأنه دائمًا يفضل اعتباراته السياسية على الاعتبارات العسكرية.

ووفقًا للمعطيات السابقة فإن "نتنياهو" كان يبحث عن انتصار يتمكن من خلاله الحصول على أكبر دعم  داخلي ممكن لاستمرار حربه في غزة، وإثبات قدرته على الوصول لقيادات حماس في أي مكان.

اقرأ أيضًا: عاجل.. سر توقيت إسرائيل.. "اغتيال العارورى" فى لبنان يشعل الحرب أم يُنهيها؟

خوف "نتنياهو" من ردود أفعال حزب الله

وتابع: "بالرغم من أن نتنياهو سيحرص على استخدام ورقة اغتيال "العاروري" في وجه خصومه، ولكنه يخشى من ردود أفعال المقاومة، ولعل خير دليل على ذلك أول قرار له بعد تنفيذ عملية الاغتيال، حيث أصدر توجيهاته لأعضاء الحكومة بعدم الإدلاء بأي تصريحات حول العملية".

ووفقًا لمراقبين، فإن أوامر "نتنياهو" بتجنب التعليق على اغتيال "العاروري" وعدم إعلان الحكومة بشكل رسمي، مراوغة من الحكومة الإسرائيلية لجس نبض ردود أفعال حزب الله وحماس، ولكن هذه المراوغة لن تستمر كثيرًا، إذ حسمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمر، ونقلت عن مسئول في وزارة الدفاع الأمريكية، قوله إن "تل أبيب هي المسئولة عن العملية".

كما أن سلاح الجو الإسرائيلي أعلن في الدقائق الأولى من الانفجار، مسئوليته عن استهداف العاصمة بيروت للمرة الأولى من حرب تموز، ونجاحه في اغتيال عدد من قادة حماس، بحسب قناة 14 الإسرائيلية.

ردود أفعال إسرائيلية

ورغم أوامر نتنياهو، إلا أن المسئولين الإسرائيليين لم يلتزموا بالقرار، معبرين عن سعادتهم بما أطلقوا عليه "الانتصار الكبير".

وفي السياق، قدم السفير الإسرائيلي في مجلس الأمن جلعاد إردان، الشكر لكل من الحكومة الإسرائيلية والشباك وسلاح الجوي الإسرائيلي لنجاح عملية استهداف مكتب حماس في بيروت، والتي أسفرت عن اغتيال 6 أشخاص من بينهم العاروري وقياديان آخران.

اقرأ أيضًا: مَن هو قيادى حماس صالح العارورى الذى اغتالته إسرائيل الليلة؟

تخفيف الهجوم على "نتنياهو"

وبدأت ردود الأفعال الإسرائيلية على عملية اغتيال العاروري تتوالي، وتكشف عن تغيير النظرة السلبية وتخفيف حملة الهجوم التي تعرض لها نتنياهو خلال الأيام الماضية.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلًا عن مسئولين إسرائيليين أنّ "اغتيال العاروري عملية عالية الجودة وكل قادة حماس مصيرهم الموت"، وفق تعبيرهم.

وقبل توجيه مكتب نتنياهو بعدم التعليق على اغتيال العاروري، كتب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بحسابه على منصة "إكس": "هكذا يبيد جميع أعدائك يا إسرائيل".

كما علق وزير الاتصالات شلومو كرعي مقتبسًا الآية رقم "31" من سفر "القضاة" في التوراة: "هكذا يبيد جميع أعدائك يا رب. وأحباؤه كخروج الشمس في جبروتها. واستراحت الأرض أربعين سنة"، مرفقًا منشوره على "إكس" بصورة للعاروري مع الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني حسن نصرالله.

فيما غرد عضو الكنيست الإسرائيلي "داني دانون" عن حزب "الليكود"  قائلًا: "أهنئ الجيش الإسرائيلي والشاباك والموساد وقوات الأمن على قتل العاروري في بيروت".

وكتب دانون في تغريدة عبر منصة "إكس": "أهنئ الجيش الإسرائيلي والشاباك (الأمن العام) والموساد (الاستخبارات) وقوات الأمن، على قتل المسئول الكبير في حماس صلاح العاروري في بيروت".

وأضاف: "وليعلم كل من شارك في مجزرة 10/7 (7 أكتوبر)، أننا سنتواصل معهم ونغلق الحساب معهم".

كما نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين سعادتهم باغتيال قيادي بحجم العاروري، مؤكدين أنّ العاروري كان وراء الهجمات المتزايدة في الضفة الغربية والتأكيد أن اغتيال إسرائيل لصالح العاروري، سيستفيد منه نتنياهو على مستوى الداخل الإسرائيلي، ليؤكد من خلاله أنه قادر على الوصول لقيادات حماس في أي مكان.