رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دعمًا لإسرائيل.. جمهوريون يرفضون تمويل أكبر عملية إغاثية إنسانية فى غزة

غزة
غزة

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن أن عددًا من  كبار أعضاء الحزب الجمهوري في الكونجرس يسعون إلى رفض التمويل الجديد لأكبر عملية إغاثة إنسانية في غزة، مشيرين إلى حركة حماس والخلط بين المدنيين وعناصر الحركة، حتى في الوقت الذي تتوسل فيه منظمة الإغاثة للمساعدة في الاستجابة لوقف إراقة الدماء المتزايدة في الأراضي الفلسطينية.

وتواجه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، التي توفر حاليًا الغذاء والمأوى لملايين سكان غزة المتضررين من الضربات العسكرية الإسرائيلية والغزو البري، رد فعل سياسيًا مكثفًا في واشنطن، حيث يحاول العديد من المشرعين من الحزب الجمهوري منع أي تمويل أمريكي من الذهاب إلى المجموعة.

 بايدن طلب 9 مليارات دولار كمساعدة عاجلة للأزمات الإنسانية في العالم

وسبق أن طلب الرئيس بايدن من الكونجرس الموافقة على 9 مليارات دولار كمساعدة عاجلة للأزمات الإنسانية في العالم، و100 مليون دولار كمساعدة للفلسطينيين من الأموال الفيدرالية الحالية، لكن مبلغ التسعة مليارات دولار - المخصص منه مبالغ  لتجديد إمدادات الأونروا المتضائلة - يبدو معرضًا لخطر السقوط في اتفاق مجلس الشيوخ بين الحزبين، الذي يهدف إلى تمويل الحكومة وتقديم المساعدة العسكرية لإسرائيل وذلك وفق صحيفة واشنطن بوست. 

ويكافح الديمقراطيون في مجلس الشيوخ بالفعل لإقناع نظرائهم في الحزب الجمهوري بدعم المساعدات لأوكرانيا، والتي يرون أنها ذات أولوية أعلى وتواجه المناقشات المتعلقة بالمساعدات الإنسانية بعض المشاكل أيضًا، وهو ما يعترض عليه بعض الجمهوريين.

مساعدات أمريكية مستمرة لإسرائيل 

وقالت واشنطن بوست إن مجلس النواب الأمريكي  أقر مشروع قانون خاصًا به لإرسال 14 مليار دولار كمساعدات لإسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر، لكنه لم يتضمن أي أموال إنسانية على الإطلاق. 

وفي يوم السبت، كشف رئيس مجلس النواب مايك جونسون (جمهوري عن ولاية لوس أنجلوس)، عن خطة لتمويل الحكومة الأمريكية تستثني أيضًا المساعدات الإنسانية، ومع فرار المدنيين في غزة إلى الجنوب، يزداد يأس سكان شمال القطاع.

وأوضحت "واشنطن بوست" أن المعركة المستمرة يمكن أن تشكل رد فعل الولايات المتحدة على الصراع وتقويض الاستجابة الإنسانية للحرب، ويزعم بعض الجمهوريين أن حماس استخدمت مساعدات الأونروا المسروقة لتنفيذ هجماتها في إسرائيل في 7 أكتوبر وهي الاتهامات التي تنفيها جماعات الإغاثة الدولية ومسئولو البيت الأبيض بشدة.

وقال السيناتور ريك سكوت (الجمهوري عن ولاية فلوريدا)، وهو أحد قادة جهود الحزب الجمهوري لتجريد المنظمة من التمويل، "لن أصوت لصالح مشروع قانون يتضمن أموال الأونروا، ولا توجد وسيلة لمنعها من الوصول إلى حماس. هؤلاء الناس لديهم رهائن أمريكيون".

وردًا على سؤال عما إذا كان سيدعم أي شكل من أشكال الإغاثة الإنسانية لغزة؟، قال سكوت: "لن أفعل... لا يمكنك ضمان وصولها إلى هناك".

 سيناتور جمهوري: لديّ مخاوف جدية بشأن الطريقة التي ننفق بها المساعدات الإنسانية في غزة

وقال السيناتور بيت ريكيتس (جمهوري من ولاية نبراسكا)، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إنه سيصوت ضد أي جهود لتقديم المزيد من الأموال للأونروا. 

وقال ريكيتس: "لديّ مخاوف جدية بشأن الطريقة التي ننفق بها المساعدات الإنسانية في غزة"، في إشارة إلى مزاعم بأن أعضاء الأونروا احتفلوا بالهجوم على إسرائيل. "لا أرى حاجة لذلك في الوقت الحالي، طالما أن الحرب مستمرة".

واتهم النائب كريستوفر سميث (جمهوري من ولاية نيوجيرسي)، وهو عضو بارز في لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، الأمم المتحدة بمعاداة السامية وانتقد الأونروا.

فيما قال البيت الأبيض في بيان، إنه لا توجد حالات معروفة لتحويل المساعدات الأمريكية للأونروا إلى حماس أو أي جماعة أخرى خاضعة للعقوبات في غزة أو الضفة الغربية في السنوات الأخيرة. وتقدم الحكومة الأمريكية، وهي أكبر جهة مانحة منفردة للأونروا، أكثر من 371 مليون دولار لمجموعة المساعدات هذا العام، وقد تبرعت بأكثر من مليار دولار منذ عام 2021. وأوقفت إدارة ترامب تمويل المجموعة في عام 2018، لكن بايدن تراجع عن هذا القرار بعد فترة وجيزة من تولي منصبه.

مهام الأونروا 

وتطالب الأونروا بمزيد من المساعدة في الوقت الحالي، ويُنظر إلى الأونروا على نطاق واسع على أنها لا غنى عنها لتوزيع الغذاء والدواء والإمدادات الإنسانية الأخرى في غزة، مع ارتفاع الاحتياجات في القطاع في الأسابيع الأخيرة وتعمل الوكالة أيضًا في الضفة الغربية ولبنان وسوريا والأردن.

وبالإضافة إلى توفير الغذاء لأكثر من مليون من سكان غزة، يقول المسئولون إن المنظمة توفر حاليًا المأوى لحوالي 700000 شخص في مرافقها البالغ عددها 149 منشأة. 

وأفادت الأونروا أن أكثر من 100 من موظفيها قتلوا منذ بدء الغارات الجوية الإسرائيلية الشهر الماضي، وهو أكبر عدد من عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة الذين قتلوا في مثل هذه الفترة القصيرة من الصراع.