رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حوارات وزير الخارجية

سلسلة من الحوارات المهمة، أو التى نراها كذلك، أجرتها وسائل إعلام ومراكز أبحاث أمريكية، مع سامح شكرى، وزير الخارجية، طرح خلالها الرؤية المصرية تجاه تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، وبشأن القضية الفلسطينية إجمالًا، مطالبًا بضرورة وجود تحرك دولى جاد لوقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطينى، بشكل كافٍ ومستدام. كما شدّد على ضرورة وقف سياسات العقاب الجماعى الإسرائيلية، ومحاسبة مرتكبيها، وأكد، مجددًا، رفض مصر القاطع سياسات تهجير الفلسطينيين داخل أو خارج أراضيهم.

تحت عنوان «حوار مع سامح شكرى وزير خارجية مصر»، عقد معهد الشرق الأوسط، MEI، أمس الأول الخميس، مائدة مستديرة، تلاها حوار مع «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية»، CSIS، عنوانه «مصر والحرب فى غزة»، وحوار تفاعلى فى «منتدى آسبن للأمن»، ثم حوار تليفزيونى مع جاك تابر، Jake Tapper، على قناة «سى إن إن» الإخبارية. وفى الرابعة عصر أمس، الجمعة، بتوقيت القاهرة، أجرى حوارًا مع «المجلس الأطلسى»، The Atlantic Council، حول الجهود المصرية لاحتواء الأزمة. وبمشاركة الوفد الوزارى العربى الإسلامى، جرى حوار مع «مركز وودرو ويلسون»، فى السابعة والنصف مساءً، حول تداعيات الأزمة على المستويين الإقليمى والدولى.

مع استعراضه وتأكيده، مجددًا، موقف مصر الثابت بشأن سبل تسوية القضية الفلسطينية، حرص وزير الخارجية، خلال هذه الحوارات، على الإشارة إلى دور الولايات المتحدة المهم، فى وضع حد للانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة ضد المدنيين الفلسطينيين، وأعرب عن تطلعه إلى موقف أمريكى قاطع تجاه توفير الحماية للمدنيين وإنهاء المعاناة الإنسانية فى قطاع غزة، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بصورة منتظمة، إعمالًا لأحكام القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى، دون أى ممارسات انتقائية فى تطبيق تلك الأحكام، كما حرص على نقل الموقف الموحد، للدول العربية والإسلامية. 

فجر الثلاثاء الماضى، توجه سامح شكرى إلى العاصمة الأمريكية، واشنطن. وقبل انضمامه إلى الوفد الوزارى العربى الإسلامى، الذى لحق به، أمس الأول الخميس، التقى رؤساء وأعضاء اللجان المعنية بالسياسة الخارجية الأمريكية فى مجلسى الشيوخ والنواب، بهدف تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والتشاور وتبادل وجهات النظر بشأن تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، وعدد من القضايا الإقليمية والدولية. كما شارك، صباح الأربعاء، فى إفطار عمل مع مجموعة أصدقاء مصر بالكونجرس الأمريكى.

أسعدنا، طبعًا، أن تشهد هذه اللقاءات إجماعًا من نواب الكونجرس على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وإشادات بما تبذله مصر من جهود لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين. لكن الأهم، هو أن «شكرى» استعرض، خلالها، محددات السياسة الخارجية المصرية، التى ترتكز على حسن الجوار ودعم دور الدولة الوطنية. ولدى تناول الأوضاع فى قطاع غزة شدد وزير الخارجية على أولوية الوقف الفورى لإطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين، وكرّر تأكيد موقف مصر الرافض لكل صور التهجير القسرى أو إعادة توطين الفلسطينيين، معربًا عن تطلع مصر للالتزام بما صدر عن الإدارة الأمريكية من معارضة لتلك الأفكار، التى تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، ومفاقمة زعزعة أمن واستقرار المنطقة.

استعرض وزير الخارجية، أيضًا، فى لقاءاته وحواراته، المخاطر الإنسانية والأمنية لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية، التى تستهدف دفع الفلسطينيين للنزوح إلى جنوب قطاع غزة، ثم محاصرتهم واستهدافهم هناك، معتبرًا ذلك الأمر انتهاكًا صارخًا، يكشف عن عدم اكتراث إسرائيل بكل أحكام القانون الدولى الإنسانى والتزاماتها بصفتها القوة القائمة بالاحتلال. كما أكد أهمية تنسيق جهود الأطراف الدولية، إزاء ضرورة التنفيذ الكامل لقرارى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة لفرض الهدن الإنسانية وصولًا إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.

.. أخيرًا، وبينما ننتظر، أو نتمنى، ألا يتم إفشال مشروع القرار المطروح على مجلس الأمن، لوقف إطلاق النار، نرى ضرورة تكرار الإشارة إلى موقف مصر الثابت، الرافض للمشروع الصهيونى التوسعى الاستعمارى، والداعى للعودة إلى مسار السلام الشامل والعادل، بشكل جدى، وفى إطار زمنى محدد، لتحقيق التعايش السلمى فى المنطقة على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، متصلة الأراضى، والقابلة للحياة، على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.