رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متى يكف البشر عن الخطأ؟.. الأنبا نيقولا يجيبب

انسان
انسان

أطلق الأنبا نيقولا أنطونيو مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي في مصر ووكيلها للشؤون العربية، نشرة تعريفية أجاب خلالها عن تساؤلين الأول هو “لماذا لم يمنع الله سقطة آدم مع أنه رآها مسبقاً؟”

سقطة ادم

وقال إنه لو أن الله منع سقطة آدم، لكان بتدخّله هذا أبطل حرية اﻹنسان التي منحه إياها كهِبَة. لو انتزع حرية اﻹنسان لكان سلوكه وخلاصَه أيضًا إلزاميين، ولكان اﻹنسان خسر شخصيّته وصار خليقة من دون إرادة. لقد فضل الله أن يُغيّر مخططه حول اﻹنسان على أن يأخذ أهم ما في شخصيته أي حريته.

لقد أضاف الله عنصرًا آخرًا نافعًا للإنسان: عدالته ضد حقد الشيطان وكراهيته. لقد اعتقد الشيطان أنه بتضليله للإنسان سوف يُبطل مخطط الله ويُحطم شبه اﻹنسان به. وهكذا اعتقد أن بإمكانه أن ينتقم من الله وأن يحرم الإنسان من قيمته. لكن الله لم يمنع الشرير من تنفيذ خطته الشريرة لكي يسحقه بالكامل عندما يتخذ الطبيعة البشرية، بتجسده المُقبل.

بهذا، يستطيع الإنسان، الذي هو ضحية للخُبث الشيطاني، أن يقوم “فَوْقَ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ، وَكُلِّ اسْمٍ يُسَمَّى لَيْسَ فِي هذَا الدَّهْرِ فَقَطْ بَلْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَيْضًا” (أفسس 21:1). إذًا لو أن الله منع سقوط الإنسان لكن حرمه من مجده الذي ورِثه باتحاده الأساسي مع الله نفسه، من خلال تجسده.

بينما جاء السؤال الثاني هو “متى نتوقف عن السقوط في الخطيئة؟”، وقال في اجابته عنه غنه كان لراهب كبير تلميذ جاءه ذات يوم وقال: "يا أبي لقد سقطت!". فقال له الكبير: "انهض"، بعد ذلك عاد التلميذ وقال: "أبي لقد سقطت مرة أخرى". فقال الكبير: "انهض مرة أخرى"، استمر هذا الحوار واستمر، وبدا كما لو أنه لأسابيع يذهب التلميذ إلى الكبير مرارًا وتكرارًا يقول: "لقد سقطت"، ودائماً ما أجاب الكبير: "انهض"، وأخيرا سأل التلميذ: "أبي، متى يجب علي أن أتوقف عن السقوط والنهوض؟"، قال الكبير: "ليس إلى يوم الذي فيه تُسلم روحك إلى الله (عندما تكون في الجنة)"، نحن نخسر عندما نتوقف عن النهوض.

هكذا ليس الأمر إذا كنا نخطئ، ولكن عندما نخطئ ماذا سنفعل حيال ذلك؟ في كل مرة نشعر فيها أننا سقطنا، تقول لنا التوبة أنهضوا.. الأب الروحي يُظهر الطريق فقط، مثل علامة، ولكن علينا أن نجتازه بأنفسنا. إذا دلَّ الأب الروحي على الطريق ولم يحرك التلميذ نفسه، فلن يصل إلى أي مكان، وسيتعفن بالقرب من العلامة