رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لمن تنحاز "لوفيجارو" الفرنسية؟: توقيت طوفان الأقصى.. أزمات الحرب على غزة

.. خلط تقرير لصحيفة «لوفيجارو» الفرنسية، نشر يوم 27 ديسمبر/ كانون الأول 2023، عدة أوراق سياسية وأمنية خطيرة حول أن الذراع العسكرية لحركة حماس كانت تستعد لهجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل «منذ سنتين وفي سرية تامة». 
الأبعاد التي أثارها التقرير جعلت:
* أولًا:
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يصرح - بوضوح أن: دولة الاحتلال الإسرائيلي كانت على علم بمخطط 7 أكتوبر لتحصل على ذريعة للحرب. 
.. وشكك لافروف، في الطرح القائل إن قيادة إسرائيل كانت تعلم بخطط حماس لتنفيذ هجوم في 7 أكتوبر، لكنها لم تتخذ إجراءات وقائية لكي تحصل على ذريعة تسمح بالتصعيد.
وأضاف لافروف، في مقابلة مع وكالة «نوفوستي» وقناة «روسيا 24»: هناك الكثير من نظريات المؤامرة تظهر الآن.
* ثانيًا:
في هذا الجانب، ذكرت «لوفيجارو»، أن زعيم «حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، «أُبلغ بخطط حماس لشن هجوم متعدد الجوانب على جنوب إسرائيل، قبل نصف ساعة من بدء الهجوم في 7 أكتوبر».

العلاقات الإعلامية في حزب الله، انتقدت التقرير وصرحت بشكل رسمي بأن: الحزب، ينفي؛ نفيًا قاطعًا ما أوردته صحيفة لوفيجارو عما سمته بعض أسرار عملية «طوفان الأقصى». 
* التوقيت والتنسيق مع من.. وكيف؟ 

 

في تداعيات الإعلام الغربي والعربي والدولي، أثار التقرير الفرنسي مسألة جوهرية في مسارات الحرب العدوانية المتوحشة على قطاع غزة والتي تقودها حكومة الحرب الإسرائيلية، ومنها التوقيت والتنسيق- المفترض- مع إيران و«حزب الله»، واعتبرت مبدئيًا، أن الإعلام الفرنسي يكشف تفاصيل جديدة عن ساعة الصفر قبيل لحظات من عملية حماس التاريخية يوم 7 أكتوبر الماضي.
«لوفيجارو» خلصت إلى أن الذراع العسكرية لحركة حماس، كان يستعد لهجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل «منذ سنتين وفي سرية تامة»، مشيرة إلى أن «ثلاثة أو أربعة أشخاص فقط» كانوا على علم بتفاصيل المخطط.

تقول الصحيفة إنها أجرت مقابلات مع عدد من قيادات الحركة في كل من لبنان وقطر والأردن، إضافة إلى مصادر مقربة من حماس، عسكريا وأمنيا في غزة، وفي ذات الوقت نبهت إلى أن أقرب حلفاء الحركة، مثل حزب الله وداعمه الرئيسي إيران، «لم يبلغوا بالهجوم إلا قبيل انطلاقه»؛ وهي نتيجة تلغي أهمية فرضيات التوقيت والتنسيق، مع من.. وكيف؟، وهو سؤال زاد من فكرة: ماذا تريد الصحيفة من إعلام يبحث عن [نفي التنسيق، أو حيثيات التوقيت،] ولمصلحة من ذلك، بعد مرور أكثر من 80 يوما على الحرب المتوحشة، حرب الإبادة لسكان غزة وكل فلسطين المحتلة.

* نقاط بارزة في تقرير لوفيجارو.. 
للنظر في التقرير، وطبيعة المعلومات التي أوردها، يحتار المحلل في ما يمكن أن يترك أثرا، من حيث هو - أصلا- موجه للرأي العام الغربي، ومن زوايا وبنود، تبدو سياسية وأمنية، لا تغير من الحدث، ومن هذه البنود:
1

.. بحسب التقرير، تلقى القيادي البارز في حماس صالح العاروري، المقيم في لبنان، مكالمة هاتفية صباح يوم 7 أكتوبر، لإبلاغه بالعملية الوشيكة، وطُلب منه إبلاغ زعيم حزب الله.
2
أن فكرة الغزو البري لإسرائيل كانت تلوح في الأفق منذ عامين، كما يؤكد مصدر مقرب من قيادة حماس في الأردن: «المرة الأولى التي سمعت عنها كانت في عام 2021».

3
عدم اليقين، أو مصداقية الآليات حول حصول القادة العسكريين للحركة على موافقة نظرائهم السياسيين الذين يتمركز أغلبهم بالخارج، مشيرة إلى أن البعض يتحدث عن أنه جرى التوافق على الهجوم قبل 3 أشهر من شنه، في حين تشير تقديرات أخرى إلى أن يحيى السنوار قرر مع محمد ضيف، رئيس الذراع العسكري للحركة، تنظيم الهجوم.

4
نقل تصريحات القيادي بالجناح السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، للصحيفة، نصا: «لا يمكننا الإجابة بنعم ولا لا»، وأن مشعل أكد أن:
«استراتيجية حماس التي تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتوفير الحرية للفلسطينيين، تندرج ضمن سياسات الحركة، وكل تفاصيلها العملياتية منوطة بالسلطات العسكرية» للمنظمة، المصنفة على لوائح الإرهاب بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي».
.. وأيضًا مشعل، قال إنه: «بعد ثلاثة أشهر من القصف، ما زالت صواريخنا تصل إلى تل أبيب»، مضيفا أن «المقاومة الفلسطينية لا تشعر بالقلق»، حيث إنه «منذ البداية حددت إسرائيل لنفسها هدفين: تدمير حماس وتحرير الرهائن. لكن اليوم يتساءل الرأي الإسرائيلي: هل هذه الأهداف واقعية؟ بالتأكيد لدينا خسائر، لكن لم يكن لها أي تأثير على القدرة العسكرية لحماس، ولا على قدرة قيادتها على تنفيذ العمليات. حماس لن يتم تدميرها..».

5
أن يحيى السنوار ومحمد ضيف، قاما بـ«تمويهات كبيرة» لتجنب كشف خططهما للهجوم، مشيرة مثلا إلى أن السنوار، أجرى تغييرات صورية في عدد من المناصب القيادية بكتائب القسام، دون أن يتم فعليًا تغيير المسئولين، وذلك بهدف تشتيت انتباه الإسرائيليين وتمويههم بشأن القيادات الحقيقية للتنظيم العسكري.

6
أن الزعيم الحقيقي لكتائب عز الدين القسام، ليس محمد الضيف، ولا مروان عيسى، الرجل الثاني في القيادة، بل هو محمد السنوار، شقيق يحيى؛ ذلك أنه - حسب مصادر الصحيفة- يحرك الألوية هو محمد الأخ الذي يحميه يحيى.

7
.. ونوهت الصحيفة إلى أنه على مدى الأشهر الستة الماضية، يقول مصدرها السري- «مروان» - الذي وصف بأنه - غير المنتمي إلى حماس- ، إنه فوجئ بملاحظة أن العديد من الشباب، المعروفين بتعاطفهم مع حماس والجهاد الإسلامي، قد ذهبوا لأداء العمرة بالسعودية، «لم أرهم بعد ذلك يعودون.. لقد ذهبوا للتدريب في سهل البقاع في لبنان، أو حتى في سوريا».
.. وإن، بعد ذلك: «عزل السنوار نفسه عن الفرع السياسي في الخارج، وكان بالكاد يرد على المكالمات الهاتفية من أعضاء الحركة»، حسبما ورد في التقرير.


8
إن علاقات السنوار «كانت متوترة في بعض الأحيان مع حلفائه في قطر»، مستندا إلى حديث المصدر الغريب - (مروان) - الذي يقول إن «السنوار لا يثق كثيرًا بالقطريين».


9
بعد وقت قصير- تلفت الصحيفة- من 7 أكتوبر، يقول مصدر لبناني (....) مقرب من الجماعة الشيعية، «ساد الارتباك داخل حزب الله، خاصة أن العالم كله كان يحاول معرفة ما إذا كانت إيران تقف وراء الهجوم على إسرائيل».

* .. بعيدًا عن التضليل الإعلامي. 
الحدث، ينسحب نحو الحرب التي بدأت ولن تنهي، لأن السفاح نتنياهو، وجيش الحرب الإسرائيلي الصهيوني، يواصلان العدوان على قطاع غزة المحاصر، وسط صمت مريب من المجتمع الدولي والأمم المتحدة وغياب لأهمية أو وزن قرارات مجلس الأمن الدولي، وما زالت مطالبات، دول المنطقة والإقليم والمنظمات الدولية وبعض الدول، بإيقاف الحرب والإبادة للشعب الفلسطيني، وما يرتبط بها عمليا وسياسيا وعسكري من خطط التهجير الإسرائيلية الصهيونية، ضد أهالي وسكان غزة وسط واقع إنساني مأساوي ينذر كوارث إنسانية وأمنية غير متوقعة، عدا عن مخاوف التصعيد المتوقع، فعدم إيقاف العدوان، يثير الحرب يعزز المخاوف الإقليمية- الجيوسياسية لدول المنطقة والعالم من توسع التصعيد الخفي (.. ) الى نزاع إقليمي، خصوصا على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني وحزب الله، وتزامن ذلك مع الهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن على حركة السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وبحر العرب، وأيضًا، استهداف قواعد تتواجد فيها القوات الأميركية والدولية في العراق وسوريا، كل ذلك بات يشكل ثلاث أزمات خطيرة:
- أزمة عسكرية أمنية. 
- أزمة سياسية لها علاقة بمستقبل القضية الفلسطينية ودول المنطقة. 
- أزمة إنسانية كوارث بشرية ومجاعة إبادة جماعية تتعرض لها غزة وكل فلسطين المحتلة.