رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انتهاء أزمة السكر بعد دخول إنتاج الموسم الجديد من القصب والبنجر

جريدة الدستور

توقع خبراء ومختصون فى صناعة السكر استقرار أسعار السكر خلال الفترة المقبلة، خاصة مع دخول موسم الإنتاج الجديد، مؤكدين أن قرارات الحكومة الأخيرة أسهمت فى ضبط الأسواق ومنع احتكار المنتج وتراجع سعره إلى ٢٧ جنيهًا بعد أن وصل إلى ٥٠ جنيهًا.

وأوضح الخبراء، لـ«الدستور»، أن مصانع الإنتاج بدأت فى استقبال كميات قصب السكر الجديدة، بينما تستقبل محصول البنجر فى مارس المقبل، مشددين على أهمية الحفاظ على الرقعة الزراعية المزروعة بمحصول البنجر وعدم التقليل منها. قال الدكتور مصطفى عبدالجواد، رئيس مجلس المحاصيل السكرية بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة، إن الحكومة نفذت حملات تفتيشية مفاجئة على السكر، لضبط الأسواق وتشديد الرقابة على التجار والبائعين، مشيرًا إلى أنه تم بذل المزيد من الجهود خلال الفترة الماضية.

وأضاف أن أسعار السكر ستنخفض خلال الأيام القليلة المقبلة خاصة مع بداية الموسم الجديد فى ٢٥ ديسمبر الماضى، مشيرًا إلى تراجع المساحات المزروعة بالبنجر هذا العام نتيجة لزيادة التكلفة على الفلاح، وعدم وجود سعر استرشادى يشجعه على الزراعة، لافتًا إلى وجود زراعات منافسة له فى نفس الفترة وبأسعار أعلى.

وذكر أن المساحات المزروعة من قصب السكر خلال عام ٢٠١٦ أنتجت مليون طن، بينما فى العام الماضى وصل الإنتاج إلى ٧٠٠ ألف طن فقط، أما البنجر فمساحة زراعته عام ٢٠١٦ بلغت نحو ٦٣٠ ألف فدان، ووصلت فى ٢٠٢٣ إلى ٥٦٠ ألف فدان، لافتًا إلى أنه يجب زراعة ٧٠٠ ألف فدان من البنجر بشكل سنوى، إذ إن تقليل هذه المساحة ستكون له نتائج عكسية على الصناعة بشكل عام، مطالبًا بضرورة وضع أسعار تنافسية للفلاح، لتشجيعه على زراعة البنجر والقصب لتفادى أى أزمات، مشيرًا إلى أن المصانع قادرة على استقبال ما يقرب من ٥٠٠ ألف طن، وذلك فى حال توفير المواد الخام.

من جهته، قال المهندس حسن كامل، رئيس جمعية خبراء السكر، إن قرار الحكومة بمنع احتكار السلع الاستراتيجية، وعلى رأسها السكر والأرز وزيت الخليط والفول واللبن والمكرونة والجبن الأبيض، صائب، وسيمنع التلاعب بالأمن الغذائى للمصريين.

وأضاف أن الحكومة تشدد الرقابة على منافذ البيع، وتلزم التجار بتحديد الكميات التى سيتم طرحها فى السوق، ويتعرض من يخالف ذلك للعقوبات، لافتًا إلى أن وزارة التموين فى الوقت الحالى تكثف جهودها، وتضبط جميع المتلاعبين.

وأكد أن مصر لم تعد تعانى أزمة فى السكر، ويباع الكيلو بـ٢٧ جنيهًا، بخلاف سعره على بطاقات التموين، كما أنه متوافر فى جميع منافذ البيع، موضحًا: «هذه الفترة من كل عام تحدث أزمة، وهى فجوة قبل حصاد إنتاج الموسم الجديد».

وواصل: «إنتاج مصر من السكر يتراوح بين ٢.٦ و٢.٨ مليون طن، مقابل الاستهلاك الذى يبلغ ٣.٥ مليون طن، كما أن٧٠٪ من الاستهلاك من البنجر، و٣٠٪ من قصب السكر». وفيما يخص زراعة البنجر، أكد أن هناك تراجعًا فى الإنتاج هذا العام نتيجة وجود زراعات منافسة للبنجر، وهى محاصيل ذات أرباح أعلى للفلاح، ومنها القمح والفول والعدس والبرسيم والجزر والبصل.

وأوضح أن هذه المحاصيل تؤثر على إنتاجية البنجر وتقلل المساحات المزروعة به، لافتًا إلى أن زراعة البنجر فى مصر تُعد نشاطًا زراعيًا حيويًا، حيث يشكل مصدرًا مهمًا لإنتاج السكر.

وأشار إلى أنه تتم زراعة المحصول بشكل رئيسى فى منطقة الدلتا، حيث تمثل ٨٠٪ من المساحات المزروعة، وتُفضل زراعته فى التربة الخصبة وبيئة مائية ملائمة، وتعتمد فترة الزراعة على عوامل مناخية مثل درجات الحرارة وتستفيد من نظم الرى المتطورة، وتعزز هذه الصناعة الزراعية القائمة على البنجر اقتصاد مصر، وتلعب دورًا مهمًا فى تلبية احتياجات السكر المحلية والصادرات. وكشف عن أنه فى حالة وجود تغير فى المناخ واستمرار هطول الأمطار هذا العام سيكون هناك تغير فى الإنتاجية للبنجر. من جهته، قال حسن الفندى، عضو غرفة الصناعات الغذائية رئيس شعبة السكر بالغرفة التجارية، إن الحكومة كثفت الرقابة على سوق السكر خلال الفترة الماضية، لضمان عدم وجود تلاعب وضبط المخالفين، مشيرًا إلى أن قرار مجلس الوزراء بوضع أسعار استرشادية لبعض السلع، والتى من بينها السكر، سيمنع التلاعب بالأسعار.

وأوضح «الفندى» أن مصر لديها مخزون من السكر يكفى حتى الموسم المقبل، حيث تم توفير كميات منه من قبل الشركة القابضة للصناعات الغذائية وتم طرحها فى الأسواق، مؤكدًا أن تلك الأزمة تحدث بشكل سنوى، ويكون بها ارتفاع فى أسعار السكر، ولكن هذا العام كان الارتفاع كبيرًا بشكل مبالغ فيه، وغير مبرر.

وأضاف أن أسعار السكر فى بورصة السلع سجلت ٣٠ ألف جنيه للطن، بينما تراوح سعره فى السوق السوداء بين ٤٢ و٤٣ ألف جنيه، مشيرًا إلى أن بورصة السلع وظيفتها ضبط الأسعار، وتضم ٣ دورات تشمل الصناعات الغذائية والغرف التجارية، الممثلة فى تجار السكر وشركات تعبئة السكر، مؤكدًا أن كل فئة تأخذ السكر من البورصة مرة واحدة فى الشهر.

وتابع: «فى حالة زراعة شركة القناة للسكر المساحات التى أعلنت عنها، ستكون هناك وفرة فى المنتج، حيث تملك الشركة مساحة ١٨١ ألف فدان، وتم تجهيز جزء كبير من تلك الأراضى لزراعة البنجر خلال الموسم المقبل، وتُعد هذه الزراعة جزءًا مهمًا من الأنشطة الزراعية فى مصر خلال فصلى الخريف والشتاء».