رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العدوان على غزة.. "التهجير" خطة قديمة متجددة

غزة
غزة

أصدر المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية ملفًا خاصًا حول الفلسطينيين، بين التهجير القسري والطوعي، وقال المركز إن أكثر من نصف سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر، ويعتمد 80% منهم على المساعدة الغذائية للبقاء على قيد الحياة، ويعاني نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي بدرجة متوسطة أو شديدة، ويموت الكثيرون بسب القصف والحصار الإسرائيلي منذ أكثر من 45 يومًا.

وأكد المركز أن إسرائيل تحاول خلق ظروف يجبر فيها الفلسطينيون على الاختيار بين القتل أو إخلاء القطاع فى عملية طرد قسري. وتحمل خطط الترحيل الجماعي تشابهًا تاريخيًا أقرب إلى نكبة عام 1948 وتداعياتها. 

وبعد فرار 200 ألف لاجئ فلسطيني من فلسطين التاريخية إلى غزة بحلول مارس 1949، دفعت الولايات المتحدة تجاه اقتراح للأمم المتحدة لإعادة توطين عشرات الآلاف في صحراء سيناء، وأجرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، استكشافًا لمخططات استصلاح الصحراء فى سيناء شرق قناة السويس مباشرة.

وكانت الخطة تنص على أن يشارك آلاف الفلسطينيين في مشاريع التنمية الزراعية الجديدة، ويُعاد دمجهم في الاقتصاد المصري، وتكون هذه المسألة الحل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفقًا للرؤية الأمريكية، إلا أن غزة شهدت انتفاضة في العام 1955 فيما أصبح يعرف بانتفاضة مارس، وأجبروا الأونروا والولايات المتحدة على التخلي عن خطط إعادة التوطين.

وبالنسبة لإسرائيل يعتبر هذا النوع من العقاب الجماعي تكتيكًا عسكريًا، فالحصار الشامل لا يمنع حماس من الوصول إلى الوقود والكهرباء وحسب، بل إنه قد يضعف أيضًا معنويات مقاتليها وقدرتهم البدنية على تحمل المواجهة العسكرية، وقد يؤدي الحصار المطول أيضًا إلى تفكيك النسيج الاجتماعي في غزة تدريجيًا من خلال إجبار الناس على القتال على الموارد الشحيحة، وسيطرة إسرائيل على السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع لصرف الانتباه عن الفظائع التي ترتكبها ضد المدنيين.

وتدرس وثيقة وزارة الاستخبارات الإسرائيلية 3 بدائل لفترة ما بعد الحرب، ولكن البديل الذي سوف يثمر عن نتائج استراتيجية إيجابية وطويلة الأمد هو إنشاء مدن خيام في شمال سيناء، وإنشاء ممر إنساني، انتهاء ببناء مدن في شمال سيناء وإنشاء منطقة معقمة داخل مصر جنوب الحدود مع غزة لمنع عودة السكان مرة أخرى.

وطالبت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في 13 نوفمبر الجاري، باستقبال عدد من سكان غزة في أوروبا، معبرة عن رؤيتها في ضرورة قبول أعداد من الفلسطينيين كمهجرين بعدما دمر الاحتلال الإسرائيلي غزة، مؤكدة أن الانتقال يجب أن يكون لدول العالم المختلفة وليس للدول العربية على وجه الخصوص.

ودعت الصحيفة إلى قبول أوروبا والولايات المتحدة أعدادًا محدودة من الفلسطينيين، خاصة هؤلاء الذين أصيبوا بشدة، مشيرة إلى أن أوروبا تتمتع بتاريخ طويل في مساعدة اللاجئين الفارين من الصراعات، وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك.

وقال المركز، إن هذه المقترحات ليست سوى الأحدث في تاريخ طويل من الخطط الإسرائيلية لإخلاء غزة، وإعادة توطين الفلسطينيين في سيناء، بعد نكسة 1967، وشن قوات الاحتلال ضربات ضد حركات المقاومة الفلسطينية في مخيمات اللاجئين داخل القطاع، وقبل انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005، اقترحت إسرائيل أن تقبل مصر نسبة كبيرة من سكان غزة مقابل الحصول على أراضٍ في جنوب إسرائيل وهو ما رفضته مصر حينها.

ويرى المركز، أنه في هذه المرة، يبدو أن الولايات المتحدة تعمل على حشد الدعم السياسي والمالي لخطط التحويل الإسرائيلية، لافتًا إلى أن الحديث المتزايد عن نقل السكان يشير أيضًا إلى الصعوبة التي نواجهها في الحلول الواقعية للوضع الراهن الذي ربما يتطلب من اليهود والعرب مواصلة العيش معًا مع بعض الانزعاج والشك على هذه الأرض.