رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأردن يرفض إعادة احتلال غزة أو إقامة مناطق عازلة فيها

جدد الملك عبدالله الثانى، ملك الأردن، التحذيرات والتنبيهات السياسية والأمنية، التى تتوج جهود جلالته مع المجتمع الدولى والعالم العربى والإسلامى، والمنظمات الدولية والأممية، وقال بقوة وحزم: «إن أى سيناريو أو تفكير بإعادة احتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق عازلة فيها سيفاقم الأزمة، مؤكدا أن هذا أمر مرفوض ويعد اعتداء على الحقوق الفلسطينية».

الملك، الوصى الهاشمى على الأوقاف المسيحية والإسلامية فى القدس وجوار بيت المقدس والمسجد الأقصى، خلال لقائه فى قصر الحسينية، بحضور رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة ونائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية أيمن الصفدى ومدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسنى، رئيسى مجلسى الأعيان والنواب ورؤساء وزراء سابقين وسياسيين، وضع الدولة الأردنية والشعب، أمام حقائق سياسية وأمنية، تؤشر إلى رؤية ملكية هاشمية، تدعو إلى إنه: «لا يمكن للحل العسكرى أو الأمنى أن ينجحا، فى ظل الأحداث المأسوية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى وبالذات قطاع غزة، نتيجة الحرب العدوانية الكارثة التى تشهده غزة. 
دعا الملك عبدالله الثانى إلى:«أنه لا بد من وقف الحرب وإطلاق عملية سياسية جدية تفضى إلى حل الدولتين».
 

وحدة الأراضى الفلسطينية ودعم السلطة الشرعية

.. «أهمية وحدة الأراضى الفلسطينية ودعم السلطة الشرعية، تنبيه أردنى واضح، ذلك أن:غزة يجب ألا تكون منفصلة عن باقى الأراضى الفلسطينية»؛ وأن: «الأولوية القصوى اليوم هى لوقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات الكافية، مطالبا المجتمع الدولى بوقف الكارثة الإنسانية فى القطاع بشكل فورى احتراما للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة».

* التحذير من انفجار الأوضاع فى المنطقة. 
.. وفى تحذيرات مهمة، قال الملك: «أن ما تشهده غزة من عقاب جماعى وقتل للمدنيين وهدم كل المرافق الحيوية من مستشفيات ودور عبادة لا تقبله شرائع سماوية ولا قيم إنسانية، مشيرا إلى أنه حذر بوضوح من أن الانتهاكات الإسرائيلية فى الضفة الغربية والقدس بما فيها هجمات المستوطنين سيدفع إلى انفجار الأوضاع فى المنطقة واتساع رقعة الصراع» مؤكدا على أن: «أصل الأزمة هو الاحتلال وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة، وقال «الحل يبدأ من هنا، أى مسار آخر نتيجته الفشل والمزيد من دوامات العنف والدمار».
.. وتأتى هذه المواقف الأردنية، نتيجة الحراك الملكى الذى قاده الملك عبدالله الثانى، لسنوات طويلة، تعزز بشدة من خلال جولات سياسية قادها حول العالم العربى والإسلامى، والمجتمع الدولى، بفكر ومواقف واضحة، تحديدا مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، والأمم المتحدة ومجلس الأمن.

موقف الأردن الراسخ

يقف الملك، والدولة الأردنية حكومة وشعبا، والسلطات الدستورية مع ثقافة أردنية وطنية أصيلة، سلاحها، وقوتها، حماية القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى، وأنه: «لا يمكن لأحد المزايدة على موقف الأردن الراسخ وجهوده المستمرة فى الدفاع عن أهلنا فى غزة،. وفى ذلك يدير جلالته الأزمة، والموقف من الحرب على غزة انطلاقًا من: «كنا وسنبقى السند القوى والداعم الرئيسى لإخواننا فى فلسطين»، مبينا أن: «مواقف الأردن تجاه القضية الفلسطينية ثابتة ونابعة من إيمان مطلق بأن ما يربطنا بفلسطين هو تاريخ ومستقبل مشترك»، بما فى ذلك، أهمية الدور الأردنى فى تواصله مع قوى المجتمع الدولى الفاعلة والعواصم المهمة من أجل الضغط على إسرائيل لوقف حربها على قطاع غزة».

يعزز الدور الملكى الهاشمى، تماسك الجبهة الوطنية الداخلية والتفاف الأردنيين حول موقف جلالة الملك الصلب فى الدفاع عن الأهل فى فلسطين ومساندتهم، معربين عن تقديرهم لتحرك جلالته المستمر عربيا ودوليا من أجل وقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وهى رؤية سياسية، عكست تناغم الحالة الوطنية بين الرسمى والشعبى والانسجام القوى فى العمل بين مؤسسات الدولة الأردنية، وهى تأكيدات أجمع عليها شخصيات وقيادات سياسية ونيابية نبهت إلى أن الأردن القوى هو القادر على الوقوف إلى جانب الأشقاء بكل طاقته، وهذا التماسك هو حجر الأساس فى مساندة الفلسطينيين.

الإشادة بالموقف المصرى القومي

لقاءات الملك الوصى الهاشمى، مع القوى السياسية والوطنية الأردنية، دعمت الدعم السياسى، وبالذات الإشادة بالمواقف السياسية والأمنية ودور مصر العربى القومى، ولخطوات الأردن ومصر والدول التى عززت كل ما يتعلق بحماية الأمن والمصالح الوطنية العليا، وإزاء أية سيناريوهات أو محاولات لفرض التهجير على الأشقاء الفلسطينيين سواء داخليا أم خارجيا، كما أشادت مجددا بالموقف المصرى بهذا الشأن.

وزير الخارجية الصفدى: ما زال القادم أسوأ

فى جانب متصل، تأخذ الدبلوماسية الأردنية، تنبيهات الملك عبدالله الثانى تدعمها من خلال الجهود والحراك مع المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن، وفى ذلك قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، أيمن الصفدى، إنّ ما زال القادم أسوأ لأننا نتعامل مع حكومة إسرائيلية تجاوزت كل الخطوط الحمراء ولم تترك قانونا دوليا والا خرقته.
.. الصفدى خلال حديثه فى برنامج «صوت المملكة»، عبر فضائية «المملكة» أكد أن إسرائيل لم تترك خطا أحمر إنسانى أو قانونى إلا وتجاوزته، وترفض أن تستمع للعالم، والأردن مستمر فى جهده المستهدف تعرية الرواية الإسرائيلية؛ إن الأردن يشرح للعالم أن ما تقوم به إسرائيل ليس دفاعا عن النفس؛ بل هى جرائم حرب، مشيرا إلى أنها حرب دموية ووحشية وسيترك أثرا، دمارها ليس فقط فى ما تسببه من كوارث إنسانية الآن، لكن على كل من يريد لهذه المنطقة أن تنعم بالأمن والسلام.
وأوضح أنه فى الوقت الذى تستمر فيه إسرائيل فى حربها الهمجية وتحاول أن تغطى هذه الحرب بسرديتها التى لم تعد تقدم أى شيء منطقى،.. ما زال الأردن مستمرا فى تعريتها وكشف النتائج الدمارية للحرب.
وكشف الصفدى، أن الأردن يعمل مع شركائه، ويتم توظيف كل الإمكانات من أجل أن نقول إنّ ما تقوم به إسرائيل خطر كبير على المنطقة ويهدد أمنها واستقرارها، وإن ما تقوم به إسرائيل فى ضوء عدم اتخاذ موقف دولى واضح وحاسم ضدها أيضا يعرى منظومة العمل الدولية ويقول بصراحة إنّ القانون الدولى والمعايير الإنسانية تطبق وفق هوية الجلاد وهوى الضحية.
ولفت: «الأردن أوصل رسائل للعالم وبدأ يدرك خطورة ما تقوم به إسرائيل، وما يقوله الأردن هو الحقيقة الذى يصف الحال كما هي»، مبينا أن الموقف الدولى تغير بشكل كبير، وأن «الذى غير الموقف الدولى أساسا هو قبح وبشاعة الجريمة الإسرائيلية»، حيث بدأت الناس ترى ماذا تقوم به إسرائيل ونتائج ما تفعله من ما وصل فى التعريف القانوني.
ولفت إلى أن الجهد الكبير الذى يقوم به جلالة الملك عبدالله الثانى واضح، حيث إنّ جلالة الملك له مكانته واحترامه فى العالم ويعرف العالم أن الأردن صوت للسلام وصوت للعقل، فعندما يأتى جلالة الملك ويقول إنّ ما تفعله إسرائيل جريمة حرب تأخذ المنطقة إلى الهاوية.
.. ويعتقد الصفدى، أنّ الموقف الدولى بدأ يتغير لأن قدرة إسرائيل على مواجهة الواقع تضاءلت بشكل كبير، حيث إنّ الأردن بذل كل ما يستطيع من أجل أن نعرى الرواية الإسرائيلية.

فشل مجلس الأمن فى اتخاذ قرار حتى الآن

الوزير الصفدى، وضع المجتمع الدولى أمام حقيقة سياسية وأمنية تقول إن عدم اتخاذ موقف وفشل مجلس الأمن فى اتخاذ قرار حتى الآن، أى أن الحرب مستمرة لأن إسرائيل فوق القانون، بالتالى ثمة رسائل ترسل وتغيرات نحتاج أن نبنى عليها بشكل أكبر، وأن الكارثة الحالية على همجيتها وبشاعتها وكبر التضحيات التى قدمت فيها، إذا أراد العالم أن يتحرك للحؤول دون تكرار ذلك فى المستقبل.
.. وقال إن طريق واحد-إذا أراد العالم- أن ينهى الاحتلال الذى هو أساس الشر، ويلبى الحقوق المشروعة كاملة للشعب الفلسطينى، يكون التحرك فى إطار عملية سياسية حقيقية محددة الأهداف والتوقيتات الزمنية وأدوات العمل والضمانات لقيام دولة فلسطينية مستقلة على جميع التراب الوطنى الفلسطينى المحتل على خطوط 4 حزيران 1967 والقدس المحتلة عاصمة أبدية لهذه الدولة حتى يتحقق السلام، وفى ذات الوقت، الأردن-والدول العربية المعنية- يرفض غزة لوحدها مفصولة عن الضفة الغربية.

وزير الاتصال الحكومى د. المبيضين: الموقف الأردنى تجاه الحرب.. ثابت ومشرف

من جانبه، أوضح وزير الاتصال الحكومى الناطق الرسمى باسم الحكومة الدكتور مهند المبيضين أن الموقف الأردنى تجاه الحرب على غزة هو: «موقف ثابت ومشرف ملكيًا وحكوميًا وشعبيًا، وستواصل المملكة جهودها الدبلوماسية والإنسانية فى دعم الأشقاء فى القطاع والضفة الغربية».
تصريحات د. المبيضين، جاءت خلال مداخلة هاتفية على برنامج «يوم جديد» على شاشة التليفزيون الأردنى، الرسمى، صباح اليوم الثلاثاء وقال فيها: «الأردن أرسل خبزه وقمحه ويعالج أبناء غزة ويرسل مساعدات للتخفيف عن أهالى القطاع، بتوجيهات ملكية سامية مستمرة للحكومة بتقديم كل سبل الدعم للأشقاء الفلسطينيين»، استنادا إلى: «التناغم بين الموقفين الرسمى والشعبى تجاه الحرب على غزة، إذ عبر المواطنون عن مشاعرهم الوطنية وغضبهم حول الحرب المستعرة على أهالى القطاع من خلال مسيرات ووقفات، نفذت فى مختلف المحافظات».
وبيّن، الوزير د. المبيضين أن هناك التزامًا واضحًا من معظم المتظاهرين تجاه التعليمات التى أصدرتها الحكومة حول الأماكن التى يُسمح لهم بالتظاهر فيها، لافتًا فى هذا الصدد إلى أن نحو 25 شخصا جرى توقيفهم منذ بداية الوقفات التضامنية، بسبب الاعتداء على أفراد من الأمن العام، والتعدى على الممتلكات العامة والخاصة، «ولا علاقة لهم بالمسيرات».

التخطيط والدعوات للمرابطة داخل مسجد أبوعبيدة

وكشف الوزير فى معلوماته إلى التليفزيون الأردنى، والتى أعيد بثها من خلال وكالة الأنباء الأردنية-بترا- إلى أن هناك عددًا محدودًا من الأشخاص جرى توقيفهم خلال الأيام الماضية؛ بسبب التخطيط والدعوات للمرابطة داخل مسجد أبو عبيدة عامر بن الجراح فى منطقة الأغوار-الجنوبية- مؤكدًا أن هذه الأمر غير مقبول نظرا لخصوصية هذه المنطقة الحدودية أمنيًا، وتأثير هذه الدعوات على السلم الوطنى والمجتمعي؛ ذلك أن المنطقة حدودية، وفى هذا الإطار قال الوزير الأردنى د. المبيضين: «نأسف أن يزج بهؤلاء الشباب إلى دعوات للتظاهر فى أماكن حدودية لها حساسية أمنية، وقد تؤثر على سلامتهم وأرواحهم».
وشدد الوزير على أنه: «علينا أن نكون حريصين على أبنائنا ومنسجمين مع قيادتنا وحكومتنا حتى لا نحرف بوصلتنا عن الحفاظ على سلامة وأمن وطننا والدفاع عن قضيتنا المركزية وهى القضية الفلسطينية».
ولفت إلى أن الحكومة حذرت مرارًا وتكرارًا من التظاهر فى المناطق الحدودية والأغوار، والتى تطبق فيها قواعد الاشتباك.

المستشفى الميدانى الأردنى

وعن الجهود الأردنية وفقًا للتوجهات الملكية السامية، قال الوزير د. المبيضين، إن الدور الذى يقوم به المستشفى الميدانى الأردنى، الذى أنشئ فى عام 2009 لتقديم الخدمات العلاجية فى قطاع غزة، من خلال إشراف ودعم لوجستى رطبى- تقوم به الخدمات الطبية الملكية- الجيش الأردنى العربي، مشيرًا إلى توجيهات الملك عبد الله الثانى باستمرار بقاء المستشفى منذ بداية الحرب، ليواصل القيام بدوره خدمة لأهالى القطاع.

وبيّن أن المستشفى يتواجد فى منطقة شمال غزة التى تشهد صراعًا محتدمًا، نتيجة الغارات المكثفة للاحتلال الإسرائيلى، «ورغم ذلك قامت طائرات تابعة لسلاح الجو الملكى عمليتى إنزال للمساعدات الطبية والدوائية للمستشفى، ليواصل إدامة عمله فى هذه الظروف».
وقال إن المستشفى الميدانى عالج أكثر من 800 حالة خلال الأسبوع الماضى، تنوعت ما بين مراجعات وإصابات بسبب أعمال القصف فى شمالى القطاع.

وفيما يتعلق بالشائعات المنتشرة حول المستشفى، أكد المبيضين أن هذه الشائعات وغيرها تستهدف التأثير على صلابة الموقف الأردنى الثابت تجاه وقف إطلاق النار، ومنع تهجير الغزيين، والسماح بإدامة دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة.

عمليًا، الارتباط الأردنى الفلسطينى، نتاج رؤية ملكية هاشمية، تدافع وفق الموقف والتعاون الدولى الالتفاف الوطنى الأردنى للشعب الأردنى، وكلها جهود تنافح عن مطالب عاجلة بوقف الحرب الكارثة على غزة وكل فلسطين المحتلة جراء العدوانية التى يمارسها جيش الاحتلال الصهيونى وحكومة الحرب، التى ارتكبت حرب إبادة جماعية ونسقت القوانين وضوابط الشرعية الدولية،.. ومازال الخوف من تصعيد قد يجتاح المنطقة والعالم.

[email protected]