رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يحيى راشد وزير السياحة السابق: الرئيس السيسى دقيق جدًا ووجّه اهتمامًا خاصًا لمشروع «مسار العائلة المقدسة»

الدكتور محمد الباز
الدكتور محمد الباز ويحيى راشد

- قال إن التحدى الأول له بعد واقعة سقوط الطائرة الروسية كان استعادة صورتنا كدولة آمنة مستقرة

- الرئيس رجل فى غاية الانضباط وأهدافه واضحة فى ذهنه بشكل كامل.. وعندما يسأل سؤالًا محددًا يريد ردًا محددًا

- كنا نستيقظ صباحًا لنجد أن 3 أو 4 دول قد علّقت طيرانها إلى مصر دون سبب واضح وواجهنا دعوات مقاطعة من عدة دول دون أى مبرر

- تشجيع السيسى لى خلال اجتماع «الأعلى للسياحة» جعلنى أقدم أضعاف ما أبذله من جهد

- السياحة المصرية تحتاج إلى الاهتمام بالعنصر البشرى وتوعية المجتمع بكيفية التعامل مع السائحين

قال يحيى راشد، وزير السياحة السابق، إن التحدى الأول الذى واجهه، بعد توليه المنصب فى مارس ٢٠١٦، كان كيفية استعادة صورة مصر الذهنية لدى المجتمع الغربى كدولة آمنة مستقرة، وتشجيع السياح مرة أخرى على القدوم إلى مصر، خاصة بعد سقوط الطائرة الروسية.

وخلال حواره مع الكاتب الصحفى الدكتور محمد الباز، عبر برنامج «الشاهد» على قناة «إكسترا نيوز»، روى يحيى راشد كواليس توليه المنصب والتحديات التى واجهته، وكيف سعى لتطوير القطاع وتفاصيل أخرى. وكشف عن أن مشروع مسار العائلة المقدسة وضع مصر محط أنظار العالم، خاصة عقب زيارة بابا الفاتيكان إلى مصر ودعوته إلى الحج إليها وزيارة المسار، لافتًا إلى أن مصر واجهت التحديات العالمية واستطاعت زيادة أعداد السائحين وتحقيق نهضة فى القطاع.

■ بداية.. ماذا عن كواليس استدعائك لمهمة قيادة قطاع السياحة وسط كل التحديات التى كانت تخوضها البلاد فى الفترة الماضية؟

- كان شاغل المجتمع، فى هذا الوقت، هو كيفية استعادة الحركة السياحية، لأننى توليت المنصب فى الفترة التى حدثت فيها واقعة سقوط الطائرة الروسية وسط سيناء، وفى ظل وجود تحرك مضاد من بعض الدول التى علّقت التعامل مع مصر تمامًا فى القطاع السياحى مثل بريطانيا، التى لم يكن لها علاقة بالموضوع من الأساس.

والسياحة الروسية لها تاريخ كبير فى مصر، وانخفضت نسب السياح الروس فى البلاد، وواجهنا العديد من التحديات، والتحدى الأساسى، فى هذه المرحلة وهذه الظروف، كان كيفية استعادة الحركة السياحية، وقد يعتقد البعض أن هذا عمل سهل أو يسير، وكان علينا فتح أسواق سياحية مختلفة.

والأهم من ذلك كله هو العمل على استعادة الصورة الذهنية لمصر فى فكر المجتمع الغربى، كدولة آمنة ومستقرة، وغيرها من هذه الأفكار، وكانت هناك مراحل كثيرة غاية فى الصعوبة، لكن الصعوبات التى تواجهها المستويات المختلفة من القيادات كانت تهون وتصغر، والجميع كان قادرًا على التأقلم مع الموضوع، بل على العكس استطعنا إحداث تغيير فعلى فى الصورة الذهنية لمصر.

■ ما شهادتك حول التحديات التى واجهت القطاع؟ 

- كنا نستيقظ صباحًا لنجد أن ٣ أو ٤ دول علّقت الطيران إلى مصر دون أى سبب، قد يكون لدى البعض أسباب، لكن ليس بحجم المقاطعة التى رأيناها فى ٢٠١٦، فالمقاطعة كانت عنيفة ومستهدفة، ونحن لم نكن جزءًا منها، فالإرهاب كان فى العالم بأكمله ولم يكن لنا ذنب فيه، وبالتالى يمكن القول إننا تعاملنا معها بقدر المستطاع، لكن الضغوط كانت عنيفة جدًا فى ذلك الوقت.

■ بماذا كلفك الرئيس ومجلس الوزراء آنذاك؟

- فى هذه اللحظة، وفى هذه الظروف الصعبة، كانت استعادة صورة مصر الذهنية فى الغرب أهم أهدافنا، لأنه كان هناك ٣ ملايين مواطن يعملون فى قطاع السياحة، وكان لا بد لهؤلاء الأشخاص أن يجدوا مصادر للرزق، ومن ثم العمل على توفير مناخ مناسب ليعود السياح للبلاد، لكن كيف سيأتى السياح دون حركة طيران مستدامة، وتوفير خطوط مباشرة لهم؟ كان هذا اهتمامًا أوليًا وأساسيًا، وبذلنا قصارى جهدنا عبر تبسيط الإجراءات وتيسيرها أمام السياح للقدوم إلى مصر، والعمل على استدامة واستمرار هذه الحركة.

وشكلنا مجموعة عمل، ووضعنا قائمة بالأسواق التى كان لا بد من تكثيف جهودنا بها، ونظرنا إلى الأسواق الأقل كثافة لتشجيع السياح على القدوم، وفى هذه الفترة كان أسطول الطيران المصرى متواضعًا، ونحتاج لآليات تزيد من عدد شركات الطيران التى تطير وتأتى لمصر.

ووضعنا فى هذا الوقت مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وعملنا بجهد لزيادة الأسواق السياحية لمصر، ونفذنا برنامجًا تحفيزيًا مهمًا جدًا، وقلبنا المنظومة لتكون لصالح الحركة إلى مصر، واستقدمنا شركات الطيران التى تعمل بـ٢٠ طائرة ولا يقل الحجم الاستيعابى لها عن ٣٠٪ من الحركة المطلوبة، ودفعنا بها للخطوط، وبدأت فى الإنتاج، وكان هذا رد فعل مباشرًا منا.

والمنظومة نجحت فى زيادة عجلة السياح أكثر وأكثر لمصر، وكنا فخورين بكل المسئولين فى هذا التوقيت، لأن الجميع كان يبذل قصارى جهده لاحتواء كل الأمور، والجميع كان على قدر التحدى، وكان هناك حب كبير وتوقير لمصلحة الوطن، والجميع كان يعمل من أجل مصر.

■ كيف كانت المتابعة الرئاسية لهذه الخطة؟ وما هى التوجيهات؟

- كنا نقدم تقريرًا شهريًا عن عمل الوزارة يُرسل إلى رئيس مجلس الوزراء، ويتم رفعه للرئاسة، وكانت الأرقام لا تكذب، كانت لدينا اهتمامات كبيرة، نضع خطوطًا عريضة لما ننفذه، وكيفية تنفيذ هذه الإجراءات، وكان التقرير يدل على ما يمكن تحقيقه عبر قياس النتائج، وكان من الأشياء المبهرة انعقاد اجتماع المجلس الأعلى للسياحة برئاسة الرئيس السيسى، وخرجت من هذا الاجتماع بكل فخر وفرحة، وكنت أريد أن أعمل أضعاف ما أبذله بعد تشجيع الرئيس السيسى.

حجم الاهتمام من الرئيس لم يكن عاديًا، ووضعنا الأهداف التى نحتاجها وآليات تنفيذها، وكان التحدى كبيرًا لكننا نجحنا، والأفكار لا تولد إلا عن طريق التجارب، وانعقد هذا الاجتماع بعد أن توليت الحقيبة الوزارية بنحو ٦ أشهر، وكان اجتماعًا مبهرًا بحضور الرئيس الذى كان قادرًا على تجميع كل الموضوعات، وتقديم الدعم والمساندة بشكل مبهر، لأنه بعد دعم الرئيس أصبح لدينا شغف لتحقيق الممكن وغير الممكن من الأهداف.

وهناك نقطة مهمة جدًا، وأعتبرها جزءًا من الإنجازات الكبيرة فى تاريخى المهنى، وهى زيارة بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، ولولا دعم الرئيس ما كانت هذه الزيارة تحققت، لأن فكرة جلب بابا الفاتيكان كانت تنمو فى ذهنى على فترات، وأول زيارة لى خارج مصر كانت إلى الفاتيكان، والتقيت السفير المصرى فى هذا الوقت، وهو على خُلق وعلى علم كبير، وتم الاتفاق على العمل على هذه الزيارة.

فى بادئ الأمر زار شيخ الأزهر الفاتيكان، ووجّه للبابا الدعوة لزيارة مصر بالنيابة عن الرئيس، لهذا فإن الزيارة تكتب فى التاريخ، بعد ذلك حدثت زيارتان لبابا الفاتيكان، وتم إعطاؤه أيقونة مسار العائلة المقدسة.

■ عندما التقيت الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اجتماع المجلس الأعلى للسياحة.. ما تقييمك وشهادتك على أدائه فى هذا الملف؟

- الرئيس عبدالفتاح السيسى رجل فى غاية الانضباط، أهدافه واضحة فى ذهنه بشكل كامل، ويراعى بشكل كبير جدًا كل الظروف التى تحدث، وفى نفس الوقت لديه تدقيق فى كل شىء لتحقيق النتائج على أعلى درجة، وعندما كان يسأل فهو يسأل سؤالًا محددًا ويريد ردًا محددًا. 

■ كيف كان مردود زيارة بابا الفاتيكان على القطاع السياحى؟

- عملت جيدًا على تهيئة مسار العائلة المقدسة، والبابا فرنسيس كان كريمًا فى تعامله مع مصر، لأنه دعا العالم إلى الحج إلى مصر، وكانت الأجسام تقشعر من كلماته، والعالم كله يشعر بالغيرة من مصر بعد هذا التصريح وهذه العبارة البسيطة، لأنه فى علم السياحة فإن أى مقصد سياحى يصعد ويهبط فى المستويات، ولكن الحج أمر عقائدى مزروع فى وجدان الأقباط فى مصر وخارجها، والجميع لديه شغف لزيارة مصر ورؤية الأرض التى سار عليها السيد المسيح، وتشرفت بإهداء بابا الفاتيكان أيقونة مسار العائلة المقدسة بالنيابة عن الرئيس، وكان سعيدًا سعادة بالغة وغامرة. ومشروع مسار العائلة المقدسة ثقافى عقائدى، وكان ولا يزال محط أنظار العالم أجمع.

■ بالحديث عن زيارة بابا الفاتيكان إلى مصر.. حدثنا عن تفاصيل هذه الزيارة؟

- زيارة البابا فرنسيس إلى مصر كانت تاريخية ومحط اهتمام وأنظار العالم، وحصلنا على انطباعات فى منتهى الأهمية، والبابا كان سعيدًا جدًا بالوجود والحديث من مصر، فهو يكن كل الاحترام والحب والمودة لها وللرئيس السيسى والشعب المصرى، وهو ما أعرب عنه فى حديثه، خاصة بتأكيده أهمية الدور الذى تؤديه مصر فى الشرق الأوسط، مثمنًا جهودها من أجل التوصل لتسويات للمشكلات الملحّة والمعقدة التى تتعرض لها المنطقة، والتى تتسبب فى معاناة إنسانية كبيرة للبشر.

■ قلت إن مشروع مسار العائلة المقدسة من أهم المشروعات التى عملت عليها.. كيف تبلورت فكرته وما أهميته؟

- أتذكر أننى قلت للرئيس السيسى إن مشروع العائلة المقدسة سيجذب وحده أكثر من ٣٠ مليون سائح إلى مصر، وإنه سيكون مشروعًا دوليًا ومحط أنظار العالم، ويمكن أن يكون من أهم المشروعات التى عملت عليها خلال فترة تولى حقيبة السياحة، فهو مشروع يمكن وصفه بالعالمى.

وجاءت فكرة المشروع عقب زيارة البابا فرنسيس إلى مصر، خاصة بعد كلمته التى قال فيها: «ندعو العالم إلى الحج إلى مصر»، وبدأنا نجهز للمشروع ونفكر فى آليات تنفيذه، وبالفعل بدأنا نجهز لزيارة إلى الفاتيكان ونحصل على مواعيد للقاء المسئولين، والبابا استقبلنا استقبالًا حافلًا جدًا، وعبَّر عن حبه لمصر.

■ كيف دعّم الرئيس مشروع «مسار العائلة المقدسة»؟

- الرئيس السيسى دقيق جدًا وقوى الملاحظة ولديه دراية كاملة بملف السياحة، وهذا ما كان يجعلنى دائمًا جاهزًا بأفكارى ومقترحاتى خلال الاجتماعات الخاصة بالوزارة، للإجابة عن أى تساؤل يوجه إلىّ، خاصة فيما يخص مشروع «مسار العائلة المقدسة»، فكان لديه تحمس شديد جدًا للمشروع وتنفيذه على أرض الواقع.

■ قلت إن الإصرار على تحقيق الأهداف كان سببًا فى نجاح المنظومة.. كيف حدث ذلك؟

- أهم ما يجب العمل عليه فى السياحة هو الاستمرارية، والعمل وفقًا لمنظومة متكاملة الأركان، وفى إطار سلسلة متصلة، وأن القادم يكمل ما بدأه الحالى.

مصر نجحت فى زيادة أعداد السياح رغم محاولات المقاطعة من قِبل بعض الدول، وما حدث بعد ٢٠١١، ولكن إصرارنا على تحقيق الأهداف والعمل على الاستمرارية ثابت، وبالفعل كان هذا جزءًا من نجاح منظومة السياحة فى مصر.

وخير مثال على ذلك هو نجاح مشروع مسار العائلة المقدسة، الذى أصبح قِبلة للعالم بأكمله وجعلنا محط أنظار العالم.

■ على ذكر دعوات المقاطعة.. كيف عملت على هذه الأزمة التى مرت بها مصر؟

- ملف السياحة كان يحظى بأهمية كبيرة جدًا، مثله مثل الصناعة والبترول وغيرهما من مصادر الدخل القومى، خاصة فى هذه الفترة الصعبة التى كنا نمر بها عقب دعوات المقاطعة للسياحة المصرية، لأنها موضوعات فى غاية الأهمية ولها مستقبل واعد.

وبالتالى كانت لدينا تقارير أسبوعية وشهرية يتم إرسالها لرئيس الوزراء، والذى كان مهتمًا بشكل كبير بهذا الملف فى ذلك الوقت، وكان يتابع كل التقارير أولًا بأول، للوقوف على آخر المستجدات، وأيضًا كانت التقارير تصل إلى الرئاسة.

■ خلال العشر سنوات الماضية كان لدينا الكثير من التجارب للنهوض بالقطاع، مثل موكب المومياوات الملكية الذى جاء رغم الظروف الصعبة خلال أزمة كورونا.. ما الفائدة التى جنيناها من هذا الموكب؟

- أى شىء يمثل قيمة مضافة تكون له أهمية، وبالتالى فإن أى فعاليات تمت، سواء موكب المومياوات أو موكب طريق الكباش، لها آثارها المباشرة وغير المباشرة على السياحة.

ويمكن أن نجنى من حفل موكب المومياوات عائدًا أكبر مما أنفق عليه ١٠ أضعاف، وذلك إذا تم استغلال هذا العائد فى تطوير وشرح الفائدة التى يمكن أن تراها الناس فى الخارج.

■ فى تجربتك الخاصة هناك أناس توقفوا طويلًا عند إنجازاتك خاصة فى «مسار العائلة المقدسة» لكن بطبيعة الحال كانت هناك انتقادات.. كيف كنت تواجه ذلك؟

- لا يوجد شخص فى الحياة لا يتم توجيه الانتقادات إليه، لكن لا بد أن تتم الاستفادة من هذه الانتقادات وتصحيح السلبيات، وكنت أتأمل الكلام الذى يقال، وأصر على الاستفادة منه، خاصة إن كانت له علاقة بالقيمة المضافة.

■ هل كنت تواجَه بهجوم غير موضوعى؟ 

- الهجوم يعتبر جزءًا من نظام العمل العام.

■ فى مجال مثل السياحة أو أى مجال آخر مرتبط بـ«البيزنس» نجد الكثير من أصحاب المصالح.. كيف عملت فى ظل هذه السوق؟ وكيف حققت هذا التوازن؟

- فى النهاية لا يصح إلا الصحيح، كنت أنظر هل ما أنفذه هو ما يمليه علىّ ضميرى أم لا، وفى النهاية الناس تعى جيدًا الأشياء المستهدفة، والأشياء التى لا يجب أن نعيرها أى اهتمام، ودائمًا ما أقول إنه يوجد أناس ذوو حس عالٍ لكن لا يملكون أهدافًا واضحة، وهناك أناس يمتلكون أهدافًا واضحة، وعندما يتم العمل على أشياء لها أهدافها الواضحة فإننا فى هذه الحالة نسعى لتحقيق نتائج ملموسة.

■ ما العمل الذى أنجزته خلال تجربتك وتمنيت لو أنك لم تنفذه؟

- العمل الذى كنت أنفذه لم يكن عملى لوحدى بل نتاج جهد فريق، وبالتالى فهو إنجاز لا يعتبر فرديًا، حيث كنا نجلس ونرى ما تفكر فيه المجموعة، بحيث يمكن أخذ أفضل الآراء كفريق، ومن ثم تطبيق ما يمكن تطبيقه فى هذا المجال. 

ولا يمكن الحكم على وجهة نظر بأنها غير جيدة لأنها مخالفة، لكن يفضل أن نأخذ الفكرة كلها ونخرج منها أفضل ما يمكن إخراجه، بحيث يمكن للناس الاستفادة منها. 

■ ما الذى كنت تتمنى أن تحققه خلال هذه التجربة ولم تتح لك الظروف أو الوقت؟ 

- كنت أتمنى رفع متوسط سعر الغرفة السياحية المباعة إلى ٣ أضعاف، لكن الوقت لم يسمح لى بتحقيق ذلك، وكانت الخطة لتحقيق ذلك هى العمل على تطوير حجز الـ«أونلاين» لأنه كان سيرفعها للسعر المطلوب، خاصة أن الناس تشتكى من تدنى الأسعار، ولذلك كنت أتمنى أن أكون جزءًا من هذه المنظومة التى تستطيع أن ترفع من متوسط الأسعار، بحيث يستفيد المستثمر والموظف وتستفيد المنظومة بأكملها. 

■ فى تجربة وزراء السياحة خلال هذه السنوات العشر الماضية.. هناك انتقاد يوجّه بأننا لا نستطيع مخاطبة العالم بشكل جيد.. هل هذا الاتهام صحيح أو دقيق؟

- هذا الاتهام غير صحيح تمامًا، وبكل تأكيد أنا أفتخر بأننى جزء من منظومة وزراء السياحة المصريين، ويوجد أناس على قدر كبير جدًا من الكفاءة اللغوية والمهنية، لكن يمكن القول إن الاهتمام لم يكن منصبًا على كيفية الاهتمام بالصورة الذهنية أو الترويج، وكانت الصورة الذهنية تحتاج إلى عمل منذ وقت طويل جدًا.

■ كُنت رجل سياحة قبل تكليفك بالوزارة.. من خلال خبرتك ما الذى نحتاج إليه للنهوض بهذا الملف؟

- السياحة المصرية تحتاج إلى الاهتمام بالعنصر البشرى وتوعية المجتمع بكيفية التعامل مع السائحين، ويتمثل ذلك فى شقين، الأول، يجب العمل على الاهتمام بتوعية المجتمع بكيفية التعامل مع السياح، والتعريف بطبيعة المنظومة السياحية، وأن السياحة ليست ترفيهًا ولكنها هدف قومى لا بد أن نحققه، وأننا فى مصر لدينا الكثير من المقومات التى تجعلنا نُفعّل المنظومة بشكل جيد.

أما الشق الثانى فهو العنصر المجتمعى الذى يتمثل فى الشوارع والمواصلات، والخدمات المقدمة للسائح، والتى من المفترض أن تكون عنصر جذب له لتسهيل فترة إقامته فى مصر وتلبية ما يحتاجه من ضروريات.