رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سمير الفيل: سيبدأ الكاتب عمله عندما تتوقف المدافع عن قصف أهدافها

سمير الفيل
سمير الفيل

تحدث الكاتب سمير الفيل، إلى الدستور عن أثر الحرب على غزة، مشيرًا إلى أن الأدب يعبر عن كثير من الأحداث ولكن ليس في وقتها، هذا يتطلب مرور وقت كاف، كي يحتشد الكاتب ليقدم وجهة نظره فيما حدث، مبتعدا عن المباشرة والنزعة التحريضية والعبارات المجانية.

وقائع الحرب ستظهر في كتابات أدباء لديهم هاجس القومية

وأوضح سمير الفيل: لم تكن الحرب على غزة شيئا هينا، مقبولا، يمر بسلام، بل كان أقرب لحرب إبادة شاملة، حيث تقصف البيوت والمدارس والمستشفيات بالقنابل المدمرة والصواريخ الفتاكة، بحجة القضاء على تنظيم "حماس" وقد وقع ذلك على سمع وبصر المجتمع الدولي الذي انحازت حكوماته إلى الكيان الإسرائيلي الغاشم بينما هبت جماعات من الشعوب لرفض العدوان وخطط تهجير الشعب الفلسطيني، وطرده من أرضه كما جرى عام 1948.

ولفت سمير الفيل إلى أنه: "أتصور أن هذه الوقائع سوف تظهر في كتابات أدباء لديهم هاجس القومية ولديهم نزعة إنسانية معتبرة. الرواية تستوعب ذلك، ويمكنها أن تعبر عن طبيعة المأساة، وحجمها وجذور المشكلة، وأبعاد الصراع العربي الصهيوني منذ وعد بلفور، والهجرة اليهودية من دول الغرب إلى فلسطين زمن الانتداب البريطاني.الكاتب يرصد الأحداث، بفهم ووعي سياسي، وعلى كاهله تقع مهمة تقديم "النص" الصادق المتزن، البعيد عن كل نبرة زاعقة".

وأضاف أن الكاتب حر في اختيار الزاوية التي ينظر منها، وهو بحاجة إلى جمع مادة وثائقية تساعده في عمله، إذ ان الاندفاع الحماسي والرغبة في تسويد الصفحات دون استعداد كاف يجعل المادة السردية قليلة النفع.

وأكد سمير الفيل أنه سيبدأ الكاتب عمله عندما تتوقف المدافع عن قصف أهدافها، وتخزن الطائرات في عنابرها، عندها يصبح الكاتب قادرا على تجميع أفكاره، وترتيب أولوياته للتعبير عن حجم الغضب الذي يستشعره.

وأشار إلى أن: “له تجربة في معالجة حرب اكتوبر، وجدت أغلب الأعمال الناضجة تلك التي كتبت بعد مرور سنوات من انتهاء الحرب، ذلك أن الرواية بالذات تحتاج إلى حشد وتخطيط وجمع معلومات، ومقابلة شهود، وأحيانا الاستعانة بوثائق تخص العمليات الحربية”.

إن ما جرى في غزة يعتبر عدوان على حياة شعب، وقيام قوة غاشمة تملك السلاح والتكنولوجيا المتطورة، ومساندة أجهزة مخابرات عدائية، في مواجهة شعب أعزل.

https://www.dostor.org/4566481

مع امتداد القصف لأسابيع متوالية شاهدنا سقوط آلاف الضحايا، نصفهم من الاطفال وأصبح الماء والغذاء والدواء غير متوفر. وتلك كارثة إنسانية من يقدر على ذكر تفصيلاتها المشحونة بالمرارة والإحساس بالذنب؟

نهضت شعوب حرة للاعتراض على ما يحدث، والتصدي لآلة الإعلام الجبارة التي تقلب الحق باطلا، والعكس. ولولا صمود السكان للموت والجروح والهدم لما عاد هناك سكان على الأرض.

وشدد سمير الفيل علي: قد تكون القصيدة بحكم تشكيلها قادرة على التعبير ـ في حدود معينة ـ عن حجم الكارثة وربما نقرأ بعض القصص القصيرة التي تعيد رسم المشاهد الدرامية بصدق وانفعال حقيقي، لكن الأعمال السردية العظيمة تتطلب وعيا وفكرا وموهبة، وتحتاج إلى مرور وقت مناسب حتى يتم تحويل الأحداث المتفجرة إلى كتابة تتوخى الصدق.

أعتقد أن تجاربي القصصية سوف تلتفت لما حدث ولكن بشكل عفوي يخلو من القصدية لأن ما حدث ليس بالأمر السهل، وستحاسبنا الأجيال القادمة إن لم نسجل حقيقة ما حدث في إطاره الزماني والمكاني.

أحداث غزة موجعة ودامية وقاسية، فمن يمكنه أن يبسط الموضوع بشكل درامي حي، ويكون صادقا وأمينا وتخلو كتابته من شبهة التأثير الوقتي، واصطياد العدسة لمادة مشحونة بالفواجع.