رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نسرين البخشونجي: "أتجاه عكسي" تتناول فترة الإغلاق التام لأنوار الحياة

اتجاه عكسي
اتجاه عكسي

صدرحديثا عن دار المحرر للنشر والتوزيع  رواية " اتجاه عكسي" للكاتبة والروائية نسرين البخشونجي، وهي ثالث رواياتها بعد "عطر شاة"، و"غرف الحنين".

وقالت “البخشونجي” في تصريحات خاصة لـ"الدستور": “أنا عادة بحب التجديد والتجريب في شغلي، فقررت أن  يكون موضوع روايتي جديد وفي قالب سردي مستخدمتهوش قبل كدة”.

وتابعت: "خلال الـ10سنوات الماضية، أصدرت مجموعة قصصية بعنوان تفاصيل و كتاب نصوص بعنوان باليرينا، سبقتها روايتان هما: "غرف الحنين" و"عطر شاه" .

واختارت بخشونجي في روايتها الجديدة تقنية الرسائل لصديقة غائبة، حيث تكتب بطلة الرواية رسائلها فتبدو الرسائل أقرب لبوح داخلي، تعري للقلق والحيرة، تدفق للذكريات فتبدو ظاهريًّا كوسيلة تواصل، طريقة للخروج من متاهة الذات. في حين أنها في حقيقة الأمر نقرات استغاثة، رغبة أن تفهم نفسها ويسمعها أحد، حيث تعاني البطلة الوحدة فهكذا تقولها في الرواية  “أنا وحيدة يا الله“.

وتلقي الرواية ظلالًا على حياة امرأة مثقلة بالحزن والفقد، تمضي في متاهة بحثًا عن طريق للخروج، تروي في رسائلها عن طفولتها وعلاقتها بأمها وجسدها، عن أمومتها والخيارات المرعبة التي تضطر كل يوم أن تواجهها لتنجو بأطفالها، عن الحبيب الذي بدا نافذة للحرية لكنه كان هو الآخر قيدًا محكمًا للروح.

كما تتناول الرواية فترة الوباء والإغلاق التام لأنوار الحياة داخلها وحولها، وعن محاولاتها المستمرة لحماية أطفالها من الألم رغم مكر الحياة وقدرتها على الوصول لقلوبهم الصغيرة.

وتحكي البطلة في رسائلها عن الفقد الذي يبدو حاضرًا ومهيبًا، في حكايتها الجارة التي ماتت وبيت قديم اعتادت أن تراه كل صيف، وبشر مروا في حياتها تسببوا في جروح غائرة ثم غادروا.

الرواية تقدم رحلة امرأة تشبه نساء كثيرات يمتلئن بالحيرة، ويغمر الضباب الأفق الذي يمررن ،عبره نحو المستقبل.

تحاول بطلة الرواية أن تنجو بدورها كأم وألا تخفق كحبيبة وصديقة وأن تمضي في رحلة الماضي ربما تتصالح مع كل ما أوجعها لتجد طريقًا نحو النهار الذي تنتظره بأمل. 

ونقرأ لكم من أجواء الرواية.. 

"وحيدة أبكي، لم تعد لدي رغبة في الحديث أو لقاء أحد. صديقاتي بالكاد يلتقينني. أشعر أني حبيسة غرفة مظلمة أو بئر أريد أن أخرج منها ولكن اليد الوحيدة التي ستساعدني هي يدي أنا. أنظر كثيرًا للخلف، أشم رائحة الزمن الذي لا يتوقف. الحنين للماضي يفتح بوابة الفقد، ذلك الشعور المباغت الذي يقتل إحساسي بالأمان. ومع آخر نفس في حياة شخص أحبه، تنطفئ نقطة نور في روحي. لذا أغبط من لديهم القدرة على التخلي ولا تتوقف حياتهم على شخص، زمان أو مكان. كل تغيير يحدث حولي يشعرني بالقلق والحزن، إلا حلم تغيير الوطن، ذلك الحلم الوردي البعيد الذي أود أن ألمسه بيدي!".

 

يذكر أن نسرين البخشونجي كاتبة وصحفية مصرية مهتمة بالشأن الثقافي صدرت لها مجموعة من الأعمال الأدبية:"باليرينا" نصوص، والمجموعتان القصصيتان "تفاصيل" و"بُعد إجباري"، وروايتا "غرف حنين"و"عطر شاه".