رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قنابل "مُحرمة" رفضتها أمريكا ضد داعش وقصف بها الاحتلال غزة.. فما قصتها؟

قنابل الفسفور الابيض
قنابل الفسفور الابيض

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن أن السر وراء الارتفاع الكبير لعدد الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة وتدمير جزء كبير من المنازل والمنشأت يأتي بسبب الاستخدام الإسرائيلي المفرط للقنابل الكبيرة أمريكية الصنع، ما يجعل ما حدث في غزة من أكثر الصراعات فتكًا في الذاكرة الحديثة، حيث رفضت الولايات المتحدة مسبقًا استخدام هذه القنابل في حربها ضد تنظيم داعش، بينما اعتمدت عليها إسرائيل في قصف قطاع غزة.

اللحظات الأكثر دموية في القرن الـ21

وأصبح القتل في غزة، باستخدام القنابل الأمريكية الصنع التي تزن 2000 رطل، يفوق العديد من "اللحظات الأكثر دموية" في هذا القرن، بما في ذلك حملات الولايات المتحدة في العراق وسوريا وأفغانستان، وفقًا لتقرير صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وذكر التقرير أن الحجم الهائل للهجمات الإسرائيلية إلى جانب استخدام القنابل الكبيرة أمريكية الصنع في المناطق الحضرية الكثيفة قد ساهم في ارتفاع عدد القتلى.

وأضاف أنه في حين أنه ليس من الممكن تمامًا حساب العدد الدقيق للضحايا المدنيين في غزة، يعتقد الباحثون أن أكثر من 10 آلاف امرأة وطفل استشهدوا في هذه الحرب، بخلاف الرجال والشباب وآخرين مفقودين تحت الأنقاض.

وتشمل آخر حصيلة للوفيات أعلنتها وزارة الصحة في غزة في 10 نوفمبر 11078 حالة وفاة، بحسب وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.

وقال مارك جارلاسكو، المستشار العسكري لمنظمة السلام الهولندية PAX ومحلل استخبارات كبير سابق في البنتاجون، لصحيفة التايمز إن استخدام إسرائيل لمثل هذه القنابل "يتجاوز أي شيء رأيته في حياتي المهنية".

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن أقرب الأمثلة التي يمكن أن يشير إليها جارلاسكو لإجراء مقارنة تاريخية، عندما تم إسقاط مثل هذه القنابل الكبيرة على مثل هذه المناطق المكتظة بالسكان، كانت "فيتنام، أو الحرب العالمية الثانية"، وفقًا للمنفذ.

ووفقًا للتقرير، يعتقد المسئولون العسكريون الأمريكيون في كثير من الأحيان أن القنبلة الجوية الأمريكية الصنع الأكثر شيوعًا، والتي تزن 500 رطل، كانت كبيرة جدًا والتي لم تتمكن القوات الأمريكية من استخدامها في قتال تنظيم داعش في العراق وسوريا، وفي المقابل، استخدمت إسرائيل بشكل متحرر قنابل تزن 2000 رطل، وهي مصنوعة أيضًا في أمريكا، وقادرة على تدمير مجمعات سكنية بأكملها.

وقال بريان كاستنر، محقق الأسلحة في منظمة العفو الدولية وضابط التخلص من الذخائر المتفجرة السابق في القوات الجوية الأمريكية، لصحيفة التايمز إن القنابل المستخدمة في غزة أكبر من القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة لمحاربة داعش في الموصل في العراق والرقة في سوريا. 

وتابع كاستنر: "إنهم يستخدمون أسلحة كبيرة للغاية في مناطق ذات كثافة سكانية عالية للغاية، إنها أسوأ مجموعة ممكنة من الأسلحة التي يمكن استخدامها في المناطق المأهولة."

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن إسرائيل أشارت إلى أن غزة هي ساحة معركة فريدة من نوعها- فهي صغيرة ومكتظة بالمدنيين الذين يعيشون بجوار شبكات الأنفاق التي تديرها حماس وفوقها.