رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

احتفالات الكريسماس تنعش الحركة السياحية.. والفنادق تمتلئ بالزائرين من جميع الجنسيات

مصر آمنة
مصر آمنة

نجحت وزارة السياحة فى حماية الحركة السياحية فى مصر من تأثيرات الأزمات العالمية المشتعلة حاليًا، وأبرزها حرب غزة، وتمكنت من ذلك عبر اتخاذ إجراءات دبلوماسية وسياسية وترويجية، أكدت أن المقاصد المصرية آمنة، وأن أرض النيل تستهدف تحقيق السلام فى المنطقة، ما أثمر عن زيادة الحركة الوافدة خلال نوفمبر ٢٠٢٣ بنسبة ١٠٪، مقارنة بنفس الشهر من العام الماضى، وبشر بموسم كريسماس قوى. «الدستور» تستعرض مستجدات الحركة السياحية فى مصر، مستعينة بآراء الخبراء الذين أشادوا بجهود الحكومة وبموقف القيادة السياسية من قضية فلسطين، وتوقعوا انتعاش القطاع السياحى فى مصر، مؤكدين أن الفنادق مستعدة لاستقبال العام الجديد، وتزينت بأشجار الكريسماس والإضاءات المبهرة.

منذ بدء الحرب فى غزة تأثر معدل الحجز لزيارة مصر بشكل طفيف، ما جعل الوزارة تزيد ميزانية الرحلات التعريفية لمنظمى السياحة العالميين، فضلًا عن زيادة حملات السياحة الترويجية. كما عملت الهيئة المصرية للتنشيط السياحى على إنتاج فيديوهات لسائحين موجودين فى مصر يبعثون برسائل أمان واطمئنان للعالم، ويتحدثون عن تجاربهم الإيجابية فى مصر.

82 طائرة تصل مطار مرسى علم.. وإشغالات شرم الشيخ تصل إلى 60%

قال رامى فايز، الخبير السياحى، نائب رئيس جمعية مستثمرى مرسى علم، إن إشغالات فنادق مرسى علم ستصل إلى ٨٠٪ خلال أعياد الكريسماس ورأس السنة، فيستقبل مطار مرسى علم نحو ٨٢ طائرة دولية من ألمانيا وبولندا والتشيك وبلجيكا.

وأضاف «فايز»: «نسب الإشغالات الفندقية مرتفعة بمنطقة البحر الأحمر ككل، فجميع المقاصد السياحية بالبحر الأحمر يشهد تدفقات سياحية للاحتفال بموسم الأعياد المقبل داخل مصر»، لافتًا إلى أن نسب الإشغالات الفندقية بالغردقة تصل إلى ٨٠٪ خلال فترة رأس السنة.

وأكد أن الحركة السياحية الوافدة إلى مصر ستعود إلى طبيعتها خلال شهر مارس المقبل، مع بدء الموسم الشتوى، وفى حالة هدوء الأوضاع بمنطقة البحر الأحمر، وبالتحديد باب المندب، سنحظى بموسم جيد.

وتعتبر منطقة جنوب سيناء من أكثر المناطق المتضررة سياحيًا؛ جراء الأحداث الدائرة فى غزة، وهذا ما يؤكده بيتر ناثان، رئيس غرفة المنشآت الفندقية بجنوب سيناء قائلًا: «تأثرنا بالحرب فى غزة، خاصة طابا ونويبع ودهب».

وأضاف «بيتر»: «الحركة السياحية حاليًا فى شرم الشيخ ضعيفة؛ فيصل متوسط الإشغالات الفندقية بين ٣٥ و٤٠٪، ومن المتوقع أن تزيد خلال الأسبوع المقبل بالتزامن مع أعياد الكريسماس إلى ما يقرب من ٦٠٪، خاصة من السوقين الإنجليزية والإيطالية»، مشيرًا إلى أن كل الجنسيات تأتى إلى شرم الشيخ، لكن الأزمة تكمن فى انخفاض الطلب منذ بداية الحرب على غزة.

وأشار إلى أن إقبال السياح الإيطاليين تراجع بشدة خلال الأحدات الجارية، ومن المتوقع أن يزيد خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن كل الفنادق الحالية بشرم الشيخ تنفذ حملات دعائية مع الوكلاء الخارجيين، لتأكيد أمن وسلامة شرم الشيخ، وأن المنطقة بعيدة تمامًا عما يحدث فى غزة، إضافة إلى إبراز تعليقات السائحين الموجودين حاليًا بشرم الشيخ على صفحات الفنادق.

وأوضح: «يجب العمل خلال الفترة الحالية على تنمية سياحة المؤتمرات، خاصة أن شرم الشيخ مستعدة بشكل كامل لاستقبال هذا النمط السياحى، بعد تنفيذها مؤتمر التغيرات المناخية وردود الأفعال الإيجابية التى حظيت بها المدينة بعد انتهاء المؤتمر، وكان لها صدى قوى على شرم الشيخ»، لافتًا إلى أن سياحة المؤتمرات تستطيع نقل الصورة الإيجابية عن المقاصد السياحية بجنوب سيناء، وتغيير الصورة الذهنية للسائحين.

استمرار رحلات الشارتر.. وسلسلة احتفالات أمام الأماكن الأثرية تبدأ بمعبد الأقصر

قال محمد عثمان، رئيس لجنة السياحة الثقافية بالأقصر، إن الاحتفال بأعياد رأس السنة يزيد من نسب الإشغالات الفندقية بالأقصر وأسوان، بعد تباطؤ الحجوزات السياحية منذ بداية الحرب على غزة فى السابع من شهر أكتوبر الماضى، مؤكدًا أن المراكب السياحية والفنادق ستقيم احتفالات كبيرة بالعام الجديد.

وأضاف «عثمان»: «رحلات الشارتر المباشرة من السوقين الإسبانية والإنجليزية لا تزال مستمرة على مطار الأقصر الدولى، وأتوقع ارتفاع معدلات الطلب السياحى على رحلات الأقصر وأسوان خلال الفترة المقبلة»، مشيرًا إلى أن السياحة الثقافية هى الحصان الرابح، وتعد ميزة تنافسية لمصر خلال الموسم الشتوى.

ونوه بأنه يجرى التحضير لإقامة عدد من الحفلات الترويجية والدعائية أمام عدد من المواقع الأثرية، ستبدأ باحتفالية كبرى من أمام معبد الأقصر فى ليلة رأس السنة، وتستمر الاحتفالات حتى السابع من شهر يناير من العام الجديد، لافتًا إلى أن الشركات السياحية الدولية ومنظمى السياحة بالخارج الذين أجلوا الحجوزات السياحية خلال الفترة الماضية، أعادوا تفعيل طلباتهم مرة أخرى، خاصة إلى الأقصر وأسوان.

وأشار إلى أن الحركة السياحية الموجودة حاليًا بالأقصر أغلبها وافد من أسواق إسبانيا وإنجلترا والصين، وهناك أفواج سياحية مقبلة من السوق الأمريكية، مؤكدًا أن أسواق جنوب شرق آسيا عوضت تباطؤ الحجوزات وتراجعها من الأسواق الأوروبية خلال الفترة الماضية.

ويضيف محمد ثروت، عضو غرفة شركات السياحة، المتخصص فى السوق العربية، أن هناك إقبالًا كبيرًا على فنادق القاهرة خلال أعياد رأس السنة، ومن المتوقع أن تصل نسبة الإشغالات الفندقية بالقاهرة خلال الأسبوع المقبل إلى ما يقرب من ٩٠٪، نظرًا إلى التدفقات السياحية التى ستصل لقضاء موسم الإجازات بالقاهرة.

وأشار «ثروت» إلى أن السوق السعودية تأتى فى مقدمة الأسواق العربية التى تزور القاهرة فى هذا التوقيت، إضافة إلى الأسواق الكويتية والأردنية والليبية، وتدفقات سياحية قادمة من أسواق أوروبا الشرقية.

وتجرى وزارة السياحة والآثار حاليًا، عددًا من الاجتماعات مع القائمين على السياحة بالدول العربية لزيادة التدفقات السياحية منها، خاصة المملكة العربية السعودية، كما أجرى وزير السياحة عددًا من المباحثات مع قطر والكويت؛ للكشف عما تقوم به الوزارة لتطوير المنتج السياحى وتقديم فرصة للسائحين من دول الخليج لزيارة مصر، من خلال شركات السياحة المتميزة التى تستطيع أن تقدم لهم المنتج السياحى المصرى بشكل عصرى ومتقدم، ما يلبى طلباتهم ورغباتهم السياحية.

وأعلنت كبرى شركات الطيران الكويتية عن أنها تسيّر حاليًا رحلات إلى مطارات كل من القاهرة وسفنكس والإسكندرية وسوهاج وأسيوط والأقصر وشرم الشيخ، كما أن الشركة تستهدف تسيير خطوط جديدة لمقاصد أسوان والأقصر.

ويشير أبوالحجاج العمارى، الخبير الفندقى، إلى أن الفنادق تزينت بمحافظة البحر الأحمر، خاصة بمدينتى الغردقة ومرسى علم، فقد وضعت أشجار الكريسماس، وكذلك مجسمات سانتا كلوز فى أغلب الفنادق وفى الطرق المؤدية إليها، لاستقبال السياح.

وأضاف «أبوالحجاج»: «الفنادق بالبحر الأحمر ستقتصر الاحتفالات هذا العام داخلها على النزلاء، من خلال تقديم عشاء خاص والعروض الفنية التى يقدمها كل فندق دون صخب، تضامنًا مع أهل غزة»، لافتًا إلى أن الجنسيات الموجودة فى البحر الأحمر كثيرة، ومعظم السياح من ألمانيا وإيطاليا وبولندا والتشيك وهولندا.