رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عقب حديث نتنياهو عن نبوءة إشعياء.. باحث: الشعب اليهودى خالف العهد مع الله

نتنياهو
نتنياهو

خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قبل أيام، مؤكدًا أنه سيحقق "نبوءة إشعياء" في الحرب التي يشنها على قطاع غزة، واصفًا الفلسطينيين بأنهم "أبناء الظلام"، حسب تعبيره، والإسرائيليين بـ"أبناء النور".

ووجّه نتنياهو كلامه للإسرائيليين قائلًا: "سنحقق نبوءة إشعياء، لن تسمع بعد خرابًا في أرضك، سنمنح المجد لشعبك، سنقاتل معًا وسننتصر".

وأثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول تحقيق ما يُعرف بـ"نبوءة إشعياء"، جدلًا في الأوساط القبطية بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.

"نبوءة إشعياء" التي تحدث عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي تحديدًا هي الإصحاح التاسع عشر من السفر، حيث إن سفر إشعياء هو أحد أسفار العهد القديم في الكتاب المقدس، وهو يتحدث عن رؤيا رآها النبي إشعياء على بني إسرائيل.


ماذا تقول نبوءة إشعياء؟

تقول نبوءة إشعياء عن مصر بالكتاب المقدس كالتالي: "وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ: هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ، وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا، وَأُهَيِّجُ مِصْرِيِّينَ عَلَى مِصْرِيِّينَ، فَيُحَارِبُونَ كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ: مَدِينَةٌ مَدِينَةً، وَمَمْلَكَةٌ مَمْلَكَةً، وَتُهْرَاقُ رُوحُ مِصْرَ دَاخِلَهَا، وَأُفْنِي مَشُورَتَهَا، فَيَسْأَلُونَ الأَوْثَانَ وَالْعَازِفِينَ وَأَصْحَابَ التَّوَابعِ وَالْعَرَّافِينَ، وَأُغْلِقُ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ فِي يَدِ مَوْلًى قَاسٍ، فَيَتَسَلَّطُ عَلَيْهِمْ مَلِكٌ عَزِيزٌ، يَقُولُ السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ. وَتُنَشَّفُ الْمِيَاهُ مِنَ الْبَحْرِ، وَيَجِفُّ النَّهْرُ وَيَيْبَسُ. سفر إشعياء 19". 

أكذوبة شعب الله المختار 

من جهته، قال الباحث مرقس ميلاد، باحث ماجستير معهد الدراسات القبطية، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، إن كل شعب فى المسكونة كلها يتكون بفعل عوامل عديدة، منها عرقية أو جغرافية أو اقتصادية وسياسية ولغوية وحضارية، أما شعب إسرائيل فقد تكون من خلال دعوة الله له من خلال أبينا إبراهيم، وبذلك يكونون هم شعب الله الذي اختارهم من بين جميع شعوب الأرض كلها، ولكن هذا الاختيار ليس معناه كما يفهمه اليهود أنهم أفضل شعوب الأرض كلها، وأن الله قد خصه بامتيازات دون الشعوب الأخرى، بل كما يقول الكتاب المقدس فى سفر التثنية: "لا لأنكم أكثر من جميع الشعوب لزمكم الرب واصطفاكم فإنما أنتم أقل من جميع الشعوب لكن لمحبة الرب لكم" ( تثنية 7:7)، والعديد من الآيات الأخرى التى تؤكد أن الاختيار كان لغرض وكذلك الاختيار كان مشروطا من جهة الرب لهم.

غرض الاختيار هو أن يكون خادمًا وشاهدًا لله بين الشعوب

وتابع "ميلاد"، في تصريحات خاصة: أما غرض الاختيار فهو أن يكون خادما وشاهدا لله بين الشعوب، كما جاء فى سفر إشعياء: "أنتم شهودي هل من إله غيرى؟" (إشعياء 8:44)، وبالتالى فهو خادم للشعوب كلها لأنه ناقل لكلمة الله إليهم، وهو ينقل بركة الله لهم من خلال الكرازة باسم الرب وسط الشعوب حتى يتعرفوا عليه ويؤمنوا به، فيكونوا كالنور وسط ظلام الوثنية التى انتشرت فى الأرض كلها.

وأوضح أما من جهة شرط الله لهم فكان بسيطًا جدا، وهو أن يمتثلوا لأوامر الرب كما جاء فى سفر الخروج: "إن امتثلتم أوامره وحفظتم عهدي تكونون لى مملكة وأمة مقدسة" (خروج 5:19)، فهل نفذ شعب إسرائيل ذلك؟، للأسف لا، فقد ترك نفسه لعبادة الأوثان واختلط بالشعوب الأخرى وبعاداتهم الوثنية وانحرف عن الدعوة التي كان مدعوًا لها وخان العهد الذي كان بينه وبين الله، فبدلا من أن يكون ملحا للأرض فقد فسد الملح. 

 فنذكر على سبيل المثال أنهم عندما صعد موسى النبي إلى الجبل ليستلم ألواح الشريعة عبدوا العجل الذهبى فى الصحراء بدلا من عبادة الله الذي شق البحر الأحمر من أيام قلائل، كذلك عندما استقر الشعب فى الأرض رفض أن يكون الله هو الملك عليهم وطلبوا ملكا أرضيا كمثل الشعوب الأخرى، فيقول الكتاب المقدس فى سفر صموئيل: "فأبى الشعب أن يسمعوا لصوت صموئيل وقالوا لا، بل يملك علينا ملك ونكون مثل سائر الشعوب"، وكذلك بعد انقسام المملكة ترك الشعب الله والهيكل وبنوا لهم المرتفعات لعبادة الأوثان، حتى إنه يذكر لنا الكتاب المقدس أن الملكة إيزابيل قد ذبحت واضطهد كل الأنبياء الذين يكرزون باسم الرب.

الاختيار كان مشروطًا وعندما خالف الشعب اليهودى تم سبيهم وتشتيتهم

وأضاف الباحث: كما قلنا إن الاختيار كان مشروطا، وعندما خالف الشعب اليهودى ذلك العهد والشرط، سمح الله لهم بأن يتم سبيهم وتشتيتهم فى الأرض كلها، وذلك من خلال السبى الذى حدث لهم على يدى ملك أشور وملك بابل، وبذلك كان بداية نهاية الشعب اليهودي، فبعث الله بيونان النبي إلى مملكة نينوى الشريرة، وهى غير اليهودية، برسالة توبة، وبالفعل قبل شعب نينوى التوبة وقبلوا الرب.

وأوضح: إنه بعد عودة الشعب بعد انتهاء السبى لهم كانت نبوءات الكهنة تخبرهم بأن المسيح سيأتى ويخلص العالم كله، ولكن الشعب اليهودي رفضوا رسالة المسيح، وصرخوا: اصلبه اصلبه، وخرج التلاميذ للكرازة فى كل العالم، وبذلك يكون انتهاء رسالة الشعب اليهودي بأنهم شعب الله المختار وذلك بانتهاء رسالتهم، أما ما يحدث الآن فهو استخدام خاطئ وتفسير خاطئ للآيات فتمسكوا بالاختيار ولم ينفذوا شرط الاختيار.