رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسيون وباحثون فلسطينيون لـ«الدستور»: مصر منعت «نكبة جديدة» برفض التهجير إلى سيناء

غزة
غزة

حذّر سياسيون وباحثون فلسطينيون من استمرار إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، فى دفع ما تبقى من أهالى قطاع غزة فى الشمال إلى الجنوب، فى محاولة بائسة منها لدفعهم خارج أراضيهم إلى سيناء، مشيدين بموقف مصر فى التصدى لهذا المخطط.

وقال الدكتور ماهر صافى، الباحث والكاتب السياسى الفلسطينى، إن ما تحاول دولة الاحتلال الإسرائيلى تنفيذه هو سيناريو جديد لمؤامرة قديمة، نوقشت فى أكثر من اجتماع داخل أروقة مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى، وتم التطرق إليها ضمن «صفقة القرن»، التى أعلنها الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فى ٢٠١٧.

وأضاف «صافى»، لـ«الدستور»: «إسرائيل تحاول تمرير هذا المخطط، على مدار أكثر من ٤ أسابيع، من خلال إرغام أهالى قطاع غزة على الهجرة إلى سيناء، عبر دفع سكان شمال القطاع للاتجاه جنوبًا».

وواصل: «تهدف إسرائيل من هذه الخطوة إلى تفكيك القضية الفلسطينية برمتها، والتنصل من مسئولياتها كدولة احتلال تجاه سكان القطاع، وهذا ما خرج عنه الكابينت الإسرائيلى، عندما أعلن عن قطع العلاقات الاقتصادية والتجارية والاتصالات مع غزة، فى قرار يعطينا مؤشرًا خطيرًا لتصاعد الأحداث وعزل غزة عن العالم».

وفيما يتعلق بموقف مصر، قال الباحث الفلسطينى: «المواقف المصرية الأخيرة، وما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى، كشف عن أوراق نتنياهو وعرى فكرته، التى يدّعى من خلالها أن تهجير الشعب الفلسطينى يستهدف حماية المدنيين، على غير الحقيقة، وهو ما انتبهت إليه مصر وفضحته، بالكشف عن أن الهدف الحقيقى هو تصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعب المصرى، وهو ما لم تسمح به مصر قيادة وشعبًا وجيشًا، سواء فى الوقت الحالى أو أى وقت».

واختتم بقوله: «الهدف من كل ما يحدث فى غزة هو تصفية القضية الفلسطينية، وإلغاء حل الدولتين نهائيًا، لأن إسرائيل لا تقبل شريكًا لها فى المنطقة، وسبق أن خالفت كل الاتفاقيات المبرمة بينها وبين السلطة الفلسطينية».

وقال الدكتور جهاد الحرازين، القيادى فى حركة «فتح»، إن دولة الاحتلال تعمل جاهدة بكل الوسائل والسبل لتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائى، من خلال محاولات التهجير، عبر خلق واقع مأساوى مدمر يفقد الرغبة فى الحياة أو البقاء فى الأرض.

وأضاف «الحرازين»، لـ«الدستور»: «لتحقيق هذا الهدف تمارس إسرائيل أسلوب القتل والتدمير، وترتكب جرائم إبادة بحق الشعب الفلسطينى، لدفعهم إلى الهجرة وترك أراضيهم، وهو مشروع قديم تعمل على إحيائه كل فترة، فى سياق مخطط شامل يهدف إلى إنهاء الصراع وطى صفحة الشعب الفلسطينى وقضيته إلى الأبد».

وواصل القيادى فى «فتح»: «لذلك جرت محاولات عدة للضغط على بعض دول الجوار لاستقبال هؤلاء المهجّرين، سواء بترغيبها هذه الدول استغلالًا لظروفها الاقتصادية، أو بمحاولة ابتزازها وتهديدها، لكن فى كل مرة يأتى الرد من دول الجوار برفض هذه المشروعات والسياسات التهجيرية، سواء من خلال المؤسسات الرسمية وعلى أعلى المستويات، أو من قبل الحاضنة الشعبية».

وأكمل: «اتضح هذا جليًا عندما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى عن رفض تهجير الشعب الفلسطينى، لمنع خلق نكبة جديدة لهذا الشعب، وتصفية قضيته بشكل نهائى، الأمر الذى أكده الأردن كذلك، ورافقه موقف شعبى تجلى فى خروج الملايين من الجماهير لرفض هذه المخططات، خاصة أن قضية اللاجئين ما زالت حاضرة وشاهدة منذ ٧٥ عامًا دون أى حل، وبالتالى لن نقبل بتكرار التجربة مرة أخرى».

مروة عنبر