قراءة في أسباب خروج الأهلي من الدوري الإفريقي أمام صن داونز

تعرضت جماهير الأهلي لصدمة حقيقية بعد خروج فريقها من الدور نصف النهائي لبطولة الدوري الإفريقي عقب تعادله مع صن داونز الجنوب إفريقي بدون أهداف في مباراة العودة التي أقيمت مساء أمس باستاد القاهرة وسط حضور جماهيري كبير لم يبخل بالدعم والمساندة للاعبي الأهلي طوال المباراة.

كل من شاهد المباراة اعتقد أن صن داونز واجه فريقين في نفس المباراة الأول فريق مرعب يملك كل الحلول لخلق فرص حقيقية للتهديف في الشوط الأول وفريق آخر عاجز تماما خلال الشوط الثاني.

الأهلي أضاع فرصة الحسم المبكر 

الأهلي بدأ المباراة بشكل ممتاز وكان بإمكانه حسم الأمور في ربع ساعة الأولى حيث تصدى الحارس لضربة رأس من بيرسي تاو من داخل منطقة الست ياردات وأهدر علي معلول ركلة جزاء في الدقيقة 12 وكان إمام عاشور مفتاح لعب حقيقي وصنع فرصة لبيرسي تاو تكفلت العارضة بإفسادها وصنع فرصة أخرى لمحمود كهربا أمام المرمى أهدرها بغرابة وللأسف الجملتين الرائعتين لم تتكررا في الشوط الثاني.

وارتكب حارس صن داونز خطأين في غاية السذاحة لم يحسن كهربا استغلالهما ليهدر الأهلي فرصة حسم المباراة  في الشوط الأول وهم مادفع ثمنه غاليا في النهاية.

توقع الجميع أن يواصل الأهلي أداءه الرائع في الشوط الثاني لكن المفاجأة أن الفريق تحول إلى مرحلة العجز الكلي ولم يخلق فرصة واحدة للتهديف طوال 45 دقيقية و9 دقائع لعبت كوقت بدل ضائع.

اللعب التمركزي سبب العجز في الشوط الثاني 

السؤال الذي تبحث جماهير الأهلي عن إجابة له هو لماذا عجز الأهلي عن خلق فرصة واحدة للتهديف طوال الشوط الثاني رغم أن دفاع صن داونز ليس قويا بدليل اختراقه بسهولة في الشوط الأول.

أسباب كثيرة وراء مرحلة العجز التي وصل إليها الأهلي في الشوط الثاني أهمها عدم تبادل المراكز بين لاعبي الخط الهجومي ووجدنا بيرسي تاو يقف بجوار الخط الجانبي للملعب في الجانب الأيمن ونفس الشيىء فعله حسين الشحات في الجانب الأيسر إضافة لعدم وجود انطلاقات من لاعبي الوسط في عمق الدفاع  وهو مايطلق عليه " اللعب التمركزي " فأصبح محمود كهربا وحيدا داخل منطقة الجزاء.

حتى إمام عاشور تراجع أداءه في الشوط الثاني ولم يمد زملاءه بالتمريرات المؤثرة كما حدث في الشوط الأول وكان غريبا الا يلجأ لسلاح التسديد من خارج منطقة الجزاء وهى أبرز مميزات إمام عاشور.

هجمات الأهلي التقليدية كانت تتم أمام أعين مدافعى صن داونز مما سهل مهمتهم في إفسادها حتى عندما لجأ صن داونز للعب بطريقة مصيدة التسلل في فترات كثيرة بالشوط الثاني عجز لاعبو الأهلي عن إيجاد حلول لها.

هل تأخر كولر في إجراء التغييرات؟

البعض يتهم السويسري مارسل كولر المدير الفني للأهلي بعدم إجراء تغييرات في بداية الشوط الثاني والحقيقة أن الأهلي لم يكن في حاجة للتغيير لأنه أدى الشوط الأول بشكل جيد.

وعندما شعر كولر أن الزمام سيفلت منه أجري ثلاث تغييرات في الدقيقة 70 بنزول محمد مجدي أفشة ورضا سلم وأنتوني موديست بدلا من أليو ديانج وحسين الشحات ومحمود كهربا لكن الأداء لم يتغير بسبب إصرار  بيرسي تاو على البقاء بجوار الخط الجانبي للملعب  ورضا سليم لذي لعب 7 دقائق ثم خرج مصابا ولعب بدلا منه أحمد عبد القادر وكلاهما التزم التواد بجانب الخط الجانبي للملعب في الجانب الأيسر وبقيت المشكلة في عدم وجود كثافة عددية داخل منطقة جزاء صن داونز وحاول كولر حل المشكلة بالدفع بصلاح محسن بدلا من مروان عطية في الدقيقة 84 لكن لاعب الأهلي كانوا قد وصلوا إلى مرحلة العصبية التي أدت لافتقاد التركيز لذلك عجزوا عن تسجيل ولو هدفا واحدا واللجوء لكلات الترجيح.