رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القديس بروكلوس رئيس أساقفة القسطنطينيّة

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القديس بروكلوس رئيس أساقفة القسطنطينيّة، وهو تلميذ الذهبي الفم. وقد رقّي إلى الكرسي القسطنطيني سنة 434 في عهد الإمبراطور ثيودوسيوس الصغير. ووجّه إلى الأمّة الأرمنيّة رسالة مسهبة في المعتقد الأرثوذكسي، داحضًا أضاليل نسطوريوس وأتباعه. واستقبل في أعظم حفاوة وتمجيد رفات معلمه الذهبي الفم، يوم نُقِل إلى العاصمة في 27 كانون الثاني سنة 438، وانتقل إلى الحياة الأبديّة سنة 446.

فلنلاحظ انّه، حين اقترب الرّب يسوع من أريحا، أبصرَ الأعمى. أريحا تعني "القمر"، وفي الكتاب المقدّس القمر هو رمز الجسد الفاني؛ في مرحلة من الشهر، يتضاءل حجمه للرمز إلى انحطاط وضعنا البشري القابل للموت. إذًا، عند الاقتراب من أريحا، أعاد الخالق البصر للأعمى. من خلال تجسّده وتحوّله إلى إنسان فانٍ مثلنا، أعاد إلى الجنس البشري النور الذي خسرناه. لأنّ الله اتّخذ طبيعتنا، تمكّن الإنسان من بلوغ الحالة الإلهيّة.

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: والبشريّة بالتحديد هي التي يمثّلها هذا الأعمى الجالس على جانب الطريق يستعطي، لأنّ الحقيقة تقول عن نفسها: "أنا الطريق". مَن لا يعرف بهاء النور الأبدي هو فعلاً أعمى، لكن إن بدأ يؤمن بالفادي، يصبح عندها "جالِسًا عَلى جانِبِ ٱلطَّريقِ". فلو أنّ الأعمى، بالرغم من إيمانه بالرّب، تجاهل التوسّل إليه للحصول على النور الإلهي ورفض طلب ذلك منه، كان سيبقى أعمى "جالِسًا عَلى جانِبِ ٱلطَّريقِ"؛ هو لا يجعل نفسه طالبًا... فليصرخْ كلّ إنسان يعترف بالظلمات التي تجعله أعمى، فليصرخْ كلّ إنسان يفهم أنّ النور الأبدي ينقصه، فليصرخْ من أعماق قلبه، فليصرخْ من كلّ روحه: "رُحماكَ يا يَسوعَ ٱبنَ داوُد!"