رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دور مصر في الأزمة الحالية

برز وتوهج الدور الفعال للدبلوماسية المصرية خلال أزمة غزة الحالية لإفساد الخطة الإسرائيلية للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة، وبالتالي تصفية القضية.. فمنذ اليوم الأول للأزمة صرح الرئيس السيسي في لقائه مع المستشار الألماني أولاف شولتز أنه لن يسمح بحل القضية الفلسطينية علي حساب مصر.. وبالتالي فمصر لن تسمح للشعب الفلسطيني بالنزوح إلى سيناء وإقامة دولتهم فيها مهما كانت ظروف الحالات الإنسانية والضغوطات الدولية.
وتبنت مصر قضية فتح معبر رفح لتوصيل المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.. ورغم المعارضة الإسرائيلية الشديدة لدخول المساعدات خاصة الغاز بدعوي استخدام حركة حماس له للتهوية داخل الأنفاق.. إلا أن مصر نجحت أخيرا بعد مفاوضات غاية في الصعوبة بإقناع إسرائيل بمرور ٢٠ شاحنة مساعدات غذائية ودوائية وغازية لغزة في ٢١ أكتوبر.. وبزيادة مضطردة وصلت الآن إلى أكثر من ٢٠٠ شاحنة يوميًا بما فيها الغاز والوقود.
طوال الأزمة لم يتوقف الشعب المصري عن تقديم العون المادي والمعنوي لغزة.. فرأينا في كل مباريات كرة القدم هتافات من القلب دعمًا للشعب الفلسطيني وتبرع آلاف المصريين بدمائهم عقب كل مباراة.
واستمرت المساعدات الطبية ونقل الجرحي للعلاج، سواء في مستشفيات العريش أو الإسماعيلية ونقل الحالات الحرجة إلى القاهرة ونقل الأطفال المبتسرين إلى حضانات في العريش وغيرها.
ثم جاء الدور المصري الأهم في مفاوضات ضارية جمعت مصر وقطر وحركة حماس وإسرائيل وأمريكا لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.. وبالفعل نجحت المفاوضات وأسفرت عن وقف إطلاق النار لمدة ٤ أيام وزيادة المساعدات الإنسانية إلى ٣٠٠ شاحنة يوميًا شاملة الوقود وكذلك تبادل الأسرى ٥٠ من الشباب تحت ١٩ عامًا الذين أسرتهم حماس مقابل ١٥٠ من شباب حماس تحت ١٩ عامًا.. وهي خطوة مبدئية ممتازة.
وتتمسك مصر في مفاوضاتها علي ضروره وحتمية حل الدولتين لتكون القدس الشرقية عاصمة فلسطين ولها كامل السيادة على أراضيها مع وجود مرونة من الأطراف، سواء في نزع سلاح دولة فلسطين لفترة معينة.. أو الاتفاق المشترك على مبادئ وأسس الحكم الذاتي.
مصر عبر التاريخ كانت ومازالت الأخ الأكبر للعرب والحامي لمصالحهم وصاحب الدور الأكبر في حل مشاكلهم.. حفظ الله مصر وقادتها وشعبها.