رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيناء.. بنية تحتية حديثة واستقرار وأمان

حتى الثالث من الشهر الماضي، واصل الرئيس عبد الفتاح السيسي توجيهاته بصياغة مسار تنموي متطور ومتكامل، يتسق مع أهمية وخصوصية المكانة الفريدة لسيناء، ويتناغم مع جهود الدولة المماثلة في كل ربوع مصر، بتكاتف جميع وزارات وهيئات الدولة.. في هذا اليوم، وقبل اندلاع أزمة قطاع غزة، اجتمع الرئيس مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول محمد زكي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، واللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة، واللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، واللواء محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء؛ لمتابعة الموقف التنفيذي لجهود التنمية الشاملة بالمحافظة، واطلع على الإجراءات والجهود الكبيرة التي بُذلت في سيناء على مدار السنوات السابقة، من أجل استعادة الأمن والاستقرار، بما يمهد الطريق لتنفيذ الرؤية التنموية للدولة والعديد من المشروعات القومية هناك، بهدف توفير الحياة الكريمة ومستوى المعيشة اللائق لأهالي سيناء.
هذه هي سيناء، التي رأي الرئيس السيسي، ومنذ تولى المسئولية الجسيمة في قيادة مصر، أنه من الأهمية بمکان أن نضع سيناء في مقدمة اهتماماتنا وعلى أولويات استراتيجية مصر، للخروج من الوادى القديم الذى بدأ يضيق بسکانه.. فسيناء مؤهلة للتخفيف من شدة هذا الازدحام السكاني، ومؤهلة لفتح الکثير من المجالات أمام شعب مصر، لإقامة مجتمعات عمرانية وزراعية وتعدينية وصناعية وسياحية وتجارية، کما أن قربها وتداخلها مع إقليم قناة السويس، التى تعتبر شريانًا حيويًا من  شرايين الاقتصاد والتجارة الدولية، وهو ما تطلب ملحمة بناء، لتكون جسرًا يعبر من خلاله الشعب المصرى إلى الأمن والرخاء.. ثم أتساءل: وماذا عن تنمية سيناء؟.
تحولت شبه جزيرة سيناء إلى أرض خصبة، تعود على أبنائها بالنفع والخير والمشروعات التي تقودها إلى التنمية، لإقامة حياة حقيقية على أرضها؛ حيث تُولي الدولة اهتمامًا كبيرًا بتنميتها، خصوصًا الأماكن الفقيرة، في شمال ووسط سيناء وجنوبها، من خلال مشروعات تركز على تحقيق التعمير وخلق بيئة موائمة للعيش بها.. كانت لتنمية سيناء أولوية كبيرة للقيادة السياسية، لوضعها على خارطة التنمية الشاملة والاستثمار، ضمن خطة طموحة وغير مسبوقة لتعمير أرض الفيروز وجعلها منطقة جاذبة للمستثمرين والسكان وربطها بالدلتا والمحافظات، عن طريق تنفيذ مشروعات قومية وتنموية عملاقة، تضمنت إنشاء مناطق ومجمعات صناعية وزراعية وتعدينية، ومجتمعات عمرانية ومد الطرق والجسور والأنفاق، بالإضافة إلى الاهتمام ببناء الإنسان.. وأصبح حلم سيناء وتعميرها واقعًا ملموسًا نعيشه، بعد سلسلة من المشروعات القومية بأرض الفيروز، بينها مشروع الإسكان ومحطات تحلية مياه البحر وإنشاء تجمعات زراعية، وحفر آبار وخطة تنمية شاملة نفذتها الحكومة، بقيمة سبعمائة مليار جنيه.
وكما يقولون، "وشهد شاهد من أهلها"، تعالوا نستمع أولًا إلى شهادات أهالي سيناء، التي وثقناها حتى أمس الإثنين.. يقول الشيخ علي فريج، رئيس المجلس القومي للقبائل، إن سيناء أهم بقعة في مصر، فهي تمثل بوابة مصر الشرقية، هذه البوابة التي شهدت كل الجيوش الغازية التي تستهدف مصر، وهي التي عبرها تحتمس سبع عشرة مرة بجيوشه، لتأمين حدود مصر وطرد الغازين.. سيناء ستظل للأبد هي مدخل الخير والشر على مصر، علاوة على أن سيناء بموقعها الجغرافي المتميز؛ جعل منها هدفًا يسعى الكل للحصول عليه.. إن سيناء تملك من الإمكانات ما لا تملكه دول كثيرة، الأرض الزراعية الواسعة والصالحة للزراعة، وحسب الأرقام هناك خمسة ملايين فدان، فيها وثروات معدنية وشواطئ للصيد وللسياحة.. تشهد سيناء في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، عصرًا جديدًا من التنمية الشاملة، ويكفي أنه أنشأ نفق تحيا مصر، ونفق بورسعيد لإنهاء عزلة سيناء نهائيًا، كما أنه خلال أربعة سنوات تم إقامة مشروعات بنية تحتية وخدمية واستثمارية في سيناء، من شق طرق إلى إنشاء محطات تحلية مياه إلى بناء مدارس ومستشفيات ووحدات صحية، فضلًا عن افتتاح جامعة العريش الحكومية، وتطوير ميناء العريش البحري والميناء الجوي بالعريش.. أكد الشيخ أن من مظاهر التنمية في سيناء، إنشاء أنفاق تحت قناة السويس، التي ربطت سيناء بالوطن الأم مصر.. كل هذا يعتبر، وبكل المقاييس، إنجازًا هائلًا على أرض سيناء المباركة، بفضل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
بينما يشهد الشيخ سالم العكش، عضو مجلس الشيوخ، بالفضل للدولة المصرية التي أنفقت حوالي سبعمائة مليار جنيه، لتنمية شمال وجنوب سيناء، لدعم المحافظتين وشبه جزيرة سيناء بشكل عام، لإعمارها، من خلال إنشاء العديد من مشروعات البنية التحتية والطرق والكبارى، وإنشاء العديد من المحطات لتحلية مياه البحر، لتوفير مياه تخدم الأغراض التنموية، بجانب مشروعات الأنفاق والسياحة وغيرها من المشروعات، منها أنفاق قناة السويس والطرق والكبارى والمحاور والمطارات ومحطات تحلية المياه، ومحطات الطاقة والقطاعات الخدمية.. وأكد أن المشروعات التنموية أدت إلى الاستقرار في سيناء.. وعودة أهالي مناطق شرق العريش والشيخ زويد وبقية المناطق تباعًا، إنما لها دلالة على التنمية والتعمير والاستقرار.
ورأى الشيخ عبد الله جهامة، رئيس جمعية مجاهدى سيناء، أنه لكي يكون المجتمع متماسكًا وقويًا، لابد من توافر المشروعات والخدمات والاحتياجات للأهالي، حيث يتم استكمال إنشاء شبكة الصرف العامة لعدد من المناطق وأعمال التغذية الكهربائية، واستكمال تطوير محطة طلمبات وإعادة تأهيل محطات الصرف، واستكمال إنشاء مدينة رفح الجديدة، بإجمالي طاقة سكانية خمسين ألف مواطن، وإحلال وتجديد محطات شبكات مياه الشرب، واستكمال المعهد الفني الصناعي ببئر العبد، وإنشاء استراحة لكبار علماء الأزهر، وتطوير المعاهد الابتدائية والإعدادية بالمحافظة، وإنشاء معاهد جديدة، واستصلاح الأراضي لتوفير فرص عمل جديدة للشباب.. إن التنمية تٌرى بشكل لافت وملحوظ بشمال وجنوب سيناء، وهذا يعود إلى حرص الدولة على تحقيق التنمية الحقيقية لكل أهاليها.
ولأن الاستقرار لا يتأتي للإنسان إلا إذا ملك مكانه، واستقر في أرضه التي وُلِدَ فوق ترابها، لذا، فقد ثمَّن المستثمر السيناوي محمد درغام، ما تم تنفيذه من مشروعات قومية عملاقة على أرض سيناء، حينما قال، إن سيناء شهدت خلال السنوات الأخيرة تنمية لم تشهدها مطلقًا من قبل؛ حيث تكفلت الدولة بتوطين آلاف الأهالي في المناطق التنموية، وحل أي مشكلة تواجه الاستقرار في سيناء،حيث تعمل الدولة على خلق تنمية حقيقة.. إن الدولة تركز على خلق تنمية في سيناء، وبالتالي يتم تنفيذ مشروعات متنوعة، المرافق العامة ومحطات التحلية والتجمعات البدوية.
وهكذا، ودائمًا، عودنا الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن يسبق فعله قوله، ولا ننسى له أن وعد فأوفى، حينما قال، إن الفترة المقبلة سوف تشهد تنفيذ خطة كبري لتحقيق معدلات تنمية عالية في سيناء.. هذا غيض إضافي من فيض كبير، لم يكن ليتحقق ما لم تكن أجهزة الدولة المختلفة قد نجحت في حصار ظاهرة الإرهاب، الذي أتاح للدولة القدرة لتنفيذ خطة التنمية الشاملة لسيناء، لأن الإرهاب كان يعوق حياة الناس وليس التنمية فقط، "بعد ما ربنا سبحانه وتعالى وفقنا والإرهاب اللي كان موجود وكان يعوق حياة الناس، لأن لو مفيش أمان، الناس مش هتعرف تعيش حتى لو عايشه، والحمد لله اللي تحقق بفضل الله والجيش والشرطة وأبناء سيناء.. فقد كان مستهدفًا تحويل سيناء إلى بؤرة دائمة للإرهاب، وهو ما تصدت له الدولة المصرية بكل قوة ونجحت في منعه".. مع أن الدولة المصرية مازالت مُستهدفة بالشائعات والافتراءات، بعدما نجحنا في تقويض المخطط الإرهابي.
. حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.