رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البطريرك مار بشارة بطرس الرَّاعي يعلن تضامنه مع الشعب الفلطسيني

جريدة الدستور

ترأس البطريرك مار بشارة الراعي  بطريرك الكنيسة المارونية،قداس أحد تجديد البيعة، وألقى خلاله عظة روحية بعنوان "أنا الذي قدّسه الآب وأرسله إلى العالم".

وقال خلال العظة: "تحتفل الكنيسة اليوم بأحد تجديدها بحيث تتجدّد بأبنائها ومؤسّساتها، وتجدّد إيمانها بالمسيح "شمس" العالم الذي تدور حوله، مثلما تدور الأرض حول الشمس، وتستمدّ منه نور الكلمة، وحياة النعمة، وحرارة المحبّة"، مضيفًا أن تجديد البيعة يعني الإعلان المتجدّد لسرّ المسيح، الذي ينكشف فيه سرّ الله الواحد في الطبيعة والمثلّث الأقانيم: الآب الخالق مصدر المحبّة الشاملة لجميع البشر، والإبن الفادي مصدر النعمة التي تفتدي وتخلّص كلّ إنسان، والروح القدس المحيي مصدر الحياة الإلهيّة في الإنسان، في ضوء سرّ المسيح تعلن الكنيسة سرّ الإنسان المخلوق على صورة الله، والمفتدى بدم المسيح، والصائر هيكل الروح القدس، والمدعوّ ليكون شريك الله في صنع التاريخ. وهو بالتالي صاحب كرامة وقدسيّة ومصير نهيويّ خالد. فلا يحقّ لأحد أن يعتدي على حياة أي إنسان.

وتابع “الراعي” أنّ الاحتفال بتجديد البيعة (الكنيسة) الذي يبدأ اليوم ويدوم طيلة الأسبوع، يعني أيضًا التعمّق اللاهوتي والروحيّ في إيماننا المسيحيّ، لكي نتمكّن من تقديمه للإنسان المعاصر، في أيّ حالة وظرف ومكان شخصيّ أو جماعيّ كان؛ ولكي نتمكّن من إعلانه للفقير والغنيّ، لصاحب السلطة والمواطن، للمريض والمعاق، للشاب والعجوز، ترفق الكنيسة إعلان الإيمان بالحوار الصادق وشهادة المحبّة، وتجسّده بتعزيز ثقافة السلام من خلال التضامن الفعّال تجاه الفقراء والمتألّمين، مع التعاون في تأمين حياة لائقة لجميع الشعوب. نعم، نحن مدعوون اليوم لنجدد هذا الايمان فنكبر وننمو فيه.

وأشار إلى أن الكنيسة  تشجب ونتدين مرّة أخرى الحرب الإباديّة الوحشيّة على قطاع غزّة، وقد تجاوز عدد الضحايا الأحد عشر ألفًا، ونصفهم تقريبًا من الأطفال. نشجب وندين التدمير المبرمج للمنازل والمدارس والمستشفيات، والكنائس والمساجد بهدف طرد الفلسطينيّين من أرضهم، والقضاء على قضيّتهم بعد خمس وسبعين سنة. هذه الحرب الإباديّة الوحشيّة الخالية من أي روح إنسانيّ، والحصار الذي يمنع وصول الماء والغذاء والدواء لمليون ونصف من المهجّرين من دون سقف، يشكّلان وصمة عار في جبين هذا الجيل وأمراء هذه الحرب.
وتابع:"فإنّنا نعلن من جديد تضامننا مع الفلسطينيّين ونصرّ على أنّ الحلّ الوحيد، على المدى القريب والبعيد، هو قيام الدولتين. وإذ نعلن عن قربنا منهم، نعزّي أهالي الضحايا ونصلّي من أجل شفاء الجرحى. ونطالب المجتمع الدوليّ بفرض وقف النار والحرب بشكلٍ فوريّ ودائم، والمبادرة بمفاوضات الحلّ السياسيّ."

واختتم كلمته قائلًا: "إنّنا نتبنّى مضمون بيان قمّة الرياض المنعقد يوم أمس، آملين أن تعمل الدول العربيّة والإسلاميّة على تنفيذ بنوده، فيكون حكّامها صانعي سلام بشجاعة، ملتزمين بقرار المبادرة العربيّة للسلام التي تمّ إعلانها في قمّة بيروت عام 2002، والتي تبنّت حلّ الدولتين، كمدخل للسلام والإستقرار في الشرق الأوسط."

ودعا  إلى الله كي يعضد ذوي الإرادة الحسنة في سعيهم لإيقاف الحرب الإسرائيليّة على غزّة وعلى الشعب الفلسطينيّ، وأن يحمي لبنان من إمتدادها إليه. له المجد والشكر والتسبيح، الآن وإلى الأبدن آمين.