رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الكاثوليكية" تحتفل بذكرى القديس كوينتين من فيرماند الشهيد

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بذكرى القديس كوينتين من فيرماند الشهيد.

واطلق الاب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني نشرة تعريفية قال خلالها أنه غير معروف تاريخ ميلاده على وجه التحديد، لكنه وُلِدَ في منتصف القرن الثالث الميلادي بالنظر لتاريخ إستشهاده عام 287م. هو ابن رجل له مكانته في الدولة الرومانية يُدعى "زينو".

مسيحيته

آمن كوينتين بالمسيح في شبابه وبغيرة رسولية ورغبة في تعريف البشرية بالخبر السار – الإنجيل - سافر للكرازة في بلاد الغال (فرنسا حاليًا) برفقة "لوسيانوس"، ومجموعة قرّروا إتباع كوينتين بعد أن آمنوا ببشارته إليهم في روما، هُم "ﭬـيكتوريوس" و"فوشيانوس" و"ﭼـِنتيانوس" (جميعهم إستُشهِدوا في نفس عام إستشهاده أو بعده بقليل).

إستقرّ كوينتين ورفاقه في مدينة أميان شمال فرنسا، وهناك قام بالتبشير مدعومًا بعجائب كثيرة، ومع نمو كنيسة المسيح في أميان بشكل لفت نظر حاكمها "ريكشوﭬـاريس" الذي أمر بإعتقاله وتقييده بالأغلال ومحاولة إستمالته ثم ترهيبه للكفّ عن التبشير بهذا الاسم، كان كوينتين يعيش حرية أبناء الله التي كانت مصدر قوته أمام كل ترهيب أو ترغيب للثبات على إيمانه، رغم قيوده الحديدية.

بدأ الحاكم في تعذيبه بالحبس الإنفرادي بعيدًا عن باقي المؤمنين حتى لا يلقى دعمًا ولا يسانده أحد بالصلاة معه، ثم أمر الجنود، بشَدّ وثاقه بأربطة عنيفة من جميع أطرافه حتى انحلَّت مفاصله، بعدها يتم جلده بالأسلاك الحديدة تُمزِّق لحمه. تكرَّرت هذه العذابات دون أن تفلح في جعل كوينتين ينكر إيمانه أو يعد بعدم التبشير بإسم المسيح مرّة اخرى.

قرَّر الحاكم ريكشوﭬـاريس، أن يُحاكِم كوينتين في مدينة رامس (حاليًا في دولة بلجيكا – الجزء الناطق بالفرنسية)، وفي الطريق تحديدًا عند مدينة أوجوستا ﭬـيروماندواروم بشمال فرنسا (حاليا اسمها مدينة سان كوينتين تيمُنًا بالقديس) تم تحرير كوينتين من قيوده بطريقة عجائبية برغم الحراسة الشديدة والأغلال القوية التي كان يتعثر بها القديس في مسيره.

بعد أن أُطلِق سراح كوينتين عجائبيًا، لم يستغل ذلك في الإختباء، بل عاد ليظهر مُبشِّرًا في المدينة التي تم تحريره فيها، فأمر الحاكم ريكشوﭬـاريس، بإعتقاله مرّة أخرى وإذاقته أشد أنواع الآلام والعذاب، فتم دقّ مسامير حديدية سميكة مُسنَّنة الطرف في كتفيه وبرغم الآلام النارية الرهيبة لم يتخلّى كوينتين عن إيمانه، فحكم عليه الوالي بقطع رأسه، وإلقاء جثمانه في المستنقعات المحيطة بنهر السوم، حتى لا يتمكن أحد من معرفة مكانه ودفنه، إلا أن بعض المؤمنين الذين تتبّعوه سرًّا حتى الموت قاموا بإنتشال الجثمان والرأس ودفنهما على أطراف المدينة دون شاهد خوفًا من إعتداء الجنود الرومان على المدفن، كان ذلك حوالي عام 287م.

الحدث الأول: بعد خمسة وخمسين عام على إستشهاد القديس، سيدة رومانية كفيفة تُدعى "أوزبيا"، سليلة عائلة لها مكانتها السياسية، قدمَت من روما، على أثر أمر إلهي روحي، لتكشف عن مكان جثمان القديس كوينتين، حيث رأته في رؤية روحية مُنتشلًا من الماء وغير تالِف تفوح منه رائحة القداسة.

وعند اكتشاف مكان الجسد قامت بمساعدة بعض المؤمنين بدفنه في قمة جبل يقع في مدينة أوجوستا ﭬـيروماندواروم (سان كونتين) كأبعد مكان ممكن أن تقوم بنقل الجثمان إليه. كما أعطت بعض المال لبنائيين لبناء كنيسة صغيرة (كابيلا) يُدفَن فيها الجثمان بإكرام، وبعد انتهاء البناء وإكرام القديس، أصبحت السيدة مُبصِرة.

الحدث الثاني: في القرن السابع الميلادي إكتشف "الأسقف إيليچيوس" الكنيسة المبنية على الجبل، ورفات القديس بعد أن أصابها تفكُّك دون إنحلال، كذلك وجد المسمارين الذين دُقّا في كتفي القديس لثقبهما، وقام ببناء كنيسة حُفِظَت فيها زخائر القديس، كما وزّع بعض الزخائر على كنائس أخرى، حاليًا هذه الكنيسة هي بازيليك سان كونتين ومن أشهر الزخائر الموجودة بها كفّ القديس كوينتين. 

هو شفيع المُبشِّرين، والحدادين، والكنائس الصغيرة (الكابيلات).