رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شريف شعبان: ما جرى فى غزة غير الكثير من المفاهيم تجاه الحرية

غزة
غزة

تحدث الكاتب الروائي الدكتور شريف شعبان، حول أثر الحرب على غزة وما يجري للشعب الفلسطيني، مشيرًا إلي أن القضية الفلسطينية كانت ومازالت بعمقها وتاريخها ألهبت وتلهب مشاعر العديد من الكتاب والمثقفين في مصر والعالم العربي.

 

ما جري في غزة غير الكثير من المفاهيم تجاه الحرية

 وأوضح شعبان: خرجت لدينا العديد من الأعمال الأدبية التي تخلد المأساة لمختلف الأجيال، وأصبحت علامات في تاريخ الأدب العربي، ومنها على سبيل المثال لا الحصر الطنطورية للعظيمة رضوى عاشور، وعائد إلى حيفا لغسان كنفاني وأعراس آمنة لإبراهيم نصر الله. بينما تناولت روايتا بنت صهيون الواقع الإسرائيلي ونظرة المجتمع الإسرائيلي للقضية الفلسطينية، وهو المنظور الأول من نوعه في الأدب العربي.

وتابع شعبان، في تصريحات خاصة لـ"الدستور": إلا أن ما جرى في غزة من أحداث دامية لم تحرك مشاعر العالم الحر فحسب، لكنها غيرت الكثير من المفاهيم اتجاه الحرية ودفاع صاحب الحق والأرض والتاريخ عن حقه، كما أعادت للإنسانية تذكر القضية الفلسطينية ومآسيها التي كانت عند البعض في طي النسيان. وبطبيعة الحال ستنعكس آثار تلك الحرب بكل مفرداتها على عالم الأدب والكتابة، باعتبار أن الأدب هو ذاكرة الأمة ولسانها، خاصة مع حالات انحياز صارخة من قبل الإعلام المرئي أو مواقع التواصل الاجتماعي. وهو ما سيجعل الكتابة عن تلك الحرب أشبه بالتوثيق. 

ولفت شعبان إلي: والمراقب للحرب في غزة طيلة الشهرين وأكثر، سيجد أن رحلة صمود لشعب أعزل مؤمن وإيمانه بالنصر القادم قد فتحت باب الخيال للعديد من الكتاب والكاتبات في محاولة استلهام تلك الرحلة العظيمة وما فيها من قوة وأبطال أشبه بالأبطال الخارقين. 

ففي كل بيت وشارع بغزة قصة تستحق أن تكتب بتمعن إما كقصة حقيقية أو مستلهم منها رواية أو قصة قصيرة تعبيرًا عن تلك البطولات العظيمة. فمن المشاهد التي تدمي القلب قبل العين أم ركضت تبحث عن طعام لأطفالها فماتت تحت القصف وتركتهم أيتام، وأب مكلوم يجري بابنه المصاب نحو المستشفى ليلقى كلاهما الشهادة بعد قصف المستشفى نفسها، وهي وغيرها من المشاهد تستحق أن تخلد في صفحات للأجيال القادمة ولا تُنسى من ذاكرة العالم. 

وما تمارسه الدولة العبرية من حرب إبادة جماعية تستهدف منها في المقام الأول محو الهوية الفلسطينية من تغيير للتركيبة المجتمعية، ومنها أسماء الشوارع والأحياء وصبغها بصبغة المستوطن اللص وتهميش الفكر والسردية الفلسطينية والتعتيم عليها وتشويهها. لذا فإن الحفاظ على الهوية والتاريخ هو جزء من المقاومة والصمود، والحكايات الخارجة من تلك الأرض لا بد من توثيقها باعتبارها تراثًا يجب أن يخرج للعلن، ويعرفه العالم، ويترجم بمختلف اللغات. 

واختتم شريف شعبان مؤكدًا: أجد أن تاثير الحرب على الأدب لا بد أن يستمر ولا يكون لحظيًا، فالقضية الفلسطينية جزء من وجع الأمة العربية، يجب أن يكون حيًا في أدبها وذاكرتها الفكرية. بل أتمنى أن نرى مسابقات أدبية على مختلف المستويات، سواء أدب المرأة أو أدب الناشئة أو القصة القصيرة أو الرواية التاريخية والسياسية لإخراج ما في وجدان الشعب المصري والعربي من طاقة متشبعة بالإيمان بالقضية، كما أدعو دور النشر والمنصات لفتح أبوابها للكتاب والكاتبات من فلسطين عامة وغزة، خاصة ليكتبوا لكل الناس قصصًا مستلهمة من واقع الحرب، خاصة وقد جاء الوقت كي يقرأ العالم أدبًا من نوع خاص قادمًا من غزة.