رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجريمة الكبرى.. نازحون إلى رفح الفلسطينية: يريدون تهجيرنا بالقصف والجوع

نازحى فلسطين
نازحى فلسطين

«يدفعوننا نحو الجنوب بالجوع والنار.. التهجير يبدأ بالنزوح».. جملة قالها زكريا بكر، رئيس اتحاد لجان الصيادين فى قطاع غزة، المسئول عن وحدة رصد وتوثيق جرائم الصهاينة ضد الصيادين الفلسطينيين، مؤكدًا أن هذه الجملة تدور فى ذهن كل غزاوى يهرب بنفسه أو بمن تبقى من أسرته نحو الجنوب.

يحكى «بكر»، لـ«الدستور»: «هذه هى المرة الثانية التى أضطر فيها لخوض رحلة الموت هذه.. ها أنا أنزح من خان يونس نحو رفح الفلسطينية جنوبًا، بعدما دُمرت مدينة حمد السكنية على رءوس من فيها».

وأكمل: «لجأت أنا وبعض من أفراد أسرتى إلى منزل قديم يعود لأحد الأصدقاء فى حى النصر بمدينة رفح، وباقى أسرتى وأشقائى ذهبوا إلى حى السلطان.. ينامون فى الخيام دون توافر أى شىء من مقومات الحياة وأبسط الحقوق الآدمية.. لا توجد دورات مياه».

وتابع: «المشهد يُدمى القلب، عشرات الآلاف من البشر إما تحت الخيام أو فى العراء ودون حمامات ولا حتى طعام.. الوضع هنا صعب جدًا، الناس تستعين بأى شىء تجده فى الشارع للحماية من البرد، ولا شك أن الاحتياج لقضاء الحاجة أصبح مأساة فى حد ذاته». وأشار إلى أن هناك تجار حرب ظهروا فى غزة، يبيعون أى سلع غذائية بأسعار مبالغ فيها، عشرات أضعاف السعر الأصلى.. وفى المقابل يعيش الناس فى الخيام، دون عمل، ولا يعرفون كيف سيعيشون يومًا إضافيًا.

وأضاف: «لا أحد يحاسب تجار الدم.. يبيعون حتى قطع القماش التى نستخدمها لتدفئة الأطفال.. ولا يوجد لبن للصغار، وإن وجد يكون بأسعار خيالية».

وأكد: «نشعر بأن الجميع يتآمر علينا، فى الداخل والخارج.. بدهم نموت جوعًا أو عطشًا أو من شدة البرد، والاحتلال يرتكب ضدنا كل أشكال القتل الجماعى.. قالوا الفخارى منطقة آمنة، ذهبنا، وبعد ساعة حرقوها بالقصف، نحن لا نعرف مصيرنا ولا نهايتنا، الاحتلال قبل ساعات هدم الجامع العمرى الكبير الأثرى، يعملون على محو ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا».

وقالت راوية حلس، مسئولة بمخيم النازحين فى خان يونس: «نحن فى كرب لا يوصف.. نحن نموت كل لحظة، والدبابات حول المكان الذى يضم ٣٧ ألف شخص يموتون من الجوع».