رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المنتدى العربى الروسى

العدوان الإسرائيلى المستمر، منذ أكثر من سبعين يومًا، على قطاع غزة، كان أبرز محاور النسخة السادسة لـ«المنتدى العربى الروسى»، التى استضافتها مدينة مراكش المغربية، أمس الأول الأربعاء، بمشاركة سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى، وعدد من وزراء الخارجية العرب. وفى كلمته، أو كلمة مصر، أعرب سامح شكرى، وزير الخارجية، عن ثقته التامة فى قدرة المنتدى على الاضطلاع بدوره كمنصة مهمة لتطوير العلاقات بين الجانبين، وإيجاد وتحديد أولويات ومواقف مشتركة للقضايا الإقليمية والدولية.

تم إطلاق المنتدى، سنة ٢٠١٣، بموجب مذكرة التعاون، أو وثيقة التأسيس، الموقّعة بين الأمين العام لجامعة الدول العربية، ووزير الخارجية الروسى، سنة ٢٠٠٩، والتى حدّدت مهمة المنتدى فى الارتقاء بمستوى التعاون بين روسيا والدول الأعضاء فى جامعة الدول العربية، وأسهمت فى رفع حجم التبادل التجارى بين الجانبين من حوالى ١٤ مليار دولار سنة ٢٠١٣ إلى أكثر من ٢٢ مليار دولار بنهاية ٢٠٢٢. وفى منتصف أبريل ٢٠١٩ استضافت العاصمة الروسية، موسكو، النسخة الخامسة.

عشر سنوات، إذن، مرّت على النسخة الأولى للمنتدى، التى انتهت بالاتفاق على تكثيف جهود الوسطاء الدوليين لحل القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع العربى الإسرائيلى. كما أكد بيانها الختامى ضرورة أن تقوم الجامعة العربية بدور رئيسى «فى حل النزاعات الدائرة فى العالم العربى، بعيدًا عن أى تدخل خارجى لا يوافق عليه مجلس الأمن»، إضافة إلى توصيات وقرارات لتعزيز التعاون العربى الروسى، تكررت فى النسخة الثانية، التى استضافتها العاصمة السودانية الخرطوم فى ديسمبر ٢٠١٤، ثم فى النسخة الرابعة التى استضافتها العاصمة الإماراتية أبوظبى فى فبراير ٢٠١٧، وكذا، فى النسختين الخامسة والسادسة.

الجديد هو تزامن النسخة السادسة مع الأزمة غير المسبوقة، أو الكارثة الإنسانية، التى يعيشها قطاع غزة، والتى سلطت مصر الضوء، فى كلمتها، على ما كشفت عنه تلك الأزمة من سوءات النظام العالمى، الذى ما زال يتبع سياسة الكيل بمكيالين، وأظهرت الحاجة إلى نظام دولى أكثر توازنًا تسوده القيم الإنسانية، وتعلو فيه مبادئ العدالة والإنصاف. ومجددًا، أكد وزير الخارجية الأهمية البالغة للوقف الفورى والمستدام لإطلاق النار، مع تأمين النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، و... و... وأعرب عن تطلعه إلى استمرار الدعم الروسى للمواقف العربية والفلسطينية، الساعية للحصول على الدعم الدولى المطلوب للاعتراف بدولة فلسطين وحصولها على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.

أشار وزير الخارجية، أيضًا، إلى تصريحات أطراف المجتمع الدولى، التى تكررت مؤخرًا، بالرفض القاطع لتهجير الشعب الفلسطينى، مشددًا على أن مصر تعتبر هذا الأمر خطًا أحمر، ولن تسمح بحدوثه على الإطلاق، تحت أى ذريعة. وطالب المجتمع الدولى بأن يُثبت صدق إرادته فى التصدى للممارسات الإسرائيلية التى تدفع عمليًا إلى هذا التهجير، وإيجاد أفق حقيقى للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة، تعمل على تحقيق حل الدولتين، وإنفاذ قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، التى تكفل للشعب الفلسطينى حقه فى إقامة دولته الآمنة المستقلة على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

اهتمامات وأولويات مشتركة تجمع الجانبين العربى والروسى. وأسهم فى تعزيز العلاقات بينهما اتزان مواقف روسيا تجاه القضايا العربية، ثم جاء موقفها فى مجلس الأمن بشأن تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، ليقدم دليلًا إضافيًا على تقارب الرؤى. وفى هذا السياق، استعرض وزير الخارجية جهود الجامعة العربية وحرصها، بمبادرة مصرية، على تشكيل لجنة اتصال وزارية لتسوية الأزمة الأوكرانية.

.. أخيرًا، ومع الإدانة الشديدة للحرب العدوانية الإسرائيلية المستمرة، والمتصاعدة، على قطاع غزة، ورفض وإدانة الأعمال التى تستهدف أمن وسلامة الملاحة فى الخليج العربى والبحر الأحمر، شدّد البيان الختامى لنسخة المنتدى العربى الروسى السادسة على ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار فى غزة، ورفض أى تبريرات للحرب، وأكد أهمية التوصل إلى حل شامل، بفتح أفق سياسى لإقامة الدولة الفلسطينية، ودعا إلى استمرار التنسيق بين الدول العربية غير دائمة العضوية فى مجلس الأمن، وروسيا، العضو الدائم، على أساس المصالح المشتركة، واستنادًا إلى مواثيق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.