رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السفيرة نبيلة مكرم: الرئيس كسر مصطلح «أقباط المهجر» ومن هاجروا فى عهد الإخوان يفكرون فى العودة الآن

السفيرة نبيلة مكرم
السفيرة نبيلة مكرم

الأقباط يقولون: «هذا العهد لم نره من قبل» والكنيسة ترتج بالزغاريد والورد عند دخول الرئيس

مصر تعاملت مع الهجرة غير الشرعية بكرامة وكملف إنسانى وليس أمنيًا

«اتكلم عربى» من أهم وأصعب المبادرات و«مصر تستطيع» قوّت العلاقة بين الدولة والمصريين بالخارج

تعلمت من الرئيس السيسى التواضع والمحبة بلا مقابل.. وأثمّن اهتمامه وزوجته بى خلال أزمة ابنى

أنا أم وأقف مع ابنى حتى أثبت براءته والدولة لم تتخلَ عنى حتى هذه اللحظة

ثمار تجربتى مع المحنة أكبر مما كنت أتخيل التجارب والابتلاءات تكشف حقائق الناس

قالت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج سابقًا، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى كسر مصطلح «أقباط المهجر»، الذى لم يعد موجودًا، بعدما أثبت بالأفعال لا الأقوال أن الدين لله والوطن للجميع، وأصبح أول رئيس مصرى يحضر للكنيسة للاحتفال بالأعياد، بالإضافة إلى بناء الكنائس وترميمها، مشيرة إلى أن كل ذلك جعل الكنيسة ترتج كلها بالزغاريد والورد لحظة دخول الرئيس إليها. وأضافت، خلال الجزء الثانى من حديثها لبرنامج «الشاهد»، الذى يقدمه الإعلامى الدكتور محمد الباز على فضائية «إكسترا نيوز»- أن فترة توليها وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج كانت صعبة، نظرًا لكونها المرة الأولى التى تتأسس فيها مثل هذه الوزارة، مشددًا على أهمية المبادرات التى أطلقتها الوزارة، وعلى رأسها مبادرتا «اتكلم عربى» و«مصر تستطيع»، التى أعادت التواصل مع المصريين بالخارج.

■ الرئيس السيسى والأقباط.. كيف ترين العلاقة بينهما وما جرى فيها؟

- الرئيس عبدالفتاح السيسى كسر مصطلح «أقباط المهجر» ولم يعد موجودًا، فالرئيس أعطى رسالة قوية بأن الكل سواسية وأن الدين لله، وأن واجبنا وطنى كمصريين فى الداخل والخارج، ولم يقل هذا الكلام وصمت، لكن تزامنت معه الأفعال، مثل حضور الرئيس احتفال أعياد الميلاد بالكنيسة المصرية، وأول مرة نرى رئيسًا مصريًا يدخل الكنيسة، والشعب المصرى ذكى ويفهم أن هذا الشخص حريص على أن يأتى للكنيسة ليلة العيد، وهو مشهد مذهل.

وكنت أقول للمصريين بالخارج إن ما يشاهدونه بالتليفزيون غير رؤية المشهد على الطبيعة، فالرئيس السيسى عندما يدخل الكنيسة رفقة البابا ليلة عيد الميلاد فإن الكنيسة ترتج من الزغاريد، ويتم إلقاء الورود عليه والدعاء له، ومن الجيد أن الرئيس لا يترك من يسلم عليه ويقبله، وقلبى يكون مع الحرس الرئاسى، لأن الرئيس يعطى مساحة للجميع بأن يسلم عليه.

وأول ضربة عسكرية للجيش المصرى فى الخارج كانت من أجل الأقباط المصريين فى ليبيا، ولم يحدث أن الدولة ردّت على قتل مواطنين مدنيين فى دولة أخرى، كما أن قانون دور العبادة لم يكن ليرى النور من قبل، لكنه ظهر فى عهد الرئيس السيسى وخرج للنور، والأقباط يقولون هذا العهد لم نره من قبل.

وفى العيد، كان أى رئيس يكتفى بمكالمة هاتفية ويقول «كل سنة وإنتوا طيبين ومع السلامة»، لكن ظهور الرئيس السيسى بالكنيسة كان رسالة قوية، كما أن بناء الكنائس وترميمها كان من المحرمات من قبل، بالإضافة إلى أن بعض المصريين قرروا الهجرة خارج الدولة فى عهد الإخوان، سواءً كانوا مسلمين أو أقباطًا، وفى السفارات المعتمدة فى ذلك الوقت كانت التأشيرات كثيرة جدًا، واليوم يوجد كثير من المصريين يفكرون فى العودة لمصر وقضاء فترة تقاعدهم فيها.

والمصرى عندما يخرج من دولته، سواء كان قبطيًا أو مسلمًا، فإنه يرى أن دولته سُرقت وأنها ليست دولته، طبعًا لدينا بعض المشاكل بسبب عقلية البعض الطائفية ولكنهم ليسوا الأساس، والدولة أصبح لها دور كبير فى القضاء على تلك العقلية، من خلال القوافل الثقافية التى تجوب الصعيد، لأن أكثر المناوشات الطائفية كانت تتم به.

والرئيس يطور وينمّى منطقة الصعيد، كما أن مبادرة «حياة كريمة» تعمل فى الصعيد، ووزارة الثقافة تقدم أنشطة فنية فى الصعيد، وهذا يوقف أى مجال للطائفية.

والإخوان كانت لديهم مائة فرصة خاصة فى الكنائس التى حُرقت والتى كان من الممكن أن تشعل أى بلد، ولكن المصرى يعى ما يحدث، سواء من الخارج أو من بعض المتطرفين، والبابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، قال: «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن».

وبعد ضرب الكنائس تم تفجير مسجد، وكان المسلمون يعزون المسيحيين وهم محرجون، والمصرى بطبيعته أصبح واعيًا ويرى تحرك الدولة معه، وهذا الملف من أهم مميزاته أنه حافظ على الوطن.

■ كيف رأيت العلاقة بين الرئيس والبابا؟

- محبة الرئيس عبدالفتاح السيسى للبابا تواضروس الثانى من أجمل ما يكون، فالرئيس السيسى، يوم العيد وقف وأوصى الأقباط على البابا قائلًا: «إنتم معاكم بابا مفيش زيه.. وأنا أكن له كل الحب والاحترام»، وقوبلت كلماته بالتصفيق الشديد.

■ ملف الهجرة غير الشرعية عمل عليه الرئيس بنفسه.. فكيف كان العمل بهذا الملف؟

- محاربة الهجرة غير الشرعية تمت بتضافر جهود مؤسسات الدولة، من الداخلية والدفاع والهجرة والتضامن والأزهر والكنيسة، والرئيس السيسى أعلن فى ٢٠١٦ عن أنه لا يوجد مركب هجرة غير شرعية خرج من مصر.

وهذا الإعلان كان له رد فعل إيجابى من الجهود الدولية للحد والتصدى للهجرة غير الشرعية، وكانت تتعامل معه كنموذج ناجح للدولة المصرية، ومصر تعاملت معه ليس كملف أمنى ولكن إنسانى، لأن الدولة لا تجرّم صاحب الهجرة، لكن تجرّم صاحب المركب، وتنظر للمهاجر على أنه المجنى عليه.

■ كيف تصدت الدولة لتلك الظاهرة؟

- الدولة تصدت لظاهرة الهجرة غير الشرعية بأن أطلقت العديد من المبادرات، منها «مراكب النجاة»، وهى مبادرة من الرئيس والدولة تمد يدها للمصريين وتنجيهم من الغرق.

وكانت هناك أمور عمل عليها الرئيس السيسى بنفسه، منها برج البرلس، وهو أكثر مركز كان يخرج صيادى هجرة غير شرعية، والرئيس نفذ هناك أكبر مزارع سمكية، وهى نفس مهنة الصيادين، للعمل بها.

كما أن محافظة المنيا كانت من المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية، لكن تمت تنمية الصعيد، وإقامة المدارس والصرف الصحى والكهرباء والطرق، كما أن مبادرة «حياة كريمة» كانت مواكبة لمبادرة «مراكب النجاة» لتنمية المناطق المصدرة للهجرة غير الشرعية وإغلاق الباب أمامها.

وأكثر ظاهرة لفتت انتباهى خلال زيارتى القرى للحد من الهجرة غير الشرعية هى ظاهرة الأمهات، وأن الأم هى صاحبة الكلمة، وهى مَن تسيّر البيوت، وهى مَن تطلب من ابنها السفر مثل باقى أقاربه أو تمنعه منه.

وقد أقمت ندوات، بالتعاون والتنسيق مع المجلس القومى للمرأة، لتحذير الأمهات من أنهن يرمين بأبنائهن إلى التهلكة مع تعريضهم للموت.

ومصر تعاملت مع ملف الهجرة غير الشرعية بأخلاق وكرامة، واجتهدت ونجحت فى هذا الملف، ولم تحوله إلى ورقة للكسب أو التسول أو الابتزاز، كما أن مصر لم تتحدث سوى فى أمر واحد، هو أننا نحمى السواحل الجنوبية بالنسبة لأوروبا، ونحمى أولادنا من الموت، وأننا لدينا ملايين من المواطنين، وعلى مَن يريدون الحماية أن يساعدوا فى ملفات التنمية.

■ هل للبرنامج التنموى المصرى صدى فى الخارج؟

- نعم بالتأكيد، فكرامة الدولة المصرية عالية فى السماء، خاصة عندما تطلب المساعدة فى ملف التنمية، حيث حققت مصر الكثير من الإنجازات فى الملفات المختلفة والمتعددة المرتبطة بالتنمية، علاوة على أن مصر فتحت أبوابها أمام الزوار واللاجئين الذين يطلبون حمايتها وقت الشدة والأزمات.

ونتيجة لهذه الجهود المصرية الملموسة يمكن القول إن جميع الجهات الدولية قدرت النموذج المصرى، وأخذته كنموذج يحتذى به من أجل التنمية والتعامل مع كثير من الملفات فى الخارج، منها ملف الهجرة غير الشرعية.

■ كيف تصفين حجم العلاقات المصرية اليونانية فى السنوات الأخيرة؟

- العلاقات المصرية اليونانية قوية على الجانبين الشعبى والدبلوماسى، فالعلاقات بين مصر واليونان وقبرص لها جذور تاريخية شعبية وسياسية لا يمكن نكرانها أو التقليل من شأنها.

■ هل كان لمؤتمرات «مصر تستطيع» تأثير على المصريين بالخارج؟ 

- نعم، الدولة المصرية حققت الكثير من الإنجازات الاقتصادية للحد من ملف الهجرة، ولهذا ارتفع التفاعل من قِبل العلماء المصريين من الخارج مع الدولة كثيرًا خلال السنوات القليلة الماضية، علاوة على أن مؤتمرات «مصر تستطيع» كان لها دور كبير فى التأثير على المصريين فى الخارج، وهذه المؤتمرات حققت نتائج ملموسة فى الربط بين الدولة وأبنائها المقيمين فى بلدان العالم المختلفة.

وأثناء وجودى فى وزارة الهجرة كنت أحرص كل الحرص على الاستماع لآراء المصريين فى الخارج بشكل قوى، بل ومباشر، وذلك لأنهم كانوا يأتون محملين بالكثير من الأفكار المغلوطة عن الوطن، نتيجة ما تصدّره دول العالم لهم، وكانوا غير مدركين حجم التغيرات التى مر بها الوطن فى السنوات القليلة الماضية.

ولهذا كنت أصطحب المجموعات الوافدة من الخارج إلى مناطق التنمية المصرية، مثل الذهاب إلى حى الأسمرات، كى يروا بأعينهم حجم التغيير.

وكنت مع مجموعة من المواطنين القادمين من الخارج لرؤية تدريبات الجيش المصرى فى الصاعقة، وكانت هناك علامات للدهشة على وجوههم عندما وجدوا أفراد الصاعقة يقومون بأكل بعض الحيوانات، مثل الثعابين، وبعد رؤيتهم هذا المشهد طرحت عليهم فكرة التقدم لأكل الثعبان، وكانت المفاجأة أننى كنت أول مَن قام بهذه التجربة أمامهم، وبالفعل وضعت الثعبان فى فمى ثم تكررت التجربة عليهم.

ومنذ ذلك الوقت، شعر هذا الوفد كأنهم جزء لا يتجزأ من الجيش المصرى الباسل القوى، ويمكن القول إن أعضاء هذا الوفد قاموا بتصوير تجاربهم الشخصية فى مصر، وبثها عبر صفحاتهم الرسمية، وأصبحوا سفراء لمصر فى الخارج.

■ بالانتقال إلى الشأن الخاص.. قضية ابنك «رامى» كيف تعاملت الدولة معها خاصة أنك جزء من الحكومة؟ وكيف نقلتِ خبر هذه الحادثة للدولة؟ وكيف تعامل الرئيس معك فى هذه الأزمة؟

- أزمة ابنى «رامى» ما زالت مستمرة، وهذه الأزمة كانت بمثابة الصدمة التى لا يمكن وصفها بالكلمات، ولأمانة القسَم الذى أقسمته أمام السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، عندما توليت منصب وزيرة الهجرة، تواصلت، فى نفس اليوم الذى عرفت فيه عن الأزمة، مع الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، وطلبت منه المقابلة على وجه السرعة بشكل شخصى، وذلك لإبلاغه بالأزمة التى أمر بها أنا وأسرتى، وطلبت منه السماح لى بتقديم الاستقالة من الوزارة.

وقد تقدمت بطلب الاستقالة من منصبى لعدة أسباب، منها قسَمى أمام الرئيس لأتولى ملف الهجرة بكل أمانة، ومحاولة منى لجعل الدولة المصرية بعيدة عن أطماع الحاقدين الذين سوف يقومون باستغلال هذا الحادث الشخصى ضد الدولة المصرية، باعتبارى جزءًا من الحكومة، ولهذا رفضت أن أجعل مصر فريسة لأى شخص لا يريد بها خيرًا، علاوة على أننى كنت أريد التفرغ لالتزاماتى الأسرية فى تلك الأوقات الحرجة.

وقمت باستكمال أعمالى داخل الوزارة، بعدما تقدمت باستقالتى، لحين أخذ قرار الموافقة عليها من الدولة، وقمت بجميع مهامى رغم قسوة الأحداث التى كنت أمر بها لحين إيجاد الدولة الوقت المناسب للتخلى عن المنصب، وبالفعل تخليت عن منصبى بعد التعديل الوزارى.

وكانت هذه الأزمة التى مررت بها، أنا وأسرتى بالكامل، بها بصيص من الفرحة والأمل، إذ وجدت المحبة والتواصل والاهتمام الكامل من الرئيس عبدالفتاح السيسى وحرمه السيدة انتصار السيسى، بل ووجدت أيضًا تعاطف الشعب المصرى بالكامل معى فى هذا الابتلاء.

لذا يمكن القول إننى كنت أمر بظروف قاسية للغاية، وشدة هذه الأزمة جعلتنى أقدّر وأثمّن موقف الدولة النبيل، وتمسك الحكومة بى فى ظل هذه القضية الحساسة، فعدم قبول الاستقالة سريعًا من قِبل الدولة يعنى أن هناك نوعًا من أنواع التقدير لى ولجهودى السابقة.

■ ما وجهة نظر الدولة فى تأخير قبول استقالتك؟

- لم أتساءل عن وجهة نظر الدولة فى تأخير قبول استقالتى من الوزارة، لأننى كنت فى ظروف صعبة جدًا، ولم يكن أمامى غير ابنى «رامى»، الذى كنت أفكر فيه، لكننى قدّرت جدًا تمسك الحكومة بى وعدم الموافقة مباشرة على طلبى، رغم إصرارى على الرحيل.

واعتبرت ذلك نوعًا من التقدير، وشعرت، وما زلت أشعر، بأن الدولة لم تتخل عنى حتى الآن، وهو ما يجعلنى أشعر بالفخر، وأتحدث دائمًا عن وقوف الدولة معى، ولا أستطيع أن أغفل هذا الموقف أو لا أتحدث عنه، فالتجارب والابتلاءات تكشف لنا عن حقيقة الناس.

■ كيف تصفين ثمار تجربتك فى هذه الأزمة؟ 

- ثمار التجربة كانت أكبر مما كنت أتخيل، فقد كان للتجربة والابتلاء بركة، كما أن الله، سبحانه وتعالى، يعطى المنفذ مع التجربة، وتستطيع أن تعرف حكمة الله، سبحانه وتعالى، من الابتلاء، ودائمًا أقول إن الله غير مجرّب بالشرور، أى أن المقصود من ابتلاءات الله، سبحانه وتعالى، ليس شرًا وإنما هى شىء معين. 

ودائمًا أقول إن هناك تاريخين مهمين فى حياة الإنسان؛ الأول هو تاريخ ميلاده، والثانى ليس تاريخ وفاته، وإنما تاريخ معرفته السبب الذى جاء لأجله إلى الدنيا، فهل أنا موجود فى هذه الحياة بلا سبب؟ فالحقيقة لا، وإنما توجد مهمة مطلوب منى أن أقدمها، وبمجرد أن تكتشف الغرض الذى جئت لأجله الدنيا ستدرك أن أمامك مهمة أخرى.

■ ما أصعب موقف مرّ عليك خلال الأزمة؟

- كانت كل التجربة صعبة، لكن لا بد أن أكون قوية من أجل ابنى «رامى»، فالمرأة والأم هى عمود البيت، وإذا وقعت الأم سيقع البيت بأكمله، وبالتالى يجب على الأم أن تمسك جيدًا بزمام الأمور، خاصة أن الأم فى الثقافة المصرية هى وتد البيت. 

ومنذ بداية استقبالى خبر الأزمة، وحتى هذه اللحظة، فأنا معرضة لأى موقف صعب، واتهامى بأننى لم أستطع أن أربى ابنى، وقد مررت بكثير من المواقف، لكن ابنى هو أهم ما عندى، وبالتالى سأقف معه حتى تثبت براءته.

■ أين تقف قضية ابنك «رامى» الآن؟

- نحن قدمنا كل المستندات الطبية، وهى مستندات أمريكية وليست مصرية، حتى لا يُقال إن هناك مجاملة لى لكونى وزيرة، وهى مستندات تثبت مرض ابنى «رامى» بالشيزوفرينيا، لأنه دخل قبل ذلك مصحة للأمراض النفسية فى الولايات المتحدة الأمريكية، وما زلنا مع القضية، لأن هذا النوع من القضايا يستغرق وقتًا طويلًا، لكن إيماننا بالله، سبحانه وتعالى، قوى جدًا، وثباتنا وثقتنا فى قدرته على نجاة ابنى «رامى» عالية جدًا.

■ ما أكثر المبادرات التى قدمتها فى وزارة الهجرة وحظيت بمتابعة واهتمام زائد من الرئيس السيسى؟ 

- مبادرة «اتكلم عربى»، فالمبادرة تظهر للمستمع والمتلقى بأنها خفيفة، لكنها فى الحقيقة ليست كذلك، فالمبادرة تزرع الولاء والانتماء من خلال لغتنا العربية، لأن اللغة تمثل الهوية، وبالتالى كان هناك تواصل مع الجيلين الثانى والثالث فى الخارج، مع الحرص على تنمية مبدأ الفخر باللغة العربية بداخلهم، لدرجة أننا عندما أطلقنا هذه المبادرة وجدنا أن المدارس الدولية بداخل الدولة المصرية تطالب بتطبيقها داخلها، وذلك بناءً على رغبة أولياء الأمور والأسر المصرية، لأن الطلاب بداخل هذه المدارس لا يتحدثون العربية بشكل جيد.

■ ماذا تعلمت من الرئيس السيسى؟ 

- تعلمت من الرئيس السيسى التواضع الشديد، والمحبة بلا مقابل، فهو إنسان يريد أن يعطى، كما تعلمت منه الإصرار، وأن يكون الإنسان ثابتًا مهما تعرض للهجوم.

وتعلمت من الرئيس الأمانة، فهو يمتلك أمانة فى العمل بشكل غير طبيعى، والرئيس السيسى يستيقظ مبكرًا جدًا ويتابع كل شىء باكرًا جدًا بنفسه.

كما أننى تعلمت منه حسن الأداء فى العمل والتواصل، وكيف أنه يستقبل فى القصر الجمهورى أناسًا بسطاء، فقد تعلمت منه كل هذه المعانى وغيرها.

■ ما تقييمك لتجربة ١٠ سنوات من التحديات والإنجازات كمسئولة ومواطنة؟

- كمسئولة رأيت التجربة تثبت فعلًا شعار «الجمهورية الجديدة»، فعندما خرج هذا الشعار توقعنا جميعًا أن هذا مسلسل قادم على التليفزيون، إنما فى الحقيقة عشته كمسئولة فى طريقة التعامل مع الملفات بشكل جديد، وفى طريقة التنسيق ما بين الوزراء، وفى التواصل مع المواطن بشكل جديد أيضًا.

وعلى سبيل المثال، وقبل ذلك، كانت الشائعة تخرج ولا يُلتفت إليها من قبل الحكومة، وكانت تُترك للمواطن، سواء صدقها أو لم يصدقها، دون إثبات حقيقتها، ولكن فى الجمهورية الجديدة أصبحت هناك طريقة جديدة للتواصل مع المواطن فى الداخل والخارج، والرد على الشائعات من رئاسة الوزراء، بطريقة تجعله يشعر بأن له كرامة.

كما رأيت كثيرًا من الأشياء التى لم أرها من قبل، مثل مسألة استقالة وزير بعد حادثة قطار، ووقوف شباب أمام رئيس الجمهورية لمحاورته وانتقاده، ليس هذا فقط، بل إن الشاب نفسه يأخذ سيادة الرئيس إلى موقع المشكلة فى محافظته ليريه إياها، فعندما كنت فى عمر هؤلاء الشباب كان أكبر شىء هو أن أرى رئيس الجمهورية فى التليفزيون، وليس أن أقف أمامه كشابة وأطرح عليه أسئلة أو مبادرة مثل «حياة كريمة»، ومن ثم تتم الموافقة عليها، بل وإكمالها وتطويرها، حتى إننا أصبحنا نجد الرئيس يجلس فى غرفة العمليات مع الشباب لمتابعة ما فعلوه وما لم يفعلوه.

أما كمواطنة مصرية، فقد شعرت أخيرًا بحقيقة مبدأ المواطنة التى كان يتم الحديث عنها فى التليفزيونات منذ سنوات، وشعرت بأن صوتى أصبح مسموعًا كمواطنة، فالآن أصبحت القنوات مفتوحة لأى مواطن مصرى يريد أن يقول أى شىء، بالإضافة إلى وجود حرية الرأى، إذ أصبحت أجد مقالات موجودة تنتقد.

وبالتالى، فأنا أشعر كمواطنة أنه أصبحت تتوفر لنا مساحة من الحرية أكثر من السابق، كما أننى أشعر بالغيرة الشديدة على البلد بشكل أكبر من السابق، فحرب ١٩٧٣ بالنسبة لنا مثلًا أصبحت من الثوابت والنجاحات والانتصارات المصرية التاريخية، إنما فى هذا العهد الجديد شهدت كمواطنة أن هناك ثورة قامت وجاء الإخوان وتولوا الحكم وضيعوا البلد، ثم بعد ذلك قمنا عليهم، والله، سبحانه وتعالى، نجّانا من الإخوان، وأكملنا مرة أخرى، وهذا تتولد عنه غيرة شديدة، ووطنية تم بناؤها فى نفسى كمواطنة.

■ فى نهاية شهادتك.. ما رسالتك للرئيس عبدالفتاح السيسى؟

- أشكر سيادة الرئيس كثيرًا على المستوى الشخصى أولًا لوقوفه معى فى ابتلائى، والشكر والتقدير ليس منى فقط وإنما من أسرتى بأكملها لشخص السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وأقول له إننا جميعًا ممتنون لقوة الاحتمال التى يمتلكها، وهو يقيم البلد ليس من العدم وإنما من الخراب، وأرجو ألا يحزن أو يتضايق من وجود بعض الأصوات التى تنتقد بطريقة سلبية بعض الشىء، لأنه كلما عمل الإنسان كثيرًا كان الهجوم عليه كثيرًا. وأقول له إننا تعلمنا منه الثبات والقوة والأمانة، وإننا ممتنون لكل ما فعله وقدمه وما سوف يقدمه.. ونحن دائمًا خلفك يا سيادة الرئيس.

■ فى تجربتك خلال سبع سنوات فى وزارة الهجرة.. ما أصعب موقف تعرضت له؟

- أول موقف صعب هو أن أحلف اليمين أمام الرئيس، فلم تكن هناك وزارة هجرة من قبل، وكنت أتساءل: ما الذى سأفعله؟، وهل سأقدر على هذا التحدى وأثبت للرئيس أننى سأستطيع أن أقيم وزارة من العدم؟، وكان الموقف صعبًا جدًا.

وعمومًا، سنة أولى وزارة هجرة كلها كانت مواقف صعبة، فقد كنت أحاول أن أثبت مصداقية هذه الوزارة، وأحاول التواصل مع المصريين فى الخارج، بالإضافة إلى بناء الوزارة بما تتطلبه من استراتيجية وميزانية وموظفين.

وكان هناك كثير من الأوقات التى كنت أفقد فيها الأمل حول أننى سأستطيع أن أقيم هذه الوزارة، بعد أن أيقنت أن مهمة الوزير كلها تحديات وصعوبات.