رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثالث انتخابات رئاسية

نظريًا، شكليًا، أو على الورق، جرت أول انتخابات رئاسية تنافسية فى مصر سنة ٢٠٠٥، غير أن العدّ، عمليًا، علميًا وموضوعيًا، يبدأ من انتخابات ٢٠١٤، وبالتالى تكون الانتخابات الرئاسية، الجارية حاليًا، هى الثالثة. ودعْك مما تشيعه تقارير صحف أجنبية أو وكالات أنباء دولية أو إقليمية، عن كون انتخابات ٢٠١٢ هى الأولى، وزعمها أن عضو التنظيم الدينى الإرهابى هو «أول رئيس مدنى»، لأن كاتبى تلك التقارير إما جهلاء أو تحركهم أجهزة مخابرات الأعداء.

فى مايو ٢٠١٤، حصل الرئيس عبدالفتاح السيسى على ٩٦.٩٪ من الأصوات، وبزيادة طفيفة، أعيد انتخابه لولاية ثانية، فى مارس ٢٠١٨، وتجرى الانتخابات الثالثة، تحت إشراف قضائى كامل، بمتابعة، أو تحت رقابة، مختلف منظمات المجتمع المدنى ووسائل الإعلام المحلية والدولية، مع قيام قوات الشرطة بتأمين وحماية مقار لجان الاقتراع ومحيطها، حتى يدلى الناخبون بأصواتهم فى مناخ آمن. واستهل القضاة المشرفون على الانتخابات اليوم الأول للانتخابات المستمرة لثلاثة أيام، بقيامهم وأمناء وأعضاء اللجان الفرعية، بالإدلاء بأصواتهم، وإثبات ذلك فى كشف خاص، يختلف عن كشوف الناخبين.

يتنافس فى الانتخابات أربعة مرشحين: الرئيس السيسى.. فريد زهران، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى.. الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد.. وحازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهورى، وعقب الإدلاء بصوته فى إحدى لجان منطقة الدقى، قال الدكتور يمامة، أستاذ القانون الدولى، إن المشاركة الواسعة والإيجابية فى الانتخابات تعطى مؤشرًا قويًا حول تمسك المصريين بالديمقراطية، وإصرارهم على إيصال أصواتهم عبر صناديق الاقتراع، مؤكدًا أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ مبادئ الديمقراطية، التى تضعها فى مصاف الديمقراطيات الحديثة وتعزز مكانتها الإقليمية والدولية.

قاعدة بيانات الناخبين تقول إن حوالى ٦٧ مليون مواطن، لديهم حق التصويت فى الانتخابات، التى يشرف عليها نحو ١٥ ألف قاض، من مختلف الجهات والهيئات القضائية، بمعاونة أكثر من ٦٠ ألف موظف فى اللجان الفرعية والعامة ولجان الحفظ والمتابعة: ١١ ألفًا و٦٣١ لجنة فرعية تقع داخل ٩٣٧٦ مركزًا انتخابيًا، تخضع لإدارة وإشراف الهيئة الوطنية للانتخابات، التى حرصت على تقديم تيسيرات لتسهيل ممارسة كبار السن وذوى الهمم لحقهم الدستورى، سواء من خلال تحديد لجانهم الفرعية فى الطوابق الأرضية، أو بتزويد اللجان بإرشادات مكتوبة لتسهيل عملية الاقتراع لمن يعانون من إعاقة سمعية، إضافة إلى وجود بطاقات تصويت مطبوعة بطريقة «برايل» للتسهيل على الناخبين المكفوفين.

غرفة العمليات المركزية لمتابعة تصويت المصريين بالداخل، رصدت كثافة إقبال المواطنين على لجان الاقتراع، منذ الساعة الأولى للتصويت، وفقًا لتصريحات أدلى بها المستشار أحمد بندارى، رئيس الغرفة، مدير الجهاز التنفيذى للهيئة الوطنية للانتخابات. وبالفعل، أظهرت الصور ومقاطع الفيديو المتداولة، أن المراكز الانتخابية، واللجان الفرعية، شهدت إقبالًا كبيرًا، وكثيفًا، منذ انطلاق عملية التصويت فى التاسعة صباح أمس، الأحد. وكانت لفتة طيبة أن يقوم «المجلس القومى للمرأة»، مثلًا، بتوثيق مشاركة المرأة المصرية فى صفحته على «فيسبوك» بصور فوتوغرافية، ومقاطع فيديو، من جميع المحافظات.

خلال مؤتمر صحفى عقده صباح أمس، أوضح «بندارى» أن كل مراكز الاقتراع واللجان الفرعية للانتخابات انتظمت فى العمل، وبدأت فى استقبال الناخبين، وأكد أن لجان الوافدين والمغتربين بالمحافظات، تشهد الإقبال الأكبر فى مختلف محافظات الجمهورية منذ اللحظة الأولى لفتح باب التصويت. كما أشار إلى أنه وجّه جميع القضاة المشرفين على الانتخابات الرئاسية بضرورة التعاون مع كل حاملى التصاريح الصادرة عن الهيئة الوطنية للانتخابات، لتيسير مهام عملهم وفق الضوابط التى أعلنتها الهيئة.

.. وتبقى الإشارة إلى أن ٥٢٨ صحفيًا وإعلاميًا دوليًا، و٦٧ دبلوماسيًا أجنبيًا، حصلوا على تصاريح من الهيئة الوطنية للانتخابات، تمكنهم من متابعة مجريات العملية الانتخابية. كما اعتمدت الهيئة ١١٥ وكالة أنباء وجريدة وشبكة تليفزيونية عربية وإقليمية ودولية لتغطية الانتخابات. إضافة إلى تصاريح المتابعة الإعلامية التى حصل عليها ٤٢١٨ صحفيًا وإعلاميًا يمثلون ٧٠ وسيلة إعلامية وجريدة محلية.