رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صلاة الوز الأخضر على القناة من سيناء

 

من السويس قلت ياللى.. دى القنطرة فجر تملى
والوز الأخضر بيصلى.. على القناية من سينا.

الكلمات كتبها والد الشعراء فؤاد حداد ولحنها أحمد منيب واستمتعنا بها بصوت محمد منير، نقرأ مرة ثانية «الوز الأخضر بيصلى.. على القناية من سينا».. هذا الهدوء وهذه الوداعة والسكينة التى يصلى بها الأوز على القناة من ناحية سيناء لا تتفق أبدًا مع الحروب الشرسة التى عاشتها سيناء على مدار تاريخها ومؤخرًا حربها ضد الإرهاب، تلك الحرب التى خاضتها مصر ببسالة فى السنوات العشر الأخيرة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى ويمكننا الآن أن نتذكر ما قاله اللواء أحمد وصفى عندما تولى مسئولية العمليات فى سيناء وقت الإرهاب وكان وعده هو أن يسلمنا سيناء وهى كاملة الوضوء.
وعدت الدولة وأنجزت وضوء سيناء حتى يتمكن أوز فؤاد حداد الأخضر من أن يصلى على القناة من ناحية سيناء، لم تكن المسألة فى بساطة كلمات الشعراء ولكنها كانت أكثر تعقيدًا ودفعت فيها مصر الدماء والمليارات، الدماء من أجل التحرير الشامل والمليارات من أجل التنمية.
يقول التقرير، الصادر مؤخرًا عن مجلس الوزراء، إن الدولة المصرية تمضى بخطى متسارعة فى تنفيذ استراتيجيتها الوطنية لتنمية شبه جزيرة سيناء، من خلال مسارات عدة ومتوازية تحقق الربط الجغرافى والتنموى بين سيناء والوادى والدلتا.
ونتوقف هنا عند عبقرية الربط بين سيناء والوادى والدلتا وهو ربط لا يتوقف عند حدود إقامة الطرق والكبارى والأنفاق فقط، ولكنه ربط بشرى يتحرك فيه الناس من ضيق الدلتا إلى براح سيناء العظيمة وهو أفضل استثمار ممكن وهو أفضل سلاح لردع الطامعين فى تراب سيناء، اكتمال تلك الاستراتيجية يمكن له أن يؤسس فتحًا كبيرًا فى بناء مصر الحديثة.
سيناء الملهمة، حسب الإحصائيات، يعيش فى شمالها ما يقرب من نصف مليون مواطن، ويعيش فى جنوبها ما يقرب من 120 ألف مواطن.
شبه جزيرة سيناء لا تحتوى شمالها وجنوبها فقط ولكنها تحتوى امتدادات لمحافظات مدن القناة بعمق 5 كيلومترات مربعة بداخلها لكل من محافظات بورسعيد والإسماعيلية والسويس، ويعيش فى تلك الامتدادات آلاف المواطنين.
ولقد رأينا بأعيننا كيف أنجزت الحكومة مشروعات عمرانية جديدة داخل سيناء، منها مدينة «الإسماعيلية الجديدة»، ومن المتوقع أن تستوعب تلك المدينة قرابة 314 ألف مواطن، فضلًا عن إنشاء مدينة شرق بورسعيد «سلام»، شمال غرب سيناء، لتستوعب مليون نسمة، وفى شمال شرق سيناء يجرى إنشاء مدينة «رفح الجديدة»، ومن المرتقب تسكين 50 ألف نسمة فيها.
ومن الخطط الطموحة أيضًا تنفيذ مدينة «بئرالعبد الجديدة» على مساحة 2708 أفدنة فى شمال سيناء لتمحو ذكرى مجزرة مسجد الروضة التى نفذها الإرهابيون أعداء الحياة وأسفر هجومهم عن استشهاد 305 مصليين وإصابة 128 آخرين.
ليست «بئرالعبد الجديدة» هى الوحيدة فى المجتمعات البدوية، ولكن حدث بالفعل إنشاء الآلاف من الوحدات السكنية على الطراز البدوى لتوطين البدو فى تجمعات سكنية آدمية مزودة بالمرافق والخدمات.
لا توجد حياة مريحة دون بنية أساسية قوية وهذا ما بدأت به الدولة المصرية. 
وعلى مدار السنوات العشر الماضية شاهد الجميع جهود التعمير وتطوير البنية الأساسية وإنشاء شبكات الطرق والأنفاق العملاقة التى ربطت بين غرب القناة من الإسماعيلية إلى شرق القناة.
ويذكر أحد التقارير أن إجمالى ما تم إنفاقه على مشروعات التنمية فى سيناء قد بلغ 700 مليار جنيه، هذا الرقم الذى يراه البعض كبيرًا نراه رقمًا متواضعًا بالنظر إلى المستقبل الواعد لسيناء، ذلك المستقبل الذى يرتكز على محاور الصناعة والزراعة والسياحة، لنقول بقلب صادق إن الدماء التى نزفت على رمل سيناء لم تذهب هدرًا، والآن جاء وقت العرق حتى يتذكرنا الأجيال القادمة وقد كتبنا سطرًا فى تاريخ مصر.