رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عاجل.. إسرائيل تعيش موجات هجرة عكسية.. خبراء: رجال الأعمال يبحثون عن دول آمنة

موجات هجرة عكسية
موجات هجرة عكسية

رأى عدد من الخبراء أن إسرائيل الآن تعيش واحدة من كبرى موجات الهجرة العكسية، بسبب حرب غزة، معتبرين أن هذا الأمر سوف يتسبب فى انهيار الاقتصاد الإسرائيلى الذى يعانى بالفعل.

وقال الكاتب والمحلل السياسى الفلسطينى، الدكتور ماهر صافى، إن معركة «طوفان الأقصى»، وما يحدث فى منطقة البحر الأحمر من قِبل الحوثيين، يلقى بظلاله على الاقتصاد الإسرائيلى، فاستمرار الحرب على قطاع غزة، وتوسع الجبهات، مثل الشمالية من لبنان، بإعلان جماعة «أنصار الله» اعتراض السفن الإسرائيلية والأجنبية المتجهة إلى تل أبيب، يزيد من هذه الخسائر الاقتصادية المتنامية. وتابع «صافى» أن تهديد حركة أنصار الله اليمنية حركة الملاحة أمام السفن المتجهة إلى إسرائيل من شأنه أن يزيد من الأزمات على اقتصاد تل أبيب المنهك بسبب الحرب وتداعياتها، لا سيما فى ظل تغيير سياسات الدول الأوروبية الداعمة للحرب الإسرائيلية.

وتابع: «منع اليمن أى سفينة إسرائيلية أو أجنبية متوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، من المرور فى البحر الأحمر وباب المندب، يزعج الحكومة الإسرائيلية وقياداتها كثيرًا، ويعرض الاقتصاد الإسرائيلى لانهيار كبير فى ظل الخسائر اليومية بسبب معركة «طوفان الأقصى» والعدوان على غزة، ما أدى لاستنزاف موارد إسرائيل، وهو ما بات ملحوظًا فى كل مناحى الحياة، وتحديدًا الاقتصادية منها والسياحية أيضًا، ما تسبب فى الهجرة إلى خارج إسرائيل خوفًا من صواريخ المقاومة الفلسطينية أو خوفًا من تكرار ما حدث فى غلاف غزة، وهذا من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على إسرائيل». وقال عصمت منصور، الباحث فى الشئون الإسرائيلية، إن إسرائيل شهدت هجرة عكسية، فى ظل التوتر الأمنى الحالى، والمهاجرون ليسوا يهودًا أو إسرائيليين فقط، بل هناك رجال أعمال وأصحاب صناعات من جنسيات مختلفة يتركون إسرائيل ويبحثون عن دول أكثر استقرارًا.

وأضاف «منصور»: «الوضع الحالى يؤثر على الاقتصاد الإسرائيلى، ومن متابعة تقارير الحالة المعنوية لقوات الاحتلال والوضع القتالى، فإن هناك تزايدًا كبيرًا فى معدلات الهجرة العكسية فى إسرائيل، ولكنهم يتكتمون على الأمر ويمنعون النشر، ولكن ما يحدث أكبر هجرة عكسية شهدتها إسرائيل».

وأوضح أن القتال الحالى دفع العمالة الأجنبية للفرار من إسرائيل، والاحتلال لا يشغل أكثر من ١٨٠ ألف عامل فلسطينى منذ بدء الحرب، ومن هنا فإسرائيل تحاول استقدام عمال من الخارج، ولكنها ترفض بسبب الحرب، ما تسبب فى أزمة كبيرة فى قطاع الزراعة والسياحة، والبنى التحتية تأثرت بشكل كبير وقطاعات التكنولوجيا والسلاح والصناعات وفى النهاية تضغط على الاقتصاد الإسرائيلى.

وقال الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية، إن هناك هجرة عكسية تحدث الآن فى إسرائيل، وهناك حركات مدنية تنظم هذه الهجرة، وهناك دراسات تقول إن تقريبًا نصف مليون إسرائيلى مزدوجى الجنسية هاجروا منذ ٧ أكتوبر، وإسرائيل اعتادت أن تقدم نفسها على أنها دولة جاذبة وتقدم الرفاهية، لا سيما مع ارتفاع دخل الفرد، لكن إسرائيل لم تعد جاذبة، بل طاردة بسبب انعدام الأمن.

وأضاف «عوض»: «هناك قلة فى الدخل، فضلًا عن توقف السياحة والمخاطر الأمنية وتعطل قطاعى الزراعة والبناء، وهما القطاعان الرئيسيان فى الاقتصاد الإسرائيلى».

وذكر أن كل مرة تجلب فيها إسرائيل عمالة أجنبية من الخارج تحدث مشاكل وجرائم بسبب اختلاف الثقافات، وهى الآن لم تعد تسمح بعمل العمال الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن كل غلاف غزة مستوطنات زراعية، ولكن الآن لا يوجد من يقطف المحاصيل، وأرسلت الحكومة جنودًا لقطف المحاصيل من الغلاف.

وأوضح أن إسرائيل لديها مشكلة ديموجرافية كبيرة جدًا، والإنجاب قليل، خاصة من الإسرائيليين الأوروبيين، بخلاف المستوطنين الشرقيين.

وقال إن عملية «طوفان الأقصى» تلحق أكبر ضرر بالاقتصاد، لا سيما مع حربها المجنونة التى تكلفها المليارات، إذ اضطرت إلى اقتراض ١١ مليار دولار بفائدة عالية من الإدارة الأمريكية.