رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قاطعوا مجرمى الحرب قتلة الأطفال

 يقول الشاعر سمير عبد الباقى
فى عالم بتموت فيه الأطفال م الجوع
وبيبنى تجار الحرب المجد من عضم الأجساد البشرية
فى عالم نصه مسفوح الدم وعريان محكوم بالقوة
والنص التانى بينام على نغمة فزع الأطفال
من حلم الحرب الذرية
اتذكر وانت بتقفل بابك لجل تنام
إن الأُلوفات فى نفس الساعة بتموت م الجوع
أو تحت نابلم الطيارات الأمريكانية.
والآن يموت أطفال فلسطين بالآلاف على يد قتلة الأطفال الصهاينة، بأسلحة أمريكية الصنع ومحرمة دوليًا، وبمساندة الدول الاستعمارية الكبرى المتوحشة، بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، وأيضا بتواطؤ وصمت الحكام العرب، الذين وقعوا اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيونى، على حساب دم الشهداء وعلى حساب الحق الفلسطينى فى التحرير والعودة. أطفال يموتون بنيران العدو الصهيونى، ومنهم من يدفنون تحت أنقاض المنازل التى يستهدفها الكيان المجرم السفاح، الذى يهدم البيوت على العائلات، بل ويهدم الكنائس والجوامع والمستشفيات، مخالفًا كل الشرائع والأخلاق والاتفاقيات وكل مواثيق حقوق الإنسان.
لقد سقطت أوراق التوت الناطقة باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان، التى كنتم تخفون بها عوراتكم، وانكشف زيفكم، واتضحت حقيقتكم، كوحوش ضارية متعطشة للدم، أنتم ومن يساندونكم ويعطون لكم الضوء الأخضر لارتكاب المجازر وارتكاب جرائم التطهير العرقى والتهجير القسرى لأهالى فلسطين، فى محاولة خسيسة لتصفية القضية الفلسطينية بتهجير وتوطين الفلسطينيين فى سيناء المصرية وفى الأردن، ولكن كانت لكم المقاومة بالمرصاد حيث صدتكم وأوضحت فشلكم على المستوى العسكرى والاستخباراتى والسياسى. وها هو الشعب الفلسطينى البطل يسطر ملحمة البطولة والفداء من أجل الدفاع عن المقدسات المسيحية والإسلامية، ومن أجل كرامة وعزة  الشعب العربى.
إن فى يد الشعوب العربية سلاح فعال، هو مقاطعة المنتجات الصهيونية ومنتجات الدول الداعمة لها. ولقد انتشرت شعارات المقاطعة فى كل أنحاء العالم ردًا على ما تقترفة حكومة "إسرائيل" اليمينية المتطرفة العنصرية من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية كإبادة الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة منذ السابع من أكتوبر 2023 حتى الآن.
لم تكن المقاطعة الشعبية اقتصادية فقط، ولكن أيضًا فى المجالات الرياضية والفنية والمعارض التجارية والثقافية، حيث رأت الشعوب المذابح والمجازر البشعة طوال هذه الفترة وسقوط آلاف الضحايا من الشهداء الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء وعشرات الآلاف المصابين والجرحى، الذين يواجهون نقصًا فى المستشفات، وفى المستلزمات الطبية وفى عربات الإسعاف نتيجة لاستهداف العدو لهذه الأماكن، ونتيجة لمنع وصول المساعدات الإنسانية، بالمخالفة لكل الشرائع والقوانين والمواثيق الدولية.
ولقد بدأت المقاطعة على نطاق واسع ضد المؤسسات الصهيونية والتجارة "اليهودية" قبل إعلان الكيان الصهيونى 1948، ففى محاولة لعزل الكيان الصهيونى اقتصاديًا، أعلن مجلس الدول العربية 1945، مقاطعة رسمية للبضائع "اليهودية"، واعتبرها غير مرغوب فيها داخل الدول العربية، وطالب كل المؤسسات والمظمات والتجار والأفراد العرب، برفض التعامل بالبضائع الصهيونية أو توزيعها أو استهلاكها. 
وجاءت المقاطعة الرسمية عن طريق جامعة الدول العربية بعد حرب 1948، وتم تنفيذها بنسب مختلفة من الدول العربية، حيث تمت مقاطعة السلع والخدمات المصدرة من إسرائيل، وأيضا مقاطعة الشركات التى تتعامل مع إسرائيل، والشركات التى تشحن بضائعها من خلال المنافذ الإسرائيلية. وتكون مكتب المقاطعة العربية المركزى فى دمشق 1954.
وتهربت الدول العربية من المقاطعة بعد عام 2005 نتيجة لعقد اتفاقيات اقتصادية مع العدو، وذلك للانضمام لمنظمة التجارة العالمية التى تشترط عدم مقاطعة أى دولة تجاريا ومنها "إسرائيل".
والآن الدول التى تطبق المقاطعة رسميًا، هى سوريا ولبنان وإيران. كما أن هناك دولا ترفض دخول أى شخص حامل الجواز الصهيونى أو حامل تأشيرة على جوازه تدل على الدخول أو الخروج من الكيان، وهى الجزائر وبنجلاديش ولبنان وباكستان وماليزيا وعمان وسوريا واليمن والعراق، ماعدا إقليم كردستان العراق.
وفى عام 2005 تأسست حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات "بى دى إس" فى محاولة لزيادة الضغط الاقتصادى والسياسى على الكيان الصهيونى، وتدعو هذه الحركة إلى مقاطعة كلية للمنتجات الصهيونية، وتصفية الاستثمارات فى الكيان وفرض العقوبات.
ولم تقتصر الحركة على المقاطعة الاقتصادية، ولكن دعت إلى المقاطعة التجارية والثقافية والرياضية والفنية.
للشعوب العربية مطالب من رؤسائها وحكامها منها:
وقف التطبيع مع الكيان الصهيونى فورًا. وسحب سفرائنا من فلسطين المحتلة وطرد السفراء الصهاينة.
مقاطعة الدول العربية جميع منتجات الدول المؤيدة والداعمة للكيان الصهيونى، والتى تعتبر شريكة له فى المجازر والجرائم التى يرتكبها من حصار وإبادة جماعية وتهجير قسرى 
وقف الاستيراد من الولايات المتحدة الأمريكية والدول المؤيدة للكيان الصهيونى "إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا".
سحب استثمارات الدول العربية فى الولايات المتحدة الأمريكية والدول الاستعمارية الغربية وسحب أموالها من بنوك تلك الدول؛ لتوجيه ضربة قاصمة لاقتصادات الغرب.
وقف تصدير النفط للدول الشريكة مع الكيان الصهيونى فى جرائمه وعدوانه. 
عدم مرور السفن المحملة بالأسلحة للكيان الصهيونى فى مياه قناة السويس والبحر الأحمر.
عدم مرور طيران العدو الصهيونى والأمريكى عبر المجال الجوى للدول العربية.
إن الأمل فى الشعوب العربية والشعوب الحرة فى أنحاء العالم فى تفعيل سلاح المقاطعة بجميع أشكالها:
مقاطعة البضائع "الإسرائيلية" والأمريكية والدول المساندة للكيان الصهيونى.
مقاطعة المطاعم والكافيهات التى تدعم العدو، ويذهب جزء من أرباحها لهذا الكيان.
مقاطعة المعارض الصناعية والتجارية والمهرجانات الفنية والثقافية التى تشارك فيها "إسرائيل".
انسحاب الفرق الرياضية العربية من المباريات الدولية، عندما يتم مواجهة الفريق الإسرائيلى، واختيار الخسارة أشرف من مواجهته.
وقف شحن أو تفريغ السفن والطائرات المحملة بالبضائع الداخلة إلى الكيان الصهيونى أو الخارجة منه. 
المجد والخلود للشهداء والنصر للمقاومة الفلسطينية، والبقاء للشعوب والزوال للاحتلال، والخزى والعار لكل المتواطئين والمشاركين فى هذه الجرائم.