رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قلق عالمى من «حرب غزة».. رفع أسعار الطاقة وخفض النمو الاقتصادى أبرز الأضرار المتوقعة

اثار القصف فى غزة
اثار القصف فى غزة

اندلاع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في 7 أكتوبر2023، أعاد القلق حول احتمالات إلحاقها أضرارا بالاقتصاد  العالمي، إذ تسببت في رفع أسعار النفط.


وارتفعت أسعار الغاز بمقدار الثلث مباشرة عبر إحدى منصات تداول عقود  الغاز في العالم، وارتفع سعر المليون وحدة الحرارية البريطانية من 11 دولارا إلى 17.


وهناك قلق عالمي من تفاقم الأزمة،  سيلحق أضرارا واسعة بالاقتصاد العالمي. لكن الأمر الذي يشكل خطرا أكبر على الاقتصاد العالمي، ربما، ليس  ارتفاع أسعار الطاقة فحسب، بل شحها المحتمل إذا ما تواصلت الأزمة وتأثر الإنتاج في بعض المناطق بالحرب، أو أغلقت ممرات نقل الطاقة من الخليج وشمال إفريقيا إلى أوروبا، لأي سبب كان، فإن الأسعار سترتفع، بينما يشح المعروض من النفط والغاز. 


عدم الاستقرار في الشرق الأوسط سوف يتسبب في رفع أسعار الطاقة، ورفع معدل التضخم، وخفض النمو  الاقتصادي عالميا، لكن حدة الأزمة الاقتصادية سوف تعتمد على مدى اتساع الصراع الحالي.


في 31 أكتوبر 2023 حذر البنك الدولي من أن أسعار النفط قد ترتفع إلى أكثر من 150 دولارا للبرميل مقارنة بنحو 90 دولار حاليا إذا تصاعد الصراع في الشرق الأوسط. أنه من الممكن أن تؤدي الحرب الطويلة الأمد في المنطقة إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار الطاقة والأغذية، بعد عام واحد فقط من ارتفاع الأسعار بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.


وقال إنديرميت جيل، كبير الاقتصاديين في البنك الدولي: "إن الصراع الأخير في الشرق الأوسط يأتي في أعقاب  أكبر صدمة لأسواق السلع الأساسية منذ السبعينيات - حرب روسيا مع أوكرانيا. 


وكان لذلك آثار مدمرة على الاقتصاد العالمي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا". وأضاف أن "هذه هي المرة الأولى التي نتعرض فيها لصدمتين للطاقة في نفس  الوقت"، في إشارة إلى تأثير الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط على أسعار النفط والغاز. 


قال مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بصندوق النقد الدولي، جهاد أزعور، في الثاني عشر من أكتوبر 2023  إن ارتفاع أسعار النفط له تأثير سلي على الدول المستوردة للنفط، وقد يؤدي لزيادة التضخم.


وبحسب تقرير شهر أكتوبر لآفاق الاقتصاد الإقليمي، في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، الصادر في نفس اليوم، خفض صندوق النقد الدولي  توقعاته للنمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال العام الجاري إلى 2 بالمئة، انخفاضا من 3.1 بالمنة في  توقعاته السابقة في أبريل. 


كما حذرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الأخير حول سوق النفط الخام، من أن تصعيد التوتر في الشرق  الأوسط يهدد أسواق النفط العالمية، مشيرة إلى أنه رغم أن الاضطرابات الجيوسياسية في المنطقة لم يكن لها تأثير  مباشر على جانب العرض، فمن المتوقع أن تظل أسواق النفط في حالة من الترقب والتقلب مع تطورات الأزمة.


وعزت ذلك إلى أن منطقة الشرق الأوسط تمثل أكثر من ثلث تجارة النفط العالمية المنقولة بحرا، فيما تستعد الدول الغربية لقضاء فصل شتاء آخر من دون إمدادات الطاقة الروسية بسبب حرب أوكرانيا.