رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الزراعة»: مشروع توشكى وفر 50 ألف فرصة عمل.. وتحضير مليون فدان لمحصول القمح

مشروع توشكى
مشروع توشكى

وصف خبراء وزارة الزراعة مشروع توشكى بأنه أحد أهم المشروعات القومية فى استصلاح الأراضى، الذى يوفر المحاصيل الاستراتيجية وفرص العمل، فضلًا عن تقليل الاعتماد على الاستيراد، خاصة سلعة القمح. 

وقال الدكتور على إسماعيل، أستاذ الأراضى والمياه بمعهد بحوث الأراضى والمياه بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، إن مشروع توشكى من أكبر المشروعات القومية الزراعية فى مصر، وكان يهدف إلى زراعة ٤٥٠ ألف فدان على بحيرة ناصر، أكبر بحيرة فى العالم على ٤ فروع.

وأوضح «إسماعيل»: «فرع ١ نحو ١٢٠ ألف فدان، وفرع ٢ نحو ١٢٠ ألف فدان أيضًا، وفرع ٣ نحو ١٠٠ ألف فدان، وفرع ٤ نحو ٢٢٠ ألف فدان، وبدأ المشروع عام ١٩٩٨، وكان يهدف إلى استصلاح هذه المساحة فى جنوب الوادى من خلال الشركات الاستثمارية الكبرى، وشملت شركات مصرية وخليجية على فروع ١ و٢ و٣، إلا أن فرع ٤ توقف العمل به لوجود صخور وجرانيت فى مسار الفرع».

وتابع: «استمرت الشركات فى الاستصلاح على فرعىّ ١ و٢، ولم تحقق هذه الشركات الهدف، إذ استصلحت ٨٠ ألف فدان فقط حتى جاء عام ٢٠١٤، وجرى سحب الأراضى التى لم تتم زراعتها من الشركات».

وأضاف: «بعد ذلك وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى باستصلاح جميع الأماكن فى توشكى لسد احتياجات مصر من المحاصيل الاستراتيجية، مثل القمح والذرة، وصدرت التعليمات لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية للعمل فى مشروع توشكى، وجرى إسناد المهمة للشركة الوطنية، التى نجحت خلال فترة لا تتجاوز ٤ سنوات، فى استصلاح أكثر من ٤٠٠ ألف فدان، وأنشأت أكبر مزرعة للتمور فى مصر من الأصناف الممتازة من النخيل، وتمت زراعة ١٫٥ مليون نخلة، وجار الوصول إلى ٢٫٥ مليون نخلة».

وقال «إسماعيل»: «من المستهدف أيضًا الوصول بمساحات المحاصيل الاستراتيجية، مثل القمح والذرة، فى الموسم الشتوى الحالى إلى ٤٠٠ ألف فدان، كما تهدف فى نهاية خطة الاستصلاح إلى الوصول بالمساحة إلى ٧٠٠ ألف فدان بالمشروع، وتصل المساحة المستصلحة الحالية إلى ما يقرب من نصف المليون فدان، بعد أن كانت ٨٠ ألف فدان قبل عام ٢٠١٤، وذلك من خلال جهاز الخدمة الوطنية».

وذكر أن الشركة الوطنية حققت إنجازًا فاق المتوقع باستصلاح واستزراع فرع ٤، الذى توقف به العمل سابقًا بتفجير ٩ كيلومترات من الجرانيت فى مسار الفرع، وعمل البنية التحتية بالكامل، من ترع وكهرباء وطرق وخدمات، إضافة إلى إسكان توشكى الجديد، ووصل عدد العاملين فى المشروع لما يقرب من ٥٠ ألف فرصة عمل مباشرة، وبالتالى إعالة ٥٠ ألف أسرة من أبناء الصعيد ووجه بحرى، مشيرًا إلى أن المساحة المستهدفة مليون فدان من القمح؛ لسد جزء من الفجوة الغذائية من المحاصيل الاستراتيجية.

من جهتها، أكدت الدكتورة هدى رجب، مدير مشروع الزراعة التعاقدية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، أن مشروع «توشكى الخير» من المشروعات التى تتميز بالزراعة على مياه النيل، وتوفر كميات كبيرة من الطمى وتزود الرقعة الزراعية، وهى من الأراضى التى يجود فيها محصول القمح، وهناك استثمارات إماراتية وعربية، لأن المنطقة جاذبة وتشجع على الاستثمار، ما يفيد فى زيادة الرقعة الزراعية وزراعة المحاصيل الاستراتيجية المهمة، ويقلل الضغط على الواردات.

وقالت «رجب» إن مشروع توشكى يجود فيه محصول الذرة الصفراء، ما يزيد المساحة المزروعة منها، ويقلل الفجوة من الذرة كمحصول رئيسى للأعلاف والثروة الحيوانية، ويقلل من فاتورة الاستيراد، كما تتم زراعة الشعير، وهو من المحاصيل الواعدة.

وتابعت: «فى هذا العام جرت زراعة مساحات من محاصيل العنب والمانجو الكيت، إضافة إلى النخيل، وتسعى الدولة لزيادة الاستثمارات فى النخيل»، مؤكدة أن «مصر الأولى فى إنتاج النخيل، وهذا سيزيد الصادرات والحصيلة الدولارية، ما يقلل من سعر الدولار أمام الجنيه.. إلى جانب أن الشهادات الدولارية التى تصدرها البنوك تشجع على الاستثمار فى هذه المشروعات».

وأضافت: «الدولة سباقة فى إقامة البنية التحتية فى هذه المشروعات، وأصبحت توشكى ومشروعاتها قريبة مع النجاحات المتحققة فى قطاع النقل، ما يقلل من التكلفة وييسر على المستثمرين الاستثمار فى مشروع توشكى».

بدوره، قال الأستاذ الدكتور الحسين الننى، أستاذ المحاصيل الزيتية بمركز البحوث فى وزارة الزارعة واستصلاح الأراضى، إن مشروع إطلاق المياه بالترعة المغذية لمشروع شرق الريف المصرى بمنطقة توشكى، الذى يأتى ضمن عدد من المشروعات التى تهدف إلى زيادة الرقعة الزراعية وتشرف على تنفيذها القوات المسلحة، خطوة جيدة وجاءت فى وقتها، مشيرًا إلى أن أهم المحاصيل التى يجب البدء بها هى القمح.

وأوضح «الننى» أن إطلاق المشروع جاء فى وقت زراعة القمح، وهو وقت مناسب ويساعد فى زيادة الرقعة الزراعية من القمح، مشيرًا إلى أن الأراضى الصحراوية مع المياه العذبة هى بيئة صالحة جدًا لزراعة القمح، فيمكن زراعة نصف مليون فدان قمح، الذى سوف يعطى ٥٪ من احتياجات السوق المحلية، لأن حجم إنتاج مصر من القمح يبلغ ٤ ملايين طن، والاستهلاك المحلى يصل إلى ١٢ مليون طن.

وأضاف: «يمكن الاستفادة من زراعة المحاصيل الزيتية، مثل زراعة محصول الكانولا، وهى نباتات تدخل فى صناعة الزيوت، إذ إن مصر تستورد معظم الزيوت من الخارج»، لافتًا إلى أنه يمكن أيضًا زراعة النباتات الطبية والعطرية.

جدير بالذكر، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أصدر توجيهاته بضرورة التوجه إلى توشكى، وتقييم الوضع ومعرفة أسباب تعثر المشروع، الذى انطلق عام ١٩٩٧، بغرض العمل على حل المشاكل والاستفادة من المشروع الوطنى العملاق، والتى تمثلت فى وجود كثبان رملية وأراض صخرية وعدم توافر مياه رى فى عمق الصحراء، إضافة إلى تمويل ضخم لتوفير بنية تحتية عملاقة لزراعة الصحراء.

وانطلقت فى يوليو ٢٠٢٠ مهمة إحياء مشروع توشكى، عن طريق تحالف ١٦٢ شركة وطنية وآلاف المهندسين والفنيين والعمال والمعدات والآلات، وجرت تسوية الأرض وعمل بنية تحتية وإنشاء محطات كهرباء وتجهيز محطات لضخ المياه لأجهزة الرى المحورية، التى تعد من أفضل وأحدث طرق الرى المميكنة وتساعد فى توفير استهلاك المياه، وجرى إنشاء محطات رفع عملاقة وأحواض للطرد لتوصيل المياه لأراضى توشكى من بحيرة ناصر، مرورًا بقناة الشيخ زايد إلى محطتين لنقل المياه لعدد من الأفرع الرئيسية وتفريعاتها الجانبية، بإجمالى أطوال ٣٨٥ كم، إضافة لرفع منسوب المياه عن مستوى الأرض بارتفاع ٣٢ مترًا.