رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

‏تمرد اللاعبين.. غياب الهدافين.. وأكذوبة المدربين الأجانب

أحداث متلاحقة وظواهر مثيرة شهدتها الكرة المصرية خلال الساعات القليلة الماضية ‏تؤكد أن المنظومة تحتاج إلى إصلاحات عاجلة وإعادة هيكلة سريعة من الناحية الفنية والإدارية.
ولا وقت للتهاون خاصة قبل انطلاق أولي مباريات المنتخب الوطني التي تبدأ الأسبوع القادم أمام جيبوتي في التصفيات الإفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم القادم، ويجب علي الأندية واتحاد الكرة سرعة علاج هذه الأخطاء لإعادة تصحيح الأوضاع وضبط مسيرة الشارع الكروي.
‏وأهم هذه الظواهر السلبية تمرد بعض اللاعبين في أندية القمة الأهلي والزمالك وأقصد أحمد فتوح ومحمد صبحي والزناري ومحمد مجدي أفشة، وأعجبني قرار إدارة الناديين الكبيرين بمعاقبة اللاعبين وإعلاء مبدأ الأخلاق أهم من الأداء، وأن "الأدب فضلوه عن اللعب".. 
وأعجبني قرار مجلس الزمالك بإيقاف اللاعبين فتوح وصبحي والزناري وإحالتهما للتحقيق وعرضهما للبيع، رغم أن فتوح وصبحي ينتهي عقداهما في شهو يونيو المقبل ويحق لهما التوقيع لأي ناد آخر في يناير، ولكن قرار مجلس الزمالك  يعيد الهيبة للقلعة البيضاء..
بصراحة مشكلة الزمالك الأزلية هي تمرد نجومه علي مر الأجيال..
نعم الزمالك يضم أفضل المواهب علي مر الأجيال، ولكن يعيب بعض هؤلاء اللاعبين عدم الالتزام وعدم احترام الكيان ولا الجمهور، ولذلك يخسر الزمالك أغلب البطولات رغم أنه يضم أفضل المواهب..
‏وفي نادي الأهلي أعجبني قرار عقوبة مجدي أفشة وخصم 100 ألف جنيه من مستحقاته  لمجرد اعتراضه على المدرب كولر أثناء تغييره في مباراة المقاولون العرب الأخيرة بالدوري، عفوًا إن الاحتراف الوهمي للكرة المصرية وتدليل اللاعبين وحصولهم علي عقود بالملايين أحد أسباب انهيار الأخلاق في الملاعب ويهدد الكرة المصرية بالانهيار.
‏ومن الظواهر السلبية التي تؤثر علي المنتخب الوطني هزائم أندية القمة هذا الأسبوع، بعدما خسر الأهلي السوبر الإفريقي وخرج أمام ‫أمام صن داونز، وخسر الزمالك أمام فريق زد الصاعد من الدرجة الثانية، وخسر بيراميدز وفيوتشر المتصدران للدوري، وتراجعت نتائج أندية فاركو وسيراميكا رغم الدعم المالي الكبير للفريقين، وهزيمة أندية الإسماعيلي والمقاولون وهما أكبر ناديين  حصلا علي ألقاب وبطولات مصرية وإفريقيا بعد الأهلي والزمالك ولكنهما تراجعا للمراكز الأخيرة بالدوري حاليًا..
ولا شك أن سقوط الكبار وهزائمهم هذا الأسبوع في الدوري المصري يهدد المنتخب الوطني قبل مباراة مصر أمام جيبوتي الأسبوع القادم في التصفيات المؤهلة الكأس العالم ولا بد من علاج هذه الأخطاء سريعًا من أجل تحقيق حلم الجماهير بالتأهل للمونديال.
‏ومن الظواهر الإيجابية هذا الأسبوع هو تفوق المدرب المصري، خاصة طارق مصطفى المدير الفني الجديد لفريق البنك الأهلي الذي حقق نجاحًا مذهلًا في أول قيادة له للفريق بالفوز على الإسماعيلي 0/4، وتألق المدرب عبدالحميد بسيوني المدير الفني لفريق طلائع الجيش بالفوز على المصري البوسعيدي 2/3 في عقر داره، ليؤكد المدربان تفوق المدرب الوطني علي المدرب الأجنبي، خاصة بعد فشل أوسوريو نادي الزمالك وخسارته مباراتين وتعادل مباراتين من 6 مشاركات في الدوري، وفشل كولر مدرب الأهلي وخسارته بطولتين في شهر ونص في السوبر الإفريقي والدولي الإفريقي، وفشل فاسيليو مع نادي البنك الأهلي وخسر 6 مباريات متتالية بالدوري..
‏وكشف طارق مصطفى وبسيوني وتامر مصطفي المدير الفني لفريق إنبي أن المدرب الأجنبي أكذوبة، وسبوبة، وأنه يكلف الأندية مئات الآلاف من الدولارات شهريًا دون أي فائدة فنية على اللاعبين والأندية أو تطوير طرق اللعب في الكرة المصرية وهذا المؤشر بتفوق المدرب المصري لا بد أن تستفيد منه إدارات الأندية المصرية في المرحلة القادمة..
‏وهناك ظاهرة إيجابية أخري وهي ارتفاع نسبة التهديف في الدوري المصري هذا الموسم بعد الأسبوع السادس بالمقارنة بنفس النسبة في الدوري العام الماضي ورغم ذلك إلا أن المنتخب الوطني لا يجد هدافًا مميزًا من الأندية المصرية، خاصة أن هداف الدوري هو اللاعب الكونغولي مابولولو مهاجم الاتحاد السكندري برصيد 6 أهداف، ويليه في المركز الثاني زيكو مهاجم فريق زد، وحسام أشرف مهاجم بلدية المحلة، ولا يعتمد عليهما الجهاز الفني للمنتخب ولا يتم استدعاؤهما في معسكرات المنتخب.. ويتنافس علي هداف الدوري القندوسي وأحمد بلحاج، وهي ظاهرة سلبية تؤكد عدم وجود مهاجم مصري هداف للدوري يفرض نفسه على المنتخب.
ولا بد أن تعمل إدارة الأندية واتحاد الكرة على الاهتمام بقطاعات الناشئين لدعم الهدافين الصاعدين للاعتماد عليهم في المنتخبات الوطنية.