رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يهود مناهضون للصهيونية لـ«الدستور»: إسرائيل تبتز أمريكا عبر جماعات ضغط

جريدة الدستور

استنكرت «منظمات وحركات يهودية مناهضة للصهيونية» المجازر التى يرتكبها الاحتلال فى قطاع غزة، وسط تأييد غربى فاضح، معتبرة أن الولايات المتحدة الأمريكية شريكة ومتواطئة فيما يحدث من فظائع.

وقال الحاخام مئير هيرش، رئيس حركة ناطورى كارتا اليهودية، إن التصعيد الحالى فى غزة هو جزء من سلسلة طويلة من الجرائم بدأتها إسرائيل باحتلال فلسطين، ومنذ ذلك الحين يجرى نهر لا نهاية له من دماء الشعب الفلسطينى. 

وأضاف: «هذا القتل لم يبدأ اليوم. دولة إسرائيل دولة يهودية فاسدة، وقد احتلت أرض الشعب الفلسطينى، والاحتلال ينتهك موارد الفلسطينيين، ويمارسون مختلف أنواع العنف ضدهم». وواصل: «جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطينى يجب أن تتوقف، لأن اليهودية دين يدعو إلى التسامح وعدم القتل وعدم السرقة، والله رحيم، لكن دولة إسرائيل تأسست على قطع رءوس الشعب الفلسطينى وسرقة أرضه ودولته، وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق فى اليهودية».

ورأى أن إسرائيل دولة كافرة، مؤكدًا ضرورة وقف الحرب الحالية التى أسفرت عن مقتل عدة آلاف من الضحايا، و«إسرائيل يجب أن تتحمل مسئوليتها عن قتل هذه الأرواح».

وطالب بإزالة دولة إسرائيل وإعادة الأرض للشعب الفلسطينى، قائلًا: «ما تفعله إسرائيل فى غزة يهدف إلى القضاء على الشعب الفلسطينى، وإسرائيل ليست دولة شرعية، بل هى نظام فاسد، ويجب على العالم والأمم المتحدة الوقوف ضد هذا الكيان لتحقيق العدالة، لأنه دولة ضد الإنسانية».

وتابع: «نصلى من أجل أشقائنا فى غزة، ومن أجل كل من يستطيع تقديم الدعم للشعب الفلسطينى، ومن أجل وقوف القادة السياسيين فى العالم إلى جانب فلسطين، والتوقف عن دعم إسرائيل».

وفيما يتعلق بالدعم الأمريكى للاحتلال، قال: «نتعامل مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، وهى حكومة محترمة، ولكن الاحتلال يمارس الضغط والترهيب على واشنطن من خلال مجموعات ضغط كبيرة، وبالتالى يحصلون على دعم من أمريكا».

وتابع: «هم يروجون روايات مفادها أن الشعب الفلسطينى شرير وقاتل ويريد القضاء على اليهودية، وهى شعارات يرددها الكيان منذ ٧٥ عامًا، وعلى واشنطن أن تحترم الشعب الفلسطينى وتتوقف عن تقديم الدعم المعنوى والدعم الفعلى لإسرائيل بالسلاح، من أجل تحقيق السلام فى فلسطين واحترام الشعوب المسلمة».

وقال إن حركة ناطورى تطالب بإنهاء الفصل العنصرى، وتقديم المساعدة لشعب فلسطين فى غزة والضفة الغربية ومخيمات اللاجئين. 

و«ناطورى» حركة يهودية نشأت فى القدس عام ١٩٣٨ بهدف منع قيام الدولة الصهيونية فى فلسطين، ويبلغ عدد أعضائها عدة آلاف ويعيشون فى القدس ولندن ونيويورك وكندا.

وفى السياق ذاته، قالت منظمة «IJAN» اليهودية إن غزة ظلت تحت الحصار الإسرائيلى منذ نحو عقدين من الزمن، وعاش أهلها دون مياه، مع انقطاع للتيار الكهربائى والاتصالات بشكل منتظم، واكتظاظ سكانى فى منطقة جغرافية صغيرة جدًا، وهذا يسمى سجنًا فى الهواء الطلق، فى ظل سيطرة الاحتلال على الحدود والبحر، وعدم امتلاك السكان جوازات سفر أو طريقة للمغادرة.

وأضافت المنظمة أن طلب الاحتلال من السكان إخلاء القطاع وقطع المياه والكهرباء، وعدم وجود خيارات للمغادرة، هو إبادة جماعية حرفية، قائلة: «كيهود نشعر بالرعب عندما نرى دولة تدعى أنها تتحدث نيابة عنا، وهى تقيم معسكر اعتقال فى غزة».

وذكرت أن نصف سكان غزة من الأطفال، وهذا يزيد الكابوس الذى يعيشه السكان فى هذه اللحظة، لأن إسرائيل تنتهك القانون الدولى، وهى قادرة على الاستمرار فى الإفلات من العقاب.

وتابعت: «إسرائيل تستهدف البنية التحتية المهمة فى غزة، دون أى اعتبار للحياة المدنية، نحن بحاجة إلى أن يوقع المسئولون الأمريكيون على الفور على وقف إطلاق النار، وإنهاء التمويل الأمريكى للجيش الإسرائيلى على المدى الطويل».

وقالت إن أمريكا هى من تسمح لإسرائيل بارتكاب المزيد من الجرائم، وهى ترفض إنهاء الدعم العسكرى، واستخدمت حق النقض (الفيتو) ضد اقتراح السماح بممر إنسانى، وهى متواطئة مع الإرهاب الإسرائيلى.

وأكملت: «تشكل إسرائيل جزءًا أساسيًا من الأجندة الأمريكية للسيطرة السياسية والاقتصادية على المنطقة، وتطور إسرائيل التكنولوجيا والاستراتيجيات العسكرية والمراقبة، مع احتلالها المستمر وهيمنتها العسكرية على فلسطين، ثم يبيعون هذه الأدوات إلى الولايات المتحدة والعديد من الحكومات الأخرى».

وواصلت: «هذا جزء كبير من دعم الحكومة الأمريكية لإسرائيل، الأمر لا يتعلق بدعم السلامة اليهودية، إسرائيل ليست آمنة لأى أحد. ويتعين على المجتمع الدولى أن يستمر فى ممارسة الضغوط على حكومة الولايات المتحدة لحملها على الكف عن جعل الإرهاب العسكرى الإسرائيلى فى غزة وكل فلسطين ممكنًا».

وقالت: «باعتبارنا يهودًا هنا فى الولايات المتحدة، فإننا لن نتوقف عن المطالبة بذلك، ويؤيد عدد متزايد من اليهود إنهاء الفصل العنصرى الإسرائيلى والسيطرة العسكرية على فلسطين، ونطالب بوقف فورى لإطلاق النار ووقف المساعدات الأمريكية لإسرائيل».

جدير بالذكر أن «IJAN» منظمة دولية يهودية ضد الصهيونية، وتطالب بتحرير الشعب والأرض الفلسطينية وبعودة للاجئين وبإنهاء الاستعمار الإسرائيلى لفلسطين.