رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير: رؤى متباينة على طاولة أمريكا وإسرائيل بشأن غزة بعد الحرب

غزة التي دمرها الاحتلال
غزة التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي

قالت صحيفة فاينانشيال تايمز، اليوم الجمعة، إنه تُعرض على المسئولين الأمريكيين والإسرائيليين رؤى متباينة حول مستقبل قطاع غزة الفلسطيني بعد الحرب، مبينة أن مستشار الأمن القومي الأمريكي ربما سيناقش اليوم في الضفة الغربية "تشكيل نواة أمنية" من السلطة الفلسطينية في غزة بعد انتهاء الحرب.

وقالت الصحيفة البريطانية، إنه في الوقت الذي صرح فيه مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الذي يجري زيارة لتل أبيب منذ، أمس الخمس، بأنه لن يكون "من المنطقي" أو "الصواب" أن تقوم إسرائيل بإعادة احتلال غزة، يواصل المسئولون الأمريكيون والإسرائيليون دفع رؤى متباينة حول مستقبل القطاع بعد الحرب.

وأبرزت توضيح الإدارة الأمريكية أن السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية المحتلة وأدارت غزة حتى أطاحت بها حماس في عام 2007، يجب أن تلعب دورًا رئيسيًا في القطاع بمجرد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحماس..

وأضافت: "ومع ذلك، استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارا وتكرارا عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، وطرح بيني جانتس، عضو مجلس الوزراء الإسرائيلي المكون من خمسة أعضاء، مساء الخميس، رؤية لمستقبل القطاع تتضمن الحفاظ على الأمن الكامل لإسرائيل عبر السيطرة والاستيلاء على الأراضي التي من شأنها أن توفر منصة انطلاق للعمليات المستقبلية".

وفي حديثه خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب يوم الجمعة، أصر سوليفان على أن إسرائيل "ليست لديها خطة طويلة المدى لاحتلال غزة"، وقال إن الولايات المتحدة تجري مناقشات "مكثفة" مع إسرائيل حول الإطار الزمني للانتقال إلى إدارة فلسطينية جديدة في غزة وكيف ينبغي أن يحدث.

لكنه أكد أن الموقف الأمريكي بشأن مستقبل غزة "واضح، لا نعتقد أنه من المنطقي أو الصواب بالنسبة لإسرائيل أن تحتل غزة، وتعيد احتلال غزة على المدى الطويل"، وقال أيضا: "نود أن نرى في نهاية المطاف حدوث هذا التحول".

 

لا توجد خلافات أو تناقضات بين الحلفيتين

وسعى سوليفان أيضًا إلى التقليل من أهمية الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن إدارة الحرب نفسها، قائلًا إنه لا يوجد "تناقض" بين تأكيدات المسئولين الإسرائيليين بأن الأمر سيستغرق "أشهرًا" لهزيمة حماس، وحث إسرائيل على التحول إلى مرحلة أقل حدة من الحرب في المستقبل القريب.

والتقى سوليفان بعدد من كبار المسئولين الإسرائيليين، من بينهم نتنياهو، ومن المقرر أن يسافر إلى الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، في وقت لاحق اليوم الجمعة للاجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقال سوليفان: إنه "يتوقع مناقشة كيفية إصلاح السلطة الفلسطينية"، لكنه تجنب الرد على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تعتقد أن عباس البالغ من العمر 88 عاما هو الشخص المناسب لإدارتها، حسب فاينانشيال تايمز.

وقال: "على المستوى الأساسي، نعتقد أن السلطة الفلسطينية بحاجة إلى تجديد وتنشيط، وتحتاج إلى التحديث فيما يتعلق بأسلوب حكمها، وتمثيلها للشعب الفلسطيني".

وتابع: "وهذا سيتطلب الكثير من العمل من قبل كل من يشارك في السلطة الفلسطينية، بدءا من الرئيس.. وفي نهاية المطاف، سيكون الأمر متروكًا للشعب الفلسطيني للعمل من خلال تمثيله".

تشكيل نواة أمنية من السلطة الفلسطينية في غزة

في السياق، قال مسئول أمريكي كبير في تصريح لـ"فاينانشيال تايمز": إنه بالإضافة إلى مناقشة الاستقرار في الضفة الغربية، سيناقش سوليفان وعباس أيضًا ما سيأتي بعد ذلك في غزة؛ مقترحًا أن يقوم بعض أفراد الأمن التابعين للسلطة الفلسطينية في القطاع بتوفير "نوع ما من نواة" لقوة أمنية هناك بمجرد انتهاء الحرب مع حماس.

وقال المسئول الأمريكي: "هناك اتفاق واسع النطاق على أن مستقبل غزة يجب أن يكون بقيادة فلسطينية". 

وأضاف: "هناك عدد من سكان غزة الذين كانوا جزءًا من قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في الماضي، وقد يكونون قادرين على العمل كنواة للقوة المستقبلية، لكنني أريد أن أؤكد أن هذه فكرة واحدة من أفكار كثيرة".

وتشن إسرائيل هجوما دمويا على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 18 ألف فلسطيني وإصابة نحو 51 ألفا آخرين، فضلا عن فقدان الآلاف تحت الأنقاض.