رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فلسطينيون لـ"الدستور": دور مصر المحورى جعلها ضامنًا رئيسيًا لتنفيذ الهدنة

قصف غزة
قصف غزة

يعد توقيع الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، نقطة مفصلية في الحرب بين الحركة وجيش الاحتلال منذ 7 أكتوبر الماضي، وسقط خلالها أكثر من 14 ألفًا من القتلى وما يزيد على 33 ألف جريح.

وبموجب اتفاق الهدنة يتم ووقف القتال 4 أيام، للسماح بإطلاق سراح 50 رهينة محتجزة في غزة بينهم نساء وأطفال، مقابل الإفراج عن 150 فلسطينيًا في السجون الإسرائيلية، وكذلك دخول مساعدات إنسانية تضم مئات الشاحنات من المساعدات الإنسانية والطبية والوقود إلى قطاع غزة.

الرابح والخاسر من الهدنة

قال دكتور يحيى قاعود، الباحث السياسي الفلسطيني، إنه من المبكر الحديث عن معايير الربح والخسارة من اتفاقية الهدنة، كون الحرب لا تزال مشتعلة ومستمرة، معتبرًا بالرغم من ذلك أن الهدنة تساهم في دعم الجهود الإنسانية، خاصة أنها تتضمن إطلاق 50 أسيرًا لدى حركة حماس، مقابل 150 أسيرًا فلسطينيًا لدى دولة الاحتلال، بالإضافة إلى السماح بدخول مواد إغاثية ومساعدات إنسانية لقطاع غزة.

مصر هي الشاهد الرئيسي والضامن لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل

وأضاف قاعود في تصريحات لـ"الدستور": "الصفقة جاءت بعد جهود دبلوماسية مكثفة من جانب مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، حيث لعبت دورًا محوريًا في التواصل بين الطرفين والتوصل إلى تفاهمات تنهي الأزمة الإنسانية في غزة"، مشيرًا إلى أن مصر هي الشاهد الرئيسي والضامن لتنفيذ الصفقة، بحكم حجمها ومكانتها لدى كافة الأطراف، وأنها كانت حاضرة في كل التوافقات السابقة بين حركة حماس وإسرائيل.

الصفقة نقطة تحول في الحرب بين حماس وإسرائيل

وتابع قاعود: "تعتبر هذه الصفقة نقطة تحول في الحرب بين حماس وإسرائيل، التي لم تتمكن من إنهاء المقاومة أو إخراج أي أسير من غزة، رغم حربها الشرسة والإبادة التي تمارسها ضد المواطنين الفلسطينيين"، متوقعًا أن تسمح فترة الهدنة التي تم الاتفاق عليها بين الطرفين بالتقاط أنفاسهم وإعادة ترتيب وتنظيم خططهم للمرحلة المقبلة، وأن تفتح الباب لمفاوضات أوسع لوقف إطلاق النار بشكل دائم ورفع الحصار عن غزة".
واختتم قاعود حديثه قائلًا: "الصفقة تواجه معارضة من بعض الأحزاب الدينية الصهيونية المتطرفة في الحكومة الإسرائيلية، التي ترفض أي تنازل لحماس أو تخفيف الضغط عن غزة، ومن بين هؤلاء وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان ووزير الإسكان يعقوب ليتسمان ووزير الزراعة أوري أرئيل، الذين ينتمون إلى حزب البيت اليهودي اليميني المتشدد".

فيما اعتبر الدكتور منصور أبوكريم، المحلل السياسي الفلسطيني، اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى المتبلور بين حركة حماس وإسرائيل برعاية مصر وقطر، يحقق للطرفين بعض المكاسب على المستوى التكتيكي، لكنه لن يغير في البعد الاستراتيجي للحرب.

وأضاف أبوكريم في تصريحات لـ"الدستور": "باختصار هو اتفاق يهدئ قليلًا من إيقاع الحرب ويعطي للطرفين فرصة لإعادة تنظيم الصفوف والتقاط الأنفاس، لكنه لن يشكل تحولًا استراتيجيًا في مسار المعركة حتى الآن".