رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"محنة بجماليون".. تقنيات الحداثة والكلاسيكية في أحدث إصدارات الكاتب حسام الدين شعبان

جانب من الحدث
جانب من الحدث

صدر حديثا عن دار ميتا بوك للطباعة والنشر مسرحية “محنة بجماليون” للكاتب حسام الدين شعبان، وهي مسرحية فانتازية ساخرة. 

يقدم المؤلف في نصه المسرحي الواقعي، مشاكل الإنسان المتأصلة منذ بدء التاريخ وحتى الآن، والتي  تشهد صراعًا طاحنًا بين الخير والشر، ففى "محنة بجماليون" يتكئ على مخزون الموروث الحضاري المصري والعربي الملحمي فيما يخص تطوير آليات وأبجدية مفهوم النص والشكل المسرحي بشكل عام.

وتتعدد مساهمات حسام الدين شعبان في آطر التجريب بعدما طرح من قبل ماهيات الكتابة للأطفال والفتيان، لتتحول تلك العتبات لمسارات كثيفة التأوييل وبالتالي التلقي، ليستقبلها كلأ، من الصغير والكبير. والإرث التاريخي في هذه المسرحية، نجد بجماليون يخوض معركة طاحنة مع قوى الشر والتي حاولت بكل قوة تغييبه ومنعه من ممارسة فنه الذى يعشقه ولولا مساعدة الآلهة ببجماليون لانتصرت عليه قوى الشر انتصارًا ساحقًا.

 

وتنتهى المسرحية بالنهاية السعيدة وهو أمر لا يعيب العمل المسرحى إذا ما خدم الأخلاق والعادات السوية في المجتمع وذلك على الرغم من إثارتها للقلق على امتداد مشاهدها إذ تتميز بالتمثيل الفعلى لنماذج إنسانية خيرة وشريرة،أعنى الشخصيات التي ابتكرها بأسلوب ناجح ومدروس فخدمت اللوحات المشهدية بشكل جيد وماتع وغنى، وفى المستوى نفسه رأى حسام إلى حاجة النص الدرامى إلى المساواة بين الشخصيات فعلا وتفاعلًا في مجريات الأحداث لكى يلبس المسرحية لبوس الواقعية التي يطمئن إليها المتلقى.

المسرحية كسابقتها من المسرحيات التي كتبها حسام ( قيس وليلى في بورتوقريش، جحا وتيمور والوزير مستور ميرا بيهاى، دونج كونج ) تحفر فينا إحساسًا كبيرًا بفضاءات ألف ليلة وليلة فهى دائمًا ما تدور في أجواء خيالية مستوحاة من التراث الإنسانى، فالمؤلف وبطريقته الفانتازية الخيالية يحاول أن يطرح فيها المشاكل التي تهم الإنسان في مصر والعالم، واستطاع أن يدير الصراع بين الخير والشر بكل مهارة. تصل كتاباته الساخرة  إلى حد الكوميديا السوداء،  تجذب القارئ بشدة وتجعله يضحك ويبكى في آن واحد.

جدير بالذكر أن الهيئة العامة لقصور الثقافة بمدينة الدقهلية وافقت على عرض النص المسرحي الثاني للمؤلف، حسام الدين شعبان، وسوف تقوم بإنتاج مسرحيته " ميرابيهاي" على خشبة مسرح المنصورة.

حسام الدين زايد ولد بمدينة المنصورة وتم تكريمه من قبل من قبل الهيئة العامة لقصور الثقافة عن مسرحيته جحا وتيمور والوزير مستور ميرا بيهاى" وسبق له كتابة الكثير من العناوين المسرحية للأطفال والكبار.