رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إعلام مصر

قامت وسائل الإعلام المصرية بدور نفخر به فى التمهيد للانتخابات الرئاسية الحالية، سواء بالتوعية أو بالحوارات والمناظرات التى توضح الآراء المختلفة التى من شأنها جميعًا الوصول للأفضل للمجتمع والدولة.

تطورت المنظومة الإعلامية فى مصر، خلال السنوات الماضية بشكل ملحوظ، فيه تعدد وتنوع وثراء وقوة ومهنية. وأثبتت مصر أنها قادرة على صناعة إعلام مزدهر ينافس ويبادر ويتميز. وهو ما يعنى أننا قد امتلكنا بنية إعلامية متكاملة لوجستيًا ومهنيًا فى سبيل تحقيق اعتبارات المصلحة الوطنية العامة.

لم نكن نستطيع الوصول لهذا التميز لولا تأسيس ما سبق على رؤية حقيقية لإعلام الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو. هذا الإعلام الذى ظهرت مكانته فى التغطية الاحترافية لما يحدث للشعب الفلسطينى من جرائم تندرج تحت الإبادة الجماعية.

الوصول لهذه الاحترافية هو نتاج مجموعة من المبادئ المركزية، مثل الحرية والتنوع والتعدد. وهو ما يؤكد أننا تجاوزنا ما تعرضت له مصر قبل 25 يناير وبعدها من انتهاكات وتجاوزات عديدة أضرت بالمهنية الإعلامية لصالح أجندات خاصة داخلية وخارجية، والتى استهدفت الأمن القومى المصرى بالتركيز على المشكلات الفردية باعتبارها ظواهر جماعية عامة يعانى منها المجتمع كله. وهو ما أجهضته ثورة 30 يونيو.

استعاد الإعلام دوره باعتباره ضمير المجتمع الذى يعبر عن مشكلاته ويدافع عنها، وهو السبيل لحل تلك المشاكل بتقديمها للمسئولين التنفيذيين. وساند الدستور الإعلام؛ ليقوم بدوره بتوفير الحماية اللازمة للممارسة الإعلامية، وما تطلبه ذلك من إصدار قوانين وإجراءات.

الوصول لتلك المكانة الإعلامية، هو نتيجة التمتع بالتعددية والتنوع لأصحاب الرأى والاتجاهات السياسية والاجتماعية، وعدم استبعاد أى رأى أو اتجاه طالما يلتزم بما لا يتصف بالتطرف والتعصب والازدراء والدعوة للعنف.

الإعلام هو نوع من الخدمة العامة للشعب كله، وهو ما يؤكد أهمية أن يكون دائمًا مستقلًا عن السلطة التنفيذية، ومحايدًا بين كل التيارات الرسمية، ومنصفًا فى التناول، وعادلًا فى تمثيل كل الاتجاهات، ومتوازنًا بدون التعصب لرأى محدد، هو فى النهاية إعلام الشعب.

تطوير الإعلام المصرى بدأ بتحسين أدائه واستعادة مكانته الريادية بالتدريب والتطوير باتباع نمط التنظيم الذاتى للصحافة والإعلام، والذى تمثل فى إصدار أكواد مهنية متخصصة؛ للحفاظ على الصورة الذهنية الإيجابية للإعلام المصرى وفق معايير تنافسية مع الإعلام الدولى.

حرية الإعلام ومكانته، ارتبطت بضبط الممارسة المهنية الإعلامية. ويتزامن مع ذلك تشجيع منظمات المجتمع المدنى المعنية بحريات الرأى والتعبير فى متابعة الوسائل الإعلامية المتعددة، وتقييم أدائها لصالح حيوية المجتمع ومستقبل أفضل له.  

أثبتت مكانة الإعلام المصرى الآن بريادته أنه يمثل أحد أهم وسائل القوة الناعمة، وأنه أحد أهم أدوات التأثير بعد قيامه بدوره الوطنى أثناء ثورة 30 يونيو وتعبيره عن أحلام الشعب المصرى وآماله داخليًا، وأثناء معالجته لمعاناة الشعب الفلسطينى خارجيًا منذ 7 أكتوبر وإلى الآن. وهو ما يوضح أنه بدأ أول طريق الوصول للعالم الخارجى بالقدر الملائم من التأثير والوصول للرأى العام الغربى.

نقطة ومن أول الصبر..
التأثير ليس مجرد كلام على الورق.
التأثير الإعلامى هو تعبير عن المهنية والاحتراف.
الإعلام المصرى مؤثر، وما زالت له الريادة.