رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الكاثوليكية" تحتفل بذكرى الطوباوية كارولينا شهيدة الدفاع عن كرامة المرأة

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية بذكرى الطوباوية كارولينا كوزكا العذراء شهيدة الدفاع عن كرامة المرأة، وبهذه المناسبة طرح الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني نشرة تعريفية قال خلالها إن الطوباويّة كارولينا كوزكا، عذراء وشهيدة. في عمر الستة عشرة عامًا، استشهدت لأنها دافعت عن فضيلة الطاعة. بمثالها، أظهرت اليوم أيضًا، بالأخصّ للشبيبة، قيمة الطهارة، واحترام جسد الإنسان وكرامة المرأة".

نشاتها

وُلِدَت "كارولينا" في 2 أغسطس 1898م، في وال رودا، في أبرشية تارنوف بـپولندا، والتي كانت تحت الاحتلال النمساوي المجري في تلك الفترة، كإبنة رابعة من أصل أحد عشر طفلًا وطفلة، لأبوين يعملان بالزراعة هما "يان كوزكوڤنا" و"ماريا بورزنسكا". وكلاهما كانا عضوين في جمعيتي رسالة الصلاة والوردية الحية. في هذا المناخ من الصلاة المشتركة، خاصة في المساء، تعلمت كارولينا حياة الإيمان والقيم الدينية. كان هناك تأثير لا يقل أهمية على التعليم المسيحي في كارولينا من قبل عائلة فرانزيسكوس بورزيكي، شقيق والدتها، رسام الرسوم المتحركة للحياة الدينية والثقافية للقرية. قدمت كارولينا مساعدتها في صيانة المكتبة وفي الاجتماعات التي شارك فيها القرويون.

قضت طفولتها في مزرعة الأسرة. ومن عام 1906م حتى عام 1912م التحقت بالمدرسة الابتدائية المحلية وحصلت على مزيد من الدراسة بانتظام جزئي من عام 1912 م إلى عام 1913 م.

كانت تحب التعلُّم، ونقل ما استفادته لغيرها، حيث تجمع الجيران والأقارب وتدعوهم لقراءة الإنجيل معًا تحت شجرة بالقرب من منزلها.

كذلك كانت تحب تلاوة المسبحة الوردية حتى تغفو وهي تناجي أمنا العذراء مريم. كما كانت تتلو المسبحة أثناء سيرها الطويل إلى الكنيسة حيث تصلي القداس. وكان مصدر إلهامها الروحي وتعليمها وثقافتها هو خالها "فرانشيسك بورزنسكا" الذي كان يعمل أمين لإحدى المكتبات. ومن هنا تولدت أيضًا لديها مَلَكَة التأمل والتعبير عنه بالكتابات الروحية.

كانت منذ صغرها تؤدي خدمة روحية حيث تقوم بشرح كل ما قرأته وفهمته من التعليم المسيحي لأبناء رعيتها الكنسية، خلال فترة الصوم الكبير، كانت تقود عائلتها في ترنيم ألحان أسبوع آلام الرب وفي فترة عيد الميلاد.

كانت متّقدة روحيًا بشكل لافت منذ حداثتها، حيث أدّت كل تلك التقويات والخدمات قبل أن تؤدي طقس المناولة الأولى، والذي احتفلت به عام 1907م، وحصلت على سرّ التثبيت عام 1914م.

كان عام 1914م، هو نفسه عام اندلاع الحرب العالمية الأولى، وفي تلك الفترة إحتلت روسيا بلدات ﭘولندية من ضمنها مسقط رأس كارولينا. وبدأت تتواتر الأخبار عن قيام الجنود الروس بنهب الأموال واغتصاب النساء في مناطق مجاورة لقرية زباﭬـا، مما أدى إلى تفاقم الخوف في المنطقة. في بداية الاحتلال جاء جندي روسي إلى مزرعة كوزكوڤنا لكنه غادر دون أذى بعد أن قدموا له وجبة طعام ساخنة.

في صباح يوم 18 نوڤمبر 1914م، حضر جندي روسي مُسلَّح لمزرعة كوزكوڤنا، يسأل والد كارولينا عن قوات نمساوية في المنطقة، قبل أن يأمره هو وابنته بالذهاب معه إلى القائد للتحدث إليه. وعندما صار ثلاثتهم على أعتاب إحدى الغابات، اُجبِر الأب على العودة للمنزل دون ابنته.

إنفرد الجندي الروسي بالصبية كارولينا، وقد شهد تهجمه عليها، رجلين پولنديين هما "فرانشيسيك زالشني" و"فرانشيسيك برودا"، ووصفوا مقاومتها الشديدة لمحاولات اغتصابها، رغم ضعف بنيتها وتهديد الجندي لها بالقتل. تمسّكت كارولينا بالمقاومة ولم تخشى التهديد، مما أثار غضب الجندي الذي نزع السلاح الأبيض المُرفق لبندقيته وقام بطعنها عدّة مرات، إلا أنها استطاعت أن تكافح الألم والنزيف وهربت لمسافة 800 متر، حتى سقطت عند أحد المستنقعات، فاعتقد الجندي أنها ماتت، وكَفّ عن مطاردتها، وقد غابت أيضًا عن نظر الشاهدين.

فات أوان إنقاذها، وقد نزفت نزيفًا حادًا بسبب قطع الشريان السباتي، وبالفعل فاضت روحها الطاهرة بعد أن دافعت بشجاعة عن عفّتها.

لم يتم العثور على جثمانها الطاهر إلا في 4 ديسمبر 1914م، أي بعد مرور سبعة عشر يومًا على استشهادها. وقد تم إعداد جنازة مهيبة لها يوم 6 ديسمبر 1914م، حضرها ما يقرب من 3000 شخص.

وقد أقرّت الممرضة "روزاليا وازش" التي حضرت تشريح جثمان كارولينا، بنجاح الفتاة الطاهرة في الحفاظ على عذريتها، رغم كدمات الضرب المبرح والطعن.

اعلنتها الكنيسة خادة الرب في عام 1981م

وفى 10 يونية عام 1987م أعلنها البابا القديس يوحنا بولس الثاني طوباوية 

في 18 يونيو 1916م، أقيمت كنيسة جديدة في زباﭬـا على شرفها. وقد تم نقل رفاتها في 18 مارس 1987م، تحت المذبح الرئيسي لكنيسة إيبارشية زباﭬـا، بأمر من أسقف تارنو، وهذا هو مزارها الرئيسي. تم وضع نصب تذكاري عبارة عن صليب على المكان الذي فاضت روحها فيه.