رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدستور تحقق من ألمانيا: لماذا فشل موديست فى انطلاقته مع «المارد الأحمر»؟

أنتونى موديست
أنتونى موديست

موجة انتقادات شديدة واجهها الفرنسى أنتونى موديست، مهاجم فريق كرة القدم الأول بنادى الأهلى، بعد الأداء المتواضع الذى قدمه منذ انضمامه إلى «القلعة الحمراء» قبل أيام قليلة من غلق باب القيد الصيفى.

الفرنسى الذى أحدث انتقاله إلى صفوف الأهلى ضجة كبيرة، شارك فى ٩ مباريات بقميص «المارد الأحمر»، لم يسجل فيها سوى هدفين فقط.

وعاب جمهور الأهلى على الوافد الجديد البطء الشديد فى الحركة، وانهيار المستوى البدنى الذى أثر بالسلب على الأداء الفنى، وكأن السحر قد انقلب على الساحر، بعد أن قال عقب انضمامه إلى بطل إفريقيا: «لن أخجل من اللعب فى مستوى أقل».

لم يدرك «موديست» حينها أن لياقته البدنية، التى تشبه لياقة اللاعبين المعتزلين الذين يخوضون مباراة تكريمية، لن تسعفه لخوض المباريات، وستجعله أمام موجة انتقادات وهجوم جماهيرى وإعلامى كبير.

الفرنسى لم يعلم أنه لن يلعب فى الدورى الهندى أو الإندونيسى أو غيرهما من الدوريات الضعيفة، لم يعلم بطبيعة جماهير الأهلى الشغوفة التى تبحث دائمًا عن تتويج فريقها ببطولة تلو الأخرى، وتفتح النار على لاعبيها ومدربها لو تعثروا فى مباراة ببطولة الدورى.

لكن مع مرور الوقت، وبعد تعليمات من «كولر» لـ«موديست» بضرورة العمل على رفع لياقته البدنية، والالتزام بالبرنامج التأهيلى الموضوع له، بدأت الأمور تتغير بعض الشىء.

ظهر «موديست» فى حالة بدنية تبدو أقرب إلى المثالية خلال مشاركته فى المران الأول للفريق، بعد فترة الراحة التى حصل عليها «المارد الأحمر» لمدة أسبوع أثناء فترة التوقف الدولى.

لكن يبقى السؤال: ما السر وراء الانهيار البدنى الذى ظهر عليه المهاجم الفرنسى؟ وما الذى دفع «كولر» للتعاقد مع لاعب غير جاهز من الناحية البدنية لقيادة هجوم الأهلى فى موسم صعب ملىء بالبطولات التى يتنافس عليها الفريق؟

أجرى جراحة فى الفخذ.. وعاد قبل انتهاء برنامجه التأهيلى

كثيرون لا يعلمون أن «موديست» عانى من إصابة قوية فى عضلات الفخذ استلزمت إجراء جراحة عاجلة منذ عام، تحديدًا فى نوفمبر ٢٠٢٢، عندما كان لاعبًا فى صفوف بوروسيا دورتموند الألمانى.

غاب اللاعب ٤٤ يومًا فقط عن الملاعب، وتحديدًا فى الفترة من ١٧ نوفمبر ٢٠٢٢ حتى ٣١ ديسمبر ٢٠٢٢، وكان من المفترض أن يأخذ وقتًا أطول فى تنفيذ برنامجه التأهيلى للتعافى التام واستعادة لياقته قبل المشاركة فى المباريات.

وقال الدكتور محمد عراقى حسن، الطبيب المتخصص فى إصابات الملاعب والعظام، إن مدة التأهيل الخاصة بالإصابات العضلية لا تقل عن ٣ أشهر، خاصةً لو كان اللاعب قد تعرض لتمزق فى عضلة الفخذ، وهو ما لم يحدث مع «موديست»، الذى عاد للمشاركة فى التدريبات الجماعية مع ناديه الألمانى بعد غياب ٤٤ يومًا فقط.

ومنذ عودته هذه من جراحة الفخذ لم يحصل المهاجم الفرنسى على دقائق لعب كثيرة، حتى إنه لم يلعب مع دورتموند سوى ١١١ دقيقة فقط من أصل ٢٠٧٠ دقيقة، بدلًا من الحصول على عدد دقائق أكثر لتجهيزه بدنيًا واستعادة لياقته التى كان عليها قبل الجراحة.

ومع كبر سن اللاعب، واستعداداته الضعيفة للموسم الجديد مع نادى فورتونا كولن، وهو أحد أندية الهواة فى الدرجة الرابعة الألمانية، كل ذلك جعل اللاعب يظهر بهذا الشكل مع الأهلى.

مدرب دورتموند يعترف: استعجلنا فى الدفع به خلال المباريات

«الدستور» تواصلت مع دينيس مورشيل، المختص بالأحمال البدنية فى الجهاز الفنى لبوروسيا دورتموند، الذى قال إن إدين تيرزيتش، المدير الفنى للفريق، استعجل فى الدفع بـ«موديست»، عقب تعافى المهاجم من الإصابة، على الرغم من أنه لم يكن جاهزًا من الناحية البدنية. وأرجع «مورشيل» تعجل «تيرزيتش» فى عودة «موديست» إلى كونه اللاعب الوحيد القادر على تنفيذ أسلوب المدرب، بعد غياب الإيفوارى سيباستيان هالر، عقب إصابته بالسرطان، والتى أجبرت دورتموند على التعاقد مع مهاجم بديل، ليقع اختيار مدرب الفريق على مهاجم الأهلى الحالى، لكون طريقة لعبه وصفاته الجسمانية متشابهة للغاية مع «هالر»، مضيفًا: «كما أن تيرزيتش لم يكن يرغب فى الاعتماد على المهاجم الشاب يوسوفا موكوكو صاحب الـ١٩ عامًا». ومع عودة «هالر» فى منتصف الموسم الماضى، قلّت مشاركات «موديست»، وصار حبيسًا لدكة البدلاء، بعد أن خسر جزءًا كبيرًا من جاهزيته البدنية، لذا لم يشارك سوى فى ١١١ دقيقة فقط من أصل ٢٠٧٠ دقيقة، خلال الفترة من يناير حتى مايو ٢٠٢٣.

صحفى ألمانى: الإصابة والسن أثّرتا عليه.. والحل فى الكرات العرضية

أما الصحفى الألمانى المهتم بأخبار فريق بوروسيا دورتموند، بريان سزلينك، فرأى أن السبب الرئيسى وراء معاناة الفرنسى أنتونى موديست مع الفريق الألمانى كانت طريقة لعب الفريق.

وأوضح «سزلينك»، لـ«الدستور»، أن «موديست مهاجم يحتاج إلى إرسال كثير من الكرات العرضية له داخل منطقة الجزاء، وهذا الأمر لم يكن متوفرًا مع فريق مثل بوروسيا دورتموند».

وأضاف: «أعتقد أن الإصابة التى عانى منها أثرت على مردوده البدنى بالسلب، خاصةً أنه تجاوز الـ٣٥ عامًا، لكن فى الوقت ذاته موديست ليس المهاجم الذى تعتمد عليه فى التحولات الهجومية السريعة.. تيرزيتش عندما تعاقد معه كان يرغب فى أن يقدم نسخة مشابهة لما يقدمه هالر، لكن المهاجم الإيفوارى كان أفضل منه فنيًا».

وعن إمكانية استعادة «موديست» لياقته البدنية مع الأهلى فى الفترة المقبلة، اعتبر الصحفى الألمانى أنه «سيكون من الصعب بالتأكيد تحقيق ذلك، نظرًا لكبر سن اللاعب، لكنه قادر على استعادة جزء من لياقته لو حصل على مشاركات أكثر فى المباريات، وفى كل الأحوال لن يحقق الأهلى أى استفادة فنية منه إلا لو تم إمداده بالكثير من الكرات العرضية».