رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكذبة الكبرى| معبر رفح مُغلق.. الحقائق تهزم الشائعة الإخوانية

معبر رفح
معبر رفح

تحارب مصر على جبهتين فى ملف غزة؛ الأولى «سياسية- دبلوماسية»، حيث تتحرك القاهرة، منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة- الذى أعقب عملية «طوفان الأقصى»- من أجل العودة لمسار التهدئة ووقف إطلاق النار، وفى هذا الإطار لعبت مصر الدور الرئيسى فى صفقة تبادل الرهائن بين إسرائيل وحركة حماس، التى أفضت إلى هدنة لعدة أيام.

ومع انهيار الهدنة واصلت مصر جهودها المكثفة للعودة إلى طاولة المفاوضات، بالتعاون مع الأشقاء القطريين وبدعم أمريكى، وبالتوازى فإن مصر تتحرك بشكل أوسع من أجل حل شامل وعادل يُنهى دوامة العنف، وذلك بالدعوة لاستئناف مسار السلام من جديد، ما يفضى إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.

وهذا «التحرك الشامل» يقوده بشكل أساسى الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو ما أفضى، باعتراف الجميع، إلى اقتناع قوى دولية عديدة بأن الوقت قد حان لتكون للفلسطينيين دولتهم.

هذا عن الجبهة الأولى التى تحارب عليها مصر.

أما الجبهة الثانية، فهى «جبهة الشائعات» التى تقودها عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، بالتعاون مع اللجان التابعة لفصائل فلسطينية.

وهذه الجبهة الإخوانية تركت كل الدماء وحاولت أن تستغل ما يجرى على الأرض، من أجل الإساءة للدولة المصرية بشائعات لا أساس لها.

والشائعة الأولى والأساسية هى «مصر تغلق معبر رفح».

وهذه الشائعة الأبرز فى هذه الحرب الإخوانية، وتتكرر كل فترة عبر حسابات معينة على مواقع التواصل، وتجد، للأسف، من يصدقها، حتى داخل مصر!

لكن.. ماذا عن الحقيقة إذن؟

الحقيقة أن معبر رفح له بوابتان، البوابة الأولى تحت السيادة المصرية، أما البوابة الثانية، التى تبعد من ٢٠٠ إلى ٣٠٠ متر، فهى تحت السيطرة الفلسطينية، أى تحت سيطرة حكومة حماس، التى تقود قطاع غزة منذ عام ٢٠٠٧.

وبحكم الأمر الواقع، فإن «البوابة الثانية» تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلى منذ بدء العمليات العسكرية.

ومن هنا لم يكن غريبًا قيام جيش الاحتلال بقصف الجانب الفلسطينى من معبر رفح، أكثر من مرة، من أجل إخراجه عن الخدمة.

هذه صورة عامة للوضع التشغيلى للمعبر.

مصر من جانبها لم تغلق «الجانب المصرى»، ولا ساعة واحدة منذ بدء الحرب، لكن هذا لا يعنى أن الدخول والخروج، سواء للأفراد أو البضائع، متاح وميسر.

والسبب أن هذه منطقة عمليات عسكرية، أى أن خروج ودخول الأفراد والبضائع ووصولهم بسلام يتطلب التنسيق بين الجانبين المصرى والإسرائيلى، وهنا «مربط الفرس».

مصر تفتح البوابة بشكل تام، لكن الجانب الآخر لا يسمح بالعبور الآمن.

وبحكم الأمر الواقع، فإن عبور معبر رفح من الجانب المصرى لا يعنى بالضرورة الوصول إلى قطاع غزة، لأن مصر تصرح بالدخول، لكن الجانب الإسرائيلى يجب أن يوافق على الدخول من جانبه، والعكس صحيح. ولهذا كانت مصر تتفاوض على خروج الرعايا حاملى الجنسيات المزدوجة، مقابل دخول المساعدات.

ويرتبط بكذبة غلق المعبر كذبة أخرى متعلقة بمنع مصر دخول الصحفيين الأجانب إلى غزة، والحقيقة أن مصر تسمح بدخول الصحافة الأجنبية، لكن الموافقات على دخولهم تنبغى أن تكون من جانب إسرائيل، والبديل دخولهم إلى المساحة الضيقة بين معبر رفح المصرى والبوابة الأخرى، وبقاؤهم هناك إن أرادوا إلى أن يأذن الجانب الإسرائيلى.