رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الملك ينتخب الرئيس

القائمة النهائية للمرشحين فى انتخابات ٢٠٢٤ الرئاسية، كما لعلك تعرف، ضمت أربعة، ترتيبهم كالتالى: عبدالفتاح السيسى، الرئيس الحالى، رمز النجمة.. فريد زهران، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، رمز الشمس.. عبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد، رمز النخلة.. وحازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهورى، رمز السلم. وبقليل من التركيز فى الصور المتداولة للملك أحمد فؤاد الثانى، وهو يدلى بصوته فى السفارة المصرية بالعاصمة السويسرية برن، ستدرك بسهولة أنه انتخب المرشح رقم واحد.

من الجمعة إلى الأحد، فتحت ١٣٧ سفارة وقنصلية مصرية، فى ١٢١ دولة، أبوابها لاستقبال الناخبين، الذين حرص كثير منهم على اصطحاب أبنائهم حاملين علم مصر، مرددين عبارات يدعمون بها الدولة المصرية ومؤسساتها، ويؤكدون فيها ضرورة استكمال مسيرة التنمية والاستقرار. والإشارة هنا قد تكون مهمة إلى أن التطور الكبير فى الاتصال والتواصل بين السفارات المصرية والهيئة الوطنية للانتخابات ووزارتى الخارجية والهجرة، جعل إدلاء المواطنين بأصواتهم فى الخارج، أكثر سهولة، وأتاح للمواطن المصرى، الذى يزور أى بلد، حتى ولو ليوم واحد، أن يدلى بصوته هناك. 

رسميًا، أو على الورق، حكم الملك أحمد فؤاد الثانى مصر، تحت الوصاية، بين ٢٦ يوليو ١٩٥٢ حتى إعلان الجمهورية فى ١٨ يونيو ١٩٥٣. ومع أن عمره كان ستة أشهر، حين غادر البلاد، وظل متنقلًا بين إيطاليا وفرنسا وسويسرا، التى استقر فيها أخيرًا، إلا أنه لم يفقد اعتزازه بوطنه، وشارك فى مظاهرة لتأييد مصر خلال حرب أكتوبر ١٩٧٣، وتبرع لشهداء الحرب بمبلغ متواضع. وهى التحية، التى رد عليها الرئيس الأسبق أنور السادات، بخير منها، وقرّر تحويل هذا المبلغ لتحسين أوضاع أفراد الأسرة المالكة فى مصر، ثم أعاد له، فى السنة التالية، الجنسية المصرية، غير أنه لم يحصل على جواز سفر دبلوماسى مكتوب فى خانة الوظيفة «ملك مصر السابق»، إلا فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى.

دعوات، أو «هبدات» عديدة، ظهرت وتكرّرت، منذ ثورة ٣٠ يونيو، تطرح اسم أحمد فؤاد الثانى، كمرشح محتمل لرئاسة الجمهورية، ورأينا، وما زلنا، «محللين»، أو «هابدين»، يناقشون إمكانية عودة الملكية لمصر، فى ثوب جمهورى، كما احتفى الإخوان بـ«علم مصر الأخضر»، فى محاولة لاستقطاب أنصار الملكية وضمهم إلى صفوفهم. وهى المحاولة التى قال لنا الدكتور ماجد فرج، فى دردشة سريعة، إنها تنم عن «غباء وسطحية»، داعمًا ذلك، ومؤكدًا عليه، بأن «الملك السابق» أعلن بوضوح، فى تصريحات لجريدة سويسرية أيام اختطاف «الإخوان» للحكم، أنه يرفضهم ويرفض أى صيغة للحكم باسم الدين.

الدكتور ماجد فرج، هو المتحدث الرسمى باسم «ملك مصر» السابق، وعرفنا منه أن الحساب، الذى يحمل اسمه على «فيسبوك»، يخص «الملك السابق» فعلًا. وهو الحساب، الذى ستجد عليه تدوينة منشورة، فى أكتوبر الماضى، يوجه فيها أحمد فؤاد الثانى «تحية للشعب المصرى العريق وجنوده البواسل الذين يبذلون الجهد ليل نهار لحماية الأرض والعرض ولا يبخلون على وطنهم بالروح والجسد». 

المتابع لمواقف أحمد فؤاد الثانى سيدرك أنه مصرى ابن مصرى، وأنه ينتهز أى فرصة لإعلان، إثبات أو تأكيد انتمائه وولائه لوطنه. وفى ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، استرجع زيارته لنصب الجندى المجهول «لتقديم تحية تقدير غالية لخير أجناد الأرض وشهدائنا ولروح الرئيس الراحل أنور السادات» و... و... وأنهى تدوينته بعبارة «حمى الله مصر» بعد أن دعا «المولى العلى الكبير» أن «تعبر المنطقة أزماتها بحكمة تحقق السلام العادل وأن يتحقق للشعب الفلسطينى ما يصبو إليه وتستحقه الأجيال القادمة».

.. وتبقى الإشارة إلى أن ملك مصر السابق أيّد، فى أكتوبر ٢٠١٣، ترشيح «المشير» عبدالفتاح السيسى، لرئاسة مصر. وقبل الانتخابات السابقة، انتخابات ٢٠١٨، قال خلال استضافته فى برنامج تليفزيونى، كان يقدمه الفنان تامر عبدالمنعم، إن الرئيس السيسى «يمثل بشجاعة وحماس مصالح مصر، ويتمتع بمصداقية فى كلماته وخطاباته»، ثم قام، على الهواء، بالتوقيع على وثيقة «معًا من أجل مصر»، التى كانت تؤيد ترشح الرئيس لفترة رئاسية ثانية، واصفًا «ثورة ٣٠ يونيو» بأنها ثورة شعبية ووطنية