رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المطران عطا الله حنا: نسأله تعالى بأن يعزى قلوب المكلومين والمعذبين

جريدة الدستور

قال  المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، اليوم، إننا ومن وحي هذه الأيام الميلادية نؤكد بأن ثقافتنا هي ثقافة سلمية لا عنفية، وهذا ما تم تأكيده في وثيقة الكايروس، فنحن لا نؤمن بالحروب وثقافة القتل والعنف، وندعو إلى احترام الحياة البشرية، وانطلاقًا من هذه القيم التي ننادي بها دومًا طالبنا ونطالب بوقف هذه الحرب التي يدفع فاتورتها المدنيون.

وتابع في بيان له: نسأله تعالى أن يعزي قلوب المكلومين والمعذبين والمتألمين وما أكثرهم في غزة، حيث أصبحت الغالبية الساحقة من السكان في القطاع تعيش في أوضاع مأساوية.

وأوضح: يحق لنا أن نتساءل: أين هو الضمير الإنساني مما يحدث في غزة من مآس إنسانية مروعة؟! ولكننا وبالرغم من كل آلامنا وأحزاننا لن نفقد الأمل والرجاء، وسنبقى ننادي بأن تتوقف الحرب حقنًا للدماء، ووقفًا للدمار.

ولفت إلي أن مشاهد الموت والدمار والخراب في غزة إنما هي وصمة عار في جبين الإنسانية، ونسأله تعالى بأن تعود الإنسانية لمن فقدها، ولمن يغض الطرف عما يحدث في غزة من جرائم، فدماء أبناء شعبنا هناك ليست رخيصة، فهؤلاء هم بشر خلقهم الله كما خلق كل إنسان، ويجب أن يعاملوا بإنسانية وأن تصان حقوقهم وحريتهم وكرامتهم.

مضيفًا: وما يحدث حاليًا في غزة إنما هي وحشية منقطعة النظير وتدمير وتهجير لشعب ذنبه الوحيد أنهم فلسطينيون غزاويون، ينتمون لبلدهم وهم ملتصقون التصاقًا بهذه الأرض المباركة والمقدسة.

 

مع إطلالة العام الجديد نتمنى أن تنجح الجهود المبذولة لوقف الحرب 

وتابع المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم بأن كل قطرة دم تسيل تعني بالنسبة إلينا الشيء الكثير، فالإنسان خلقه الله على صورته ومثاله ووجب احترام كل إنسان وحقه في الحياة الكريمة بعيدًا عن العنف والحروب والاستهداف.
وأوضح نرفض أن يستهدف أي إنسان بسبب انتمائه العرقي أو الديني وأهلنا في غزة اليوم يستهدفون لأنهم فلسطينيون يعيشون في هذا القطاع، واستهدافهم يندرج في إطار سياسة العقاب الجماعي، حيث إن أكثر من نصف سكان القطاع أصبحوا لاجئين في بلدهم، وهم الذين كانوا أصلًا لاجئين منذ عام 48 وهاهم اليوم يتعرضون لنكبة جديدة.
 

موضحًا: لا يمكن أن تستمر هذه الحرب، وهنالك جهات كثيرة في هذا العالم تعمل من أجل إيقاف هذا النزيف، ونأمل مع إطلالة العام الجديد أن تكون هنالك بوادر خير بوقف هذه الحرب الدموية غير المسبوقة، ندعو الى احترام الإنسان كل إنسان وإلى احترام المدنيين كل المدنيين، فلا يجوز استهداف الأبرياء بهذه الطريقة المروعة، كان الله في عون أهلنا في غزة وقد تحولت غزة كلها الى منطقة دمار وخراب ودماء وآلام وأحزان.
نداؤنا ورسالتنا هي بأن تتوقف هذه الحرب حقنًا للدماء ووقفًا للدمار.