رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا بعد الانتخابات؟!

ماذا بعد الانتخابات الرئاسية؟ سؤال يجب أن نطرحه ونحن علي أعتاب مرحلة رئاسية جديدة ومختلفة عن الفترات السابقة، إنها مرحلة فاصلة وحاسمة في ذات الوقت، بعد أحداث جسام  مرت بها مصر، أرهقت الرئيس والمرءوسين، عبرناها جميعًا بسلام بفضل إصرار الشعب علي أن تبقي مصر فوق الجميع، وفوق كل المحن في ظل قيادة حكيمة.
مرت الانتخابات الرئاسية علي مدار ثلاثة أيام حملت العديد من المفاجآت غير المتوقعة أزهلت الجميع، بشهادة المراقبين الدوليين، قالوا إن انتخابات مصر فيها روح والناس تشارك بسعادة، رغم أن هناك من يتربص بنا في الخارج، وينتظر أن يسجل أي خروقات حتي يتسني لهم اللت والعجن عبر قنواتهم.. لكن المواطن المصري أضاع عليهم الفرصة وأصابهم بالخرس والغيظ، وقرر أن تتم العملية الانتخابية بسلام وحضور تجاوز الـ60% أو يزيد -الذين يحق لم التصويت- في سابقة لم تحدث من قبل مقارنة بنسب الحضور في كل الاستحقاقات السابقة، إنه رقم يسجل في الموسوعات العالمية، بما يؤكد أن وعي المواطن المصري ومزاجه بات مطمئنًا علي الوطن. 
هذا الإقبال علي العملية الانتخابية نابع من خوف المواطن علي مصر، وإيمانه بأن أمن الوطن في خطر، ومن ثم فإن حرص الجميع علي التوقيع بالحضور في سجل الوطن يؤكد أننا جميعا ندرك أن الأمن القومي المصري في مقدمة أولويات الجميع، ثم يأتي في المرتبة الثانية مطلب آخر هو "أكل العيش" أو استقرار الحياة واستمرار عجلة التنمية.
علي أرض هذا الوطن علاقة تشاركية وفقًا للدستور بين أطراف ثلاثة: الحاكم  بما له من رؤية استراتيجية، ومؤسسات تنفيذية، ومواطن له حقوق وواجبات، هذه الحالة المتناغمة هي من تحقق استقرار وأمن الوطن. 
أيام قليلة تفصلنا عن إعلان المستشار حازم بدوي، نائب رئيس محكمة النقض، ورئيس الهيئة الوطنية للانتخابات من المرشح الفائز بالأغلبية المطلقة لعدد الأصوات الصحيحة وفقًا لـ"المادة 39 قانون الانتخابات الرئاسية".. مرشح الأغلبية الفائز يكون رئيسًا للأقلية قبل الأغلبية. 
السيد الرئيس الفائز بانتخابات الرئاسة للفترة من 2024 إلي 2030، لقد ذهب الجميع إلي صناديق الاقتراع وكل مواطن لدية طموحات وأحلام يأمل أن تتحقق، يضع  أمامك سيدي الرئيس- مطالب هي في الغالب مطالب مشروعه في ظل إمكانيات الدولة، المواطن المصري ينشد حياة كريمة في أرجاء جمهورية جديدة، مواطن يحلم أن يضع همومه الثقال التي أرهقته علي مدار سنوات، يحلم برغد العيش مكافأة من دولته بالقدر المستطاع.. إنه المواطن الذي تحمل خلال سنوات الثورات ومرحلة القضاء علي الإرهاب، كما عاني من الكوارث الصحية مع وباء كورونا.. هو ذات المواطن الذي تكبد حروب عالمية لم يكن طرفًا فيها، بل عاني من تداعياتها.. إنه المواطن الذي تحمل جشع تجار وارتفاع أسعار خرجت عن سيطرة الحكومة.
السيد الرئيس الفائز بفترة رئاسية قادمة، وإن لم يعلن عن فوزك بعد، ينتظرك الكثير والكثير، ينتظرك الملف الأهم والأخطر، ملف الأمن القومي المصري.. لقد بايعك المواطن وأصدر قرارًا بتعينك رئيسًا للجمهورية، وفقًا لأرقام صندوق الاقتراع، إيمان من الجميع بأن مصر تتعرض لخطر يهدد أمن حدودها من كل الجهات، خاصة البوابة الشرقية، إنه الخطر الصهيوني الذي يستهدف مصر منذ 75 عامًا، لا يزال "الصهيوني" يقولها في العلن إن هدفه مصر من سيناء إلي نيلها، العدو الصهيوني يتحرش بحدود الوطن، ونحن علي يقين أن جيش مصر العظيم قادر علي حماية الوطن، وإن كتبت علينا الحرب فأمر الله غالب، وكلنا جنود. 
السيد الرئيس الفائز برئاسة مصر في الفترة 2024 إلي 2030، حين يتحقق الأمن تكون التنمية، لقد وضع الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال فترة رئاسته من 2014 إلي 2023 استراتيجية عظيمة تحقق التنمية المستدامة إلي 2030، نحن علي يقين أن مع الرئيس الفائز سنكمل معًا خطة التنمية.. رغم كل التحديات عبرنا من أزمة إلي أزمة، ومن تحد إلي تحد أصعب، فمصر قيادة وشعبًا بما نملكه جميها من إرادة نتحدي الصعب ونصل لبر الأمان.. معًا نستطيع.