رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محطات فارقة وناقوس الحرب يدق.. حصاد 2023 فى السودان

السودان
السودان

أزمات سياسية متفاقمة واجهها السودان منذ بداية عام 2023، مستمرة منذ أكتوبر 2021 بسبب إجراءات واتفاقيات حول إعلان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء، التي تجولت في النهاية إلى الحرب.

وعمق الاتفاق الإطاري الذي توصل إليه تحالف قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) مع المكون العسكري في أواخر 2022، من هوة الخلاف بين الفرقاء السودانيين، وأحدث انقساما كبيرا بين القوتين العسكريتين الرئيسيتين في السودان، وهما الجيش وقوات الدعم السريع.

وكان من المقرر أن يتم التوقيع على الاتفاق الإطاري رسميا في بداية أبريل 2023، على أن يعقب ذلك إقرار دستور انتقالي وتشكيل حكومة مدنية انتقالية تدير البلاد لمدة عامين.

محطات فارقة بتاريخ السودان 

 

- في مارس 2023، أعلن المتحدث باسم العملية السياسية في السودان، خالد عمر يوسف، أن التوقيع على الاتفاق السياسي النهائي، سيكون في الأول من أبريل على أن يتم التوقيع في السادس من الشهر نفسه على الدستور الانتقالي.

ومنذ التوقيع على الاتفاق الإطاري في الخامس من ديسمبر 2022، تنخرط القوى المدنية والعسكرية في إجراءات تهدف للوصول إلى اتفاق نهائي.

وأشار يوسف إلى تشكيل لجنة من 9 مدنيين وعسكريان لصياغة الاتفاق.

وفي حين وجدت الوثيقة الدستورية المعدّة من قبل نقابة المحامين والتي استند إليها الاتفاق الإطاري، قبولا محليا ودوليا واسعا؛ إلا أن مجموعات ضمت أحزاب من أقصى اليسار كالحزب الشيوعي وأخرى من أقصى اليمين مثل حزب المؤتمر الوطني المنحل والأحزاب الصغيرة المتحالفة معه حتى سقوطه في أبريل 2019، أعلنت رفضها لتلك الوثيقة.

وكانت الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومجموعة الإيغاد والمجموعة الرباعية المكونة من الإمارات والسعودية والولايات المتحدة وبريطانيا، قد سهلت مفاوضات مكثفة استمرت أكثر من 6 أشهر من أجل الوصول لحل للأزمة التي يعيشها السودان منذ أكتوبر 2021، والخلاف القائم بين أعضاء الجيش وقائد قوات الدعم السريع.

- أبريل 2023، استيقظ سكان الخرطوم  على أصوات إطلاق نار كثيف بالقرب من القيادة العامة للجيش وسط العاصمة، وفي محيط الموقع الرئيسي لميليشيا الدعم السريع بمنطقة أرض المعسكرات جنوب الخرطوم.

وتبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات بإطلاق الرصاصة الأولى للحرب التي دخلت شهرها التاسع دون أي أفق للحل السياسي.

ومع دخول الحرب شهرها التاسع، تتمدد رقعة المواجهات التي اندلعت في الخرطوم لتشمل كل غرب السودان (إقليمي كردفان ودارفور)، ووسط وشرق السودان (الجزيرة، سنار وأطراف ولاية القضارف)، بينما تهدد قوات الدعم السريع بنقل الحرب إلى شمال وشرق السودان (ولايات الشمالية، نهر النيل وإقليم الشرق).

ــ أكبر موجة نزوح داخلي 

كما أدت الحرب التي اندلعت في أبريل الماضي إلى نزوح قرابة سبعة ملايين شخص داخل السودان وخارجه، ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة فإن السودان يشهد الآن أكبر موجة نزوح داخلي في العالم.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية في السودان (أوتشا) في تقرير حديث إن نحو 6.9 مليون شخص نزحوا داخل السودان وخارجه منذ اندلاع القتال بين القوات المسلحة السودانية وميليشا الدعم السريع في 15 أبريل 2023.

ونزح نحو 5.5 مليون شخص من ولايات مجاورة للخرطوم، فيما لجأ نحو 1.4 مليون سوداني إلى دول الجوار، ومنها مصر وتشاد وإثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان، بحسب مكتب أوتشا.