رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هوامش على دفتر المعركة

سواء كنت مؤيدًا أو معارضًا لما حدث في ٧ أكتوبر ٢٣.. لا يمكنك إنكار أن حماس ألقت حجرًا كبيرًا في الماء الراكد لتعيد لفت انتباه العالم إلى أنه توجد قضية معلقة لشعب مغلوب على أمره ومغتصبة أرضه اسمه فلسطين.
الحجر أُلقي وأحدث دويًا سمعه العالم كله.. وأدرك أن هناك قضية مصيرية يجب أن تُحل فورًا.
تتناقض الآراء حول حماس.. هل قرارها مدروس بعناية وهل أمنت وسائل الحماية للمدنيين في غزة والذين يزيد عددهم على مليوني نسمة معظمهم من النساء والأطفال والكهول من ردة فعل الجيش الإسرائيلي الشرسة والبشعة التي على وشك إبادة غزة عن بكرة أبيها بعد هجومه البري بآلياته المجنزرة الثقيلة وغاراته اليومية المميتة؟!
في الوضع الحالي المشتعل نارًا تشير أصابع اتهام ثلاثة (إسرائيل والعرب وأهل غزة) إلى حماس كسبب أساسي في المأساة التي تعيشها الآن الأطراف الثلاثة.
ولكي نبرئ حماس أو ندينها من هذا الاتهام لا بد أن نلقي الضوء على نشأتها وتاريخها وسأحاول الإيجاز في سرد بعض الحقائق عنها قدر المستطاع.
١- حماس هي اختصار لجمله (ح) ركة (م) قاومة (اس) لامية. 
٢- تعود أصول حركة حماس إلى جماعة الإخوان المسلمين ففي عام 1935 أقامت جماعة الإخوان المسلمين في مصر بقيادة حسن البنا اتصالات في فلسطين الانتدابية وافتتحت في عام 1945 أول فرع لها في القدس وتم افتتاح المقر الرئيسي للجماعة في 25 نوفمبر 1946م، وأقاموا حفل افتتاحه في قاعة سينما السامر بغزة أي قبل إعلان دولة إسرائيل في ١٤ مايو ١٩٤٨.
٣- بعد وفاة رئيس منظمة فتح ياسر عرفات عام ٢٠٠٤ ظهرت حماس على الساحة وهنا بدأت حالة صراع محتدم بين تيارين رئيسَيْن في الساحة السياسية الفلسطينية.. تيار وطني في أبعاده وأفكاره وبرنامجه السياسي والفكري تمثله حركة فتح وباقي فصائل منظمة التحرير.. وتيار إسلامي في أبعاده الفكرية والأيديولوجية وبرنامجه السياسي وتمثله حركة حماس ومن خلفها حركة الجهاد الإسلامي.
٤- في ٢٥ يناير ٢٠٠٦ خسرت حركة فتح أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات التشريعية لصالح حركة حماس وقامت الأخيرة بالتخلص من معظم قيادات فتح بإلقائهم من الأسطح أو بوسائل قتل أخرى مما دفع منظمة فتح إلى الاستقالة من كل المناصب البرلمانية المنوطة بها، وأدى الصراع على السلطة إلى أن تدير حركة فتح شئون الضفة الغربية وتترك شئون قطاع غزة لحركة حماس.
٥- في مايو ٢٠١٧ أعلن خالد مشعل عن ميثاق جديد لحركة حماس، وحدد فيه أن حماس هي الذراع العسكرية للإخوان المسلمين في فلسطين، وأعلن عن أن أعضاءها مسلمون يخشون الله ويرفعون راية الجهاد في وجه الظالمين.. وينص الميثاق على أن «نضالنا ضد اليهود كبير جدًا وبالغ الخطورة»، ويدعو إلى إنشاء دولة إسلامية في فلسطين بدلًا من إسرائيل في الأراضي الفلسطينية وطمس إسرائيل أو حلّها، ويؤكد على أهمية الجهاد كما جاء في المادة 13 (لا يوجد حل للقضية الفلسطينية إلا من خلال الجهاد، والمبادرات والمقترحات والمؤتمرات الدولية كلها مضيعة للوقت ومساعٍ عبثية).
ولأن حماس حركة إخوانية جهادية دبرت أحداث الفوضى واقتحام السجون في مصر وكارثة مذبحة استاد بورسعيد ثم كانت وراء الأعمال الإرهابية في سيناء والتي أدت إلى قتل المئات من شباب مصر في الجيش والشرطة.
القراءة في التاريخ القريب توضح لنا مَن هي حماس.. وأترك للقارئ الإجابة على السؤال الأهم.. هل ما حدث في ٧ أكتوبر هو شجاعة ووطنية.. أم مؤامرة وخيانة تسببت في إزهاق أرواح الآلاف وتشريد الملايين من إخواننا الأبرياء في فلسطين؟