رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خربشة

الفساد

إذا كنا كعرب نعتبر أنفسنا أكثر شعوب الأرض إيمانًا بالله وملائكته ورسله.. إلا أننا للأسف نقف أمام حقيقة دامغة «كما تؤكد  الإحصائيات» وهى أننا كعرب أكثر شعوب الأرض فسادًا.
ويعرف الفساد بأنه إساءة استخدام السلطة الرسمية الممنوحة للشخص سواء فى مجال المال العام أو النفوذ أو التغافل عن تطبيق النظام أو المحاباة وكل ما يضر بالمصلحة العامة وتعظيم المصلحة الشخصية عليها. 
ومن أهم وأبرز مظاهر الفساد ما يلي:
-  الرشوة.
-  إقصاء الكفاءات المؤهلة.
-   المحسوبية.
-  التكسب من وراء الوظيفة العامة.
-  المحاباة.
-  استغلال الممتلكات العامة.
-  الواسطة على حساب الغير.
-  إساءة استخدام السلطة الرسمية.
-  استغلال النفوذ.
-  الاستيلاء على المال العام.
-  الابتزاز.
-   وضع الشخص المناسب فى غير المكان المناسب.
-  التهاون فى تطبيق الأنظمة والتشريعات أو تطبيقها على البعض دون الآخر.
الصين كما قضت على الذباب.. قضت تمامًا على الفساد عندما أصدرت قانونًا عبقريًا بإعدام كل من تثبت عليه تهمه الفساد، وهذا ما لاحظته بوضوح فى الجالية الصينية بأبوظبى طوال مدة عملى هناك.
ومن الأمثلة الصارخة على الفساد فى بلادنا  ما لمسته شخصيًا فى تجربتى مع إحدى المصالح الحكومية فى أحد الموانى الجمركية المصرية للإفراج عن سيارتى القادمة من الإمارات.. كان ذلك أيام حكم الإخوان البغيض فى ٢٠١٣.. دون مبالغة صحبنى المستخرج الجمركى للمرور على مكاتب الموظفين «الملتحيين» لأرى أن الأدراج كلها مفتوحة بلا استثناء لاستقبال الرشوة.. ولسوء حظى خجلت أن أضع نقودًا فى درج أحد كبار الموظفين لأنى شاهدت على جبينه «زبيبة صلاة» ضخمة وذقنه تتدلى إلى أسفل بطنه. وليتنى ما فعلت.. فعندما انتقلت لمكتب رئيس المصلحة لامنى على تصرفى هذا، وأننى لم «أُراض» فلان صاحب الزبيبة.. وهنا تأكدت أن المنظومة كلها فاسدة من القمة للقاع.
سمعنا أذان الظهر فى مكتب رئيس المصلحة فهرع كل الموظفين إلى المسجد لأداء فريضة الصلاة.. ولما سألنى الرجل هل أنت على وضوء لتصلى معنا؟ صارحته بكل وضوح لا لن أصلى معكم.. من يضمن لى أننى لن أؤاخذ بذنب تلك الجماعة المتوجهة حتمًا إلى جهنم.. وبالفعل صليت منفردًا فى مكتبه.
تبينت فيما بعد أن كل مبررات الفساد موجودة عند هؤلاء الإخوان.. فالراتب لا يكفي.. والراشى قادر على الدفع لإنهاء مصالحه.. والحكومة كافرة وحلال فيها الرشوة.. والاختلاس.. وأخيرًا المبدأ الميكيافيللى «الغاية تبرر الوسيلة».
بعد ثورة ٣٠ يونيو تخلصت مصالحنا الحكومية من الكثير من الذين ينتمون للجماعة الإرهابية.. لكنها لم تستطع القضاء على الفساد المستشرى.. وأعتقد أنه من أهم مسئوليات الحكومة هو محاربة الفساد بكل الوسائل وقطع دابره تمامًا فهذه الخطوة ستكون الحل الأمثل لإنقاذ اقتصادنا من أجل معيشة أفضل.